درست أميرة مقيم في جامعة الاقتصاد المنزلي بتشجيع من والديها وزوجها الدكتور نبيل أكبر، الذي درس وتخصص في الفيزياء. مؤخراً قامت مقيم بتأليف كتاب عن الطبخ. وهي إلى جانب مهارتها الفائقة فيه تجيد الرسم وتحمل بين أصابعها مواهب أخرى سنكتشفها معاً. أما شريك حياتها أكبر فقد درس الفيزياء وتبحر في الجيولوجيا وبحث لنفسه عن طريقة خاصة في فهم إعجاز القرآن الكريم من خلال العلم.
موقع "أنا زهرة" التقى بمقيم وأكبر في هذا الحوار:
نبدأ بالحديث عن كتاب الحلل الشهية للأكلات البخارية فهناك مئات الكتب حول الطبخ بماذا يتميز كتابك؟
يتميز بدقة المقادير ووضوح الشرح والصور للخطوات، هذا الكتاب متخصص في الأكلات البخارية وهو الأشمل والأوسع من نوعه باللغة العربية ونرجو أن يُثري مكتبة ربات البيوت العربيات بما فيه الفائدة.?كما إنني راعيت أن تكون المقادير في الوصفات مضبوطة، وقد ذكرت في نهاية بعض الوصفات أسرار نجاح الطبخة ?بما تقتضيه الحاجة والتي قليلا ما تعرفها من تنقصها الخبرة.
متى أول مرة بدأت بالطبخ؟ هل تذكرين ما هي أول أكلة طبختيها؟
درست مادة الطبخ في الصف الخامس الابتدائي، وأول طبخة كانت يوم امتحاني النهائي وهي عبارة عن الدجاج المحشي بالرز واللحم، وقمت بتجهيزه بجميع متطلباته في المدرسة بمفردي. ومنذ ذلك اليوم وأنا أتعلم بشغف وحرص أنواع الطبخ المختلفة.
هل تمارسين هوايات إلى جانب التفنن في الطبخ؟
نعم لدي مواهب في تصميم الأزياء والديكورات المختلفة وعمل اللوحات الفنية التشكيلية، والتطريز والرسم على الحرير والقمصان القطنيه، وتصميم وتنفيذ خطوط الموضة ذات الطابع الشرقي والغربي. في الحقيقة نادرا ما أشتري هكذا أمور لأنني أصنعها بنفسي وببصمتي الخاصة.
كيف ساندك زوجك؟ وما هي الأكلة التي تحبينها كثيراً؟
ساندني في كل شيء بما في ذلك مساعدتي في مراجعة الكتاب. طبق العيش باللحم من الأكلات المفضلة.
دكتور نبيل حدثنا عن إنجازاتك الأكاديمية؟
درست الفيزياء في جامعة الملك سعود، ثم ماجستير الفيزياء من جامعة نورث إيسترن في بوسطن، ثم الماجستير والدكتوراة في الجيوفيزياء من جامعة ستانفورد. ولي أبحاث منشورة في المجلات العلمية المتخصصة باللغة الإنجليزية عن حركات السوائل داخل التجاويف الصخرية وتأثير ذلك على الموجات الصوتية المستعملة في التنقيب عن النفط والغاز. بعد ذلك بحثت عن باطن الأرض السائل وتأثير ذلك على القشرة الأرضية والمجال المغناطيسي الأرضي. ودرست طبيعة الكائنات الحية خلال 600 مليون سنة وتأثير العوامل الجيولوجية والفلكية على الحياة ودورها في الانقراضات المتتالية للكائنات الحية التي شهدتها الأرض، أقوم حاليا بتفسير للقرآن الكريم من منظور فكري علمي جديد.
تقوم بتفسير للقرآن الكريم من منظور جديد حدثنا قليلا عن هذه التجربة؟
السموات والأرض كتاب نقرؤه، والقرآن الكريم كتاب منزل، وكلا الكتابين من الله تعالى، لذا فالأسس واللبنات والأساليب والقوانين والأهداف هي نفسها في كلا الكتابين، لأن الله تعالى واحد ورسالاته سبحانه واحدة، فمن دراستي لكتاب الخلق وجدت قوانينا ونواميسا وأساليب محددة ثابتة. من هذا المنظور والفهم اتجهت للقرآن الكريم أبحث عن هذه الأمور نفسها فوجدتها.
في الواقع فوجئت بما وجدت من تطابق تام بين الكتابين ومحتواهما. وهو موضوع كبير لا زلنا في أوله. فكما إن الخلق كله يعجز مثلا عن كشف أسرار حشرة ولو اجتمعوا، فالخلق كله يعجز عن كشف أسرار آية قرآنية واحدة. نتكلم عن بحور من التطابقات بين الكتابين لا أول لها ولا آخر.
هل أنت من مناصري عمل المرأة ؟
يقال إن المرأة نصف المجتمع وأقول بل هي أمّه وحاضنته. فلو ضعفت وتخلفت الأم الحاضنة تخلف وتفكك معها المجتمع بأسره. فأي مجتمع لا يعطي المرأة قدرها فهو ينقص من قدره من حيث يدري أو لا يدري. أن تعمل المرأة في أي مجال فهو رأيها حسب ما تقتضيه الحاجة وينبغي تشجيعها لا منعها. فهي مكلفة ومحاسبة كما إن الرجل مكلف ومحاسب. كما ينبغي مراعاة الضوابط الشرعية، لكن الضوابط الشرعية ينبغي أن تطبق على الرجل كذلك. فلكل ضوابطه.