"لا أريد أن أتحدث إليكن، بل معكن" استهل سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة الأميركية يوسف العتيبه بهذه العبارة حديثه بحضور المشاركات في برنامج "تطوير الأجيال القادمة من القيادات النسائية" أمس في دعوة أقامتها السفارة الإماراتية في واشنطن للقياديات الشابات.
حملت هذه العبارة الكثير في طياتها، فإذا كان الكلام تعبيراً عن الإرادة فإن الدعوة إلى الحوار هو تثمين لقيمة الآخر ومكانته وأهميته. وكأننا بمثابة تعريف لمهارات على النساء القياديات أن يتمتعن بها، ألا وهي الشراكة والفاعلية والحوار مع الآخر.
رسالة افتخار بالمرأة الإماراتية والعربية حمّلها العتيبة في خطابه للمشاركات الشابات من دول الخليج ومصر، مبيناً كيف أن المرأة الإماراتية تمكنت من إحداث فرق ملموس في دور المرأة في المجتمع الإماراتي. كيف لا وقد باتت تحمل حقائب وزارية على غاية من الخطورة والأهمية وتلعب دوراً مركزياً في عالم الاقتصاد والأعمال.
وتطرق العتيبه إلى مهارات العمل الدبلوماسي وأهمية الاتصال وكيفية الالتحاق بالعمل في السفارة، موضحاً أن سفارة الإمارات توظف من جنسيات مختلفة وليس فقط الإماراتية.


الزمن ينادينا لنأخذ المبادرة ونحرر طاقاتنا
وبدورها ألقت، مديرة إدارة علاقات الاتصال الحكومي بوزارة التجارة الخارجية الإماراتية، هالة لوتاه كلمة دعت فيها المشاركات إلى مزيد من العمل من أجل حلم أكبر وإنجازات أكثر.
وبعد أن توجهت بالشكر للسفارة الإمارتية على الدعوة وبالامتنان لمركز CEDPA منظم البرنامج والتقدير لمؤسسة ExxonMobile الداعمة للبرنامج، تحدثت لوتاه عن أهم مايميز قياديات المستقبل وهو أمر عبرت عنه بـ"امتلاك رؤية استثنائية، ونظرة عالمية واسعة ومبادئ راسخة لتجاوز التحديات في عالم سريع التغير". مبينة أننا "نحن النساء نمتلك هذه الصفات، والزمن ينادينا لنأخذ المبادرة ونحرر طاقاتنا".
من جهة أخرى، أوضحت لوتاه أنه وحتى وإن كانت المرأة تمتلك القدرات والطاقات القيادية فإنها وحدها لا تستطيع أن تؤثر لأحداث التغيير. وقالت "نحن نحتاج إلى دعم الحكومة ومجتمع الأعمال وجماعات حقوق المرأة وكل الجهات المعنية لكي يتم وضع خططنا قيد التنفيذ ونتمكن من تحقيق أهدافنا بنجاح".
أما فيما يتعلق بالبرنامج فقد وصفته لوتاه بأنه حدث يؤسس لـ"توطيد خبراتنا ومعرفتنا وآرائنا في سبيل صقل قياديات الغد، خاصة أولئك اللواتي سيحملن العالم العربي إلى آفاق أرحب".


سيرتك الذاتية هي التي تحملك إلى العالم
ومن جهة أخرى، قدمت رئيسة المسؤولية الاجتماعية والاتصالات المركزية في البنك الوطني العُماني، عائشة الخروصي، مداخلة أثنت فيها على البرنامج الذي يتيح التشبيك بين قياديات العالم العربي، كما تساءلت عن معايير وكيفية اختيار المشاركات. وكانت الإجابة التي قدمها العتيبه أن السيرة الذاتية هي الحكم وهي المعيار، وهي التي تحمل صاحبتها لأنها تعبر عن ما أنجزته رغم صغر أعمار المشاركات في الفترات السابقة. وهي التي تدل على طبيعة اهتماماتهن وتطلعاتهن.
وفيما يتعلق بواقع المرأة العمانية. والتي تعد من طليعة النساء العربيات في مجالات مختلفة سياسية واجتماعية وحقوقية. قالت الخروصي إن السلطنة كانت أول دولة عربية تخصص 17 من أكتور كل عام يوماً لتكريم المرأة العمانية. كما وفرت الدولة كل سبل الدعم القانونية والحقوقية والتشريعية لتدفع المرأة العمانية للمشاركة وتفجر طاقاتها الإبداعية في مجالات مختلفة.


التحاور مع قيادي شاب أمر يدعونا إلى التفاؤل
من جانبها ركزت، المدير التنفيذي في إنجاز قطر، عائشة المضيحكي على أهمية التعرف على إنجازات الأخريات في الدول المجاورة، مبدية إعجابها بما وصلت إليه المرأة الإماراتية. وحول اللقاء في السفارة قالت" كان من المهم بالنسبة لي أن يتحدث إلينا السفير وهو قيادي شاب أيضاً عن الدور القيادي، فهذا يبعث الأمل بأنه يمكنك أن تكون في مقتبل العمر ولكنك تحقق إنجازاتك وتراها بعينيك". ولكن المضيحكي تؤكد أيضاً على أهمية الخبرة ولا تنكر أنها تراكمية وتحتاج إلى دعم المحيط من عائلة وعمل وسياق متكامل، مضيفة إن مثل هذا البرنامج هو حجر إضافي في بنيان الخبرة التي نحاول تأسيسها كقياديات.
وبينت المضيحكي أن ماوصلت إليه المرأة القطرية كان للشيخة موزة بنت ناصر الفضل فيه، إذ شكلت القدوة والملهمة للمرأة القطرية ودعمتها في كافة القطاعات.


نساء يلهمن النساء
أمّا مديرة فريق القيادة وبناء القدرات في البرنامج سو ريتشيدي فبينت إن واحدة من أهم الأسس التي يقوم عليها مركز CEDPA هي شبكة الخريجات اللواتي يعمل جاهداً لتعزيز التواصل بينهن ومعهن حول العالم. وأضافت أن المركز يحرص على نشر قصص نجاح وإنجازات هؤلاء الخريجات من خلال الموقع الألكتروني والتويتر والفيسبوك والنشرة الإخبارية، ويتطلع من خلال نشر هذه القصص إلى إلهام نساء أخريات وإيجاد دافع لهن لمتابعة أهدافهن وتوسيع شبكات عملهن ولدفعن للسعي والنضال من أجل مكانة عظيمة.
حضر الدعوة التي استمرت لساعتين قبل أن تعود المشاركات لورشات العمل كل من سفير الولايات المتحدة لقضايا المرأة العالمية ميلان فيرفير، والمستشار الأعلى وسكرتير الصندوق الدولي للنساء والفتيات بالولايات المتحدة الأميركية باميلا رييف، ورئيس مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين جين هارمان. ورئيس مؤسسة ExxonMobil سوزان ماكارون، وضابط البرنامج في مؤسسة ExxonMobil بيث سنيدر، مندوب الشؤون العامة والحكومية في مؤسسة ExxonMobil حاتم شاكر.