بالطبع نعلم حساسية الموضوع ولكن أهميته تخص الكثيرين والكثيرات من الأزواج البعيدين عن بعضهم، فكثيرون هم الأزواج المغتربين أو من يسافرون لإكمال دراستهم العليا تاركين نسائهم في بلاد أخرى بعيدة.

وربما كان التواصل أصعب قبل ظهور وسائل الاتصال من ماسنجر وثم سكايب وغيرها من الوسائل. وأخذت هذه الوسائل في التطور ليبدأ التواصل عبر الفيديو فيكون الآخر معك بالصوت والصورة وتصبح كأنك تعيش معه في البيت.
ولكن نكون ابتعدنا عن الواقع إن قلنا إن كثيرين إصبحوا يقومون بالشات صوتاً وصورة وأحياناً مع غرباء عنهم تماماً. وكلنا نعرف أن كثير من هذه العلاقات تطورت على صعيد عاطفي وجنسي أحياناً.

وفي عيادة صديق "أنا زهرة" الطبيب النفسي محمد أبو زيد سألنا هذا السؤال هل تؤثر هذه الممارسات الجنسية على الصحة النفسية؟

وكان جوابه هو التالي "لا أعتقد أن الشات الجنسي يؤثر على العلاقة الزوجية جنسيا بشكل كبير، وربما يكون نوعاً من التواصل. الألم في الحقيقة يحدث بعد الانتهاء من هذه الممارسة، إذ يحس كل من الطرفين بغياب الآخر وافتقاده وهذا يجعل هذه الممارسة لها أثر محزن وقد تسبب الكآبة.

وبالطبع هذه الممارسة تفضي إلى ممارسة العادة السرية من الطرفين، والتي إذا اتبعت بكثرة تتعب أعصاب هذه المنطقة الحساسة وتشعر الشخص بالكآبة بعد حين وقد تكلمنا عن آثارها من قبل".

إذن فهل تنصح بتجنب الشات الجنسي بين الزوجين البعيدين "لا أستطيع أن أنصح بذلك، الغياب هو فقدان أيضاً من نوع آخر، وهذا يجعل الحياة الزوجية تمر بمرحلة صعبة، وقد يكون الشات الجنسي معيلا نفسيا للطرفين. أنصحهما فقط أن لا تتم ممارسته كثيراً، ومن الأفضل لو استطاع الاثنان السفر إلى بعضيهما بين حين وآخر إذا أمكن ذلك بالطبع. وكذلك أنصح بأن يشغلا نفسيهما بالعمل والقراءة والنشاطات الاجتماعية والخيرية، فهذا يجعل الإنسان يبتعد عن التفكير في غياب الآخر".