ليس عيباً أن يعترف الإنسان بخطئه ويعتذر عنه لمن كان ضحية له. ورغم أنّ هذا الإعتذار أمر كبير وعظيم، هل هناك فعلاً من يُقر بذنبه؟

الجواب صعب لأنّ الحقيقة تؤكد أنه قلّما نجد إنساناً يواجه الآخرين بأخطائه أو يعترف بها. فكلمة "آسف" أو "أعتذر" تعني لكثيرين إنتقاصاً من الكرامة والقيمة فيما تعني لآخرين نوعاً من الإذلال الناتج عن موقف سخيف ومحرج.

الإعتذار والمرض

أمّا بالنسبة إلى الزوجين فالحكاية مختلفة. رغم ما للكلمة من مفعول سحري تمحو كل الجرح والألم في بعض المواقف، إلا أنّ الزوج والزوجة يعاندان وينتظران الشريك كي يعتذر.

وفي حين قد يصعب على الرجل الإعتذار، يُحذّر علماء النفس في كلية "ووركستر" الطبية في جامعة ماساشوستس من أنّ رفض القيام بذلك بعد الإساءة للزوجة قد يزيد من ضغط دمها، ما قد يؤدي بدوره إلى إصابتها بالنوبة القلبية أو الجلطة الدماغية.

وأثبت الاختبار الذي خضع له عدد من الأزواج أنّ النساء اللواتي سمعن كلمة "آسف" عاد ضغط دمهنّ إلى مستواه الطبيعي سريعاً بنسبة 20%، أي أكثر من الرجال الذين ظلوا يشعرون بالغضب والهيجان لبعض الوقت.

بين الزوجين، الإعتذار "فن غير مباشر"

وفي عودة للتحليل النفسي، يؤكد العلماء أنّ لا متضرّر من الاعتذار بين الزوجين لأنّ خلاف ذلك يعقّد الأمور ويخلق الحواجز بين الطرفين. إعتذار أحد الطرفين للآخر رغم أنه لم يخطئ، يجعل الآخر يدرك أخطاءه لأنّ في ذلك تقويماً لسلوك سلبي يظهر من خلاله مدى شجاعة الفرد على مواجهة الواقع.

وبين الصح والخطأ، يكابر الرجل على الاعتذار ويقدّمه لزوجته بطريقة غير مباشرة. ومن أساليبه في الإعتذار نذكر:

إختلاف نبرة الصوت.

الحديث عن موضوع لا صلة له بالمشكلة.

إدخال الكلمات اللطيفة والحنونة أثناء الحديث مثل "حبيبتي"، "حياتي"...

الإتصال على غير عادة بحجة السؤال عن شيء ما.

التعاون في أمور المنزل على غير عادة.

الإدّعاء بالمرض للإهتمام به.

تقديم الهدايا أو الورود من دون مناسبة.

المزاح.

المدح أو الإطراء الجميل.

أمّا الزوجة فلإعتذارها فنّ خاص غير مباشر:

التزيين والظهور بشكل جذاب.

الدلال الجسدي واللفظي.

طلب المساعدة في أمر معين.

البكاء.

إذاً أيّها الزوجان، الإعتذار مطلب أساسي لاستمرار علاقتكما. لذلك لا تكابرا مهما كان الخطأ، فعبارة "أنا آسف" تُصّفي القلوب وتفتح الأبواب أمام التعاطف والتواصل لبناء الثقة والأمان.