في أقل من عام، تتعرّض  إليسا مجدداً لحملات معادية لها في الجزائر. يبدو أنّ البطالة وسوء الأحوال الاقتصادية والأوضاع الاجتماعية جعلت إليسا فنانة غير مرحّب بها في بلد المليون شهيد. منذ حوالي سنة، شنَّت حملات ضد دخول الفنانة الجزائر عندما أُعلن عن مشاركتها في مهرجان "جميلة". اعتبر المعترضون وقتها أنّ أجرها سيدفع من جيب الشعب المغبون، إضافة الى أنّها مغنية غير محتشمة. وخوفاً من تكرار هذا الأمر، قام المسؤولون في مدينة عنابة الجزائرية بإجراء مفاوضات سرية مع إليسا من أجل مشاركتها في حفلات تقام هناك في شهر أيار (مايو) المقبل تزامناً مع خمسينية الاستقلال. وقد ذكرت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ إليسا ستفتتح هذا المهرجان في الثاني من الشهر المقبل في ملعب "العقيد شابو" الذي يتسع لنحو 20 ألف مقعد، وستحصل على مبلغ يصل إلى مليار سنتيم جزائري. وبذلك، تكون النجمة اللبنانية قد حصلت على نصف الميزانية المخصصة للمهرجان الذي سيشارك فيه نجم الراي بلال ومجموعة من الفنانين الجزائريين المحليين.

انتشار الخبر أثار موجة غضب في صفوف بعض الجزائريين الذين طلبوا من شباب مدينة عنابة التدخل والاعتراض لمنع حصول هذا الأمر الذي وصفوه بأنّه إهانة للشعب الجزائري عامة، وليس فقط لأهل عنابة. وصبّ آخرون غضبهم على بلدية عنابة وطالبوا بمحاكمة أعضائها بتهمة هدر أموال الشعب على المغنيات، وبصرف "مليار اليسا" على المشاريع الخيرية ومساعدة العائلات الفقيرة. فيما استغرب عدد آخر أن تحيي اليسا مهرجان خمسينية استقلال الجزائر وكتب: "إضرابات في كل القطاعات من أجل زيادة الأجور بسبب غلاء المعيشة، عمّال الشبكة الاجتماعية مرتباتهم 3000 دينار، سعر 30 كيلوغراماً من البطاطا، ووالي عنابة يمنح مليار سنتيم لقطّة تموء لمدة ساعتين".

خبر إحياء اليسا حفلة الاستقلال فتح جراح الجزائريين ومعاناتهم ووجدوها فرصة لتحميل الفنانة مسؤولية الأوضاع الاقتصادية المتردية. طالبوا بطردها من عنابة، ومحاكمة المسؤولين عن توجيه الدعوة إليها لأنّه كما ورد في أحد التعليقات على موقع جريدة "الشروق": "عار. شباب بدون عمل وبدون زواج، ولا مستقبل، والدولة تصرف الملايير في السهرات وجلب متبرجات من لبنان وغيرها، بحجة إحياء عيد الاستقلال والشباب، ثم إنّ الاحتفالات في هذه المناسبات لا تقام بالغناء والفجور يا إخوان، بل بالأناشيد الوطنية، ومحاضرات عن بطولات أجدادنا، تلقى على هذا الجيل الصاعد، تنمّي فيه روح الاعتزاز بالانتماء الى هذا الوطن العزيز والأفلام الوثائقية... وليس حسب رأيي بجلب المومسات واللهو واللعب، وما هذا الا تغطية لاختلاس أموال الشعب."

الطريف في الأمر أنّه تمت مقارنة سعر كيلو البطاطا في الجزائر بالأجر الذي ستتقاضاه إليسا (سعر الكليو 100 د.ج) معتبرين أنّ الشعب يجوع من أجل أن تأكل إليسا.

المزيد:

إليسا وجمهورها "ايد واحدة"... ومرحباً بها في الجزائر

ترحيب بأصالة في الجزائر... واستياء من إليسا