قضت المشاركات في برنامج "تطوير الأجيال القادمة من القيادات النسائية"، بواشنطن أول من أمس، يوماً حافلاً بالنشاطات التي بدأت بزيارة البيت الأبيض، حيث التقين هناك بتينا تشين المسؤولة عن مكتب السيدة الأولى ميشيل أوباما.

تطرقت تشين لمواضيع مختلفة تناولت حياة المرأة الأميركية ومشاكلها، متناولة أيضاً كيف يتم التعامل مع هذه القضايا، حيث ألمحت إلى أن القضايا الأساسية التي مازالت تعاني منها المرأة الأميركية في عدم المساواة تتمثل في الأجور، والتأمين الصحي، والتحرش الجنسي.

وبينت تشين بالأرقام أن الفرق في الأجر بين الرجل والمرأة يصل إلى فجوة نسبتها 23% بالنسبة لأجر الرجل. وأن واحدة من بين كل أربع طالبات يتم التحرش بهن جنسياً أي مانسبته 25% من مجموع الطالبات في البلاد. وإذا تقدمت امرأة للتأمين الصحي فإنها تدفع 30% زيادة عن قيمة مايدفعه الرجل.

وقامت المشاركات بعدة مداخلات منها مداخلة الإمارتية فتحية الخميري، عضو مجلس إدراة في مجلس سيدات أعمال دبي، والتي قالت إن هذه المشاكل التي تعاني منها المرأة الأميركية تحتاج إلى الكثير من الدعم الحكومي بلا شك، مضيفة إننا في الخليج بشكل عام والإمارات بشكل خاص لا نعاني من هذه القضايا وحقوقنا في العمل تساوي تماماً حقوق الرجل ولا فرق في الدخل بسبب الجنس.

وتناولت الخميري طبيعة المجتمع العربي الذي مازال يعيش في كنف الأسرة الممتدة التي تحمي أبنائها وتساعدهم وتدعمهم، خاصة إذا كن إناثاً، مما يحقق الأمان والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وفي سياق آخر، قالت الخميري لـ"أنا زهرة" إن أهم مايميز هذا البرنامج بالفعل هو الروح التفاعلية الحقيقية، مبينة أنها حضرت الكثير من البرامج من قبل، لكن "تطوير الأجيال القادمة من القيادات النسائية"واحد من أفضلها نظراً لاستخدام أدوات تفاعلية مهمة وجديدة، وطرح محاور كثيرة، ووجود تنوع ثري بين المشاركات.

مداخلة أخرى قامت بها الإماراتية فاطمة الغفلي، عضو مجلس إدراة في غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، وارتكزت فيها على محورين: تناول الأول مرض السرطان الذي لم يتم العثور على علاج له منذ سنوات طويلة، وتساءلت إن كان السبب هو عدم وجود دعم كافٍ للأبحاث عن هذا المرض، داعية إلى ضرورة تضافر الجهود في العالم بأكمله للعثور على علاج ناجع لهذا الداء القاتل.

أما المحور الثاني فكان حول التوازن بين الحياة والعمل، إذ بينت الغفلي أن معظم الناس أصبحوا يقضون وقتاً أكبر في العمل من خارجه، فلماذا لا نعمل جميعاً على إيجاد تشريعات تدعم وتعزز حقوق العمل من أجل توازن أكثر، فهذا الأمر يؤثر على الصحة النفسية والجسدية وعلى الحياة الاجتماعية.

بالنسبة للبرنامج فقد اتسم بحسب الغفلي بالحيوية والبعد عن الملل. وقد تم تغطية عدة محاور مثل أنواع القيادة وطرق التعلم، وإدارة أنواع مختلفة من الناس، وإدارة الأزمات والتعامل مع الأوضاع الصعبة. كما أن المشاركات في البرنامج يأتين من خلفيات مختلفة ومجالات متعددة وهن قياديات فعلاً ومثقفات، ووجود هذا المزيج من الشخصيات يساهم في زيادة المعرفة المتبادلة.

وفيما يخص المرأة العربية، قالت الغفلي لـ"أنا زهرة": أعتقد أنها وصلت في بعض البلدان إلى مراحل متقدمة مثلما هي الحال في الإمارات، حيث تعمل المرأة في مجالات مختلفة وتقود مراكز مهمة. وأضافت "ربما لا يكون الأمر نفسه في البلاد العربية الأخرى. وأعتقد أن تجربة الإمارات هي مثال على الدول العربية أن تحتذي به".