يُشكل الاكتئاب العامل الثاني من حيث مساهمته في تدهور الصحة وقصر معدلات الأعمار بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عاماً، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.

ويناقش الخبراء، خلال معرض ومؤتمر أمراض النساء والتوليد المقرر في الفترة من 1 - 3 نيسان (أبريل) بمركز دبي الدولي للمؤتمرات، مسألة الاكتئاب لدى النساء في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب سُبل الكشف والعلاج لهذه المشكلة الصحية. وذلك بمشاركة أكثر من 100 متحدث إقليمي ودولي من مختلف أنحاء العالم.

وأشارت الدكتورة صالحة أفريدي، أخصائي علم النفس السريري في عيادة "ذا لايت هاوس أريبيا"، إلى أنّ التقاليد الاجتماعية المرتبطة بزيارة اختصاصي في الصحة العقلية لا تزال تشكّل عائقاً بوجه النساء اللواتي يبحثْنَ عن علاج لمشاكلهنّ العاطفية.

وأضافت أفريدي :"يتميز كل من العالم العربي وآسيا بخصوصية كبيرة، حيث يؤدي الدين دوراً قوياً كوسيط في التعامل مع مشاكل الصحة العقلية؛ حيث يعتبر البعض أنّ مناقشة المشاكل الأسرية مع شخص من خارج العائلة أمرٌ غير مقبول".

أمّا السبب الأهم وراء عدم بحث النساء عن العلاج المناسب لأعراض الاكتئاب، فهو غياب الوعي، وتؤكد أفريدي :"لا تعي نساء كثيرات الأشكال المتنوعة التي يمكن للاكتئاب أن يتجلى من خلالها، ويجدنَ أنفسهنّ وحيدات في التعامل مع صعوبات الحياة؛ نظراً لبعدهن عن الأنظمة الداعمة".

ويعتبر الإجهاد سبباً آخر يؤدي إلى الاكتئاب، خاصّةً وأنّ النساء يحاولن الالتزام بالتقاليد التي تتعلق بالنظر إلى المرأة، وفي الوقت نفسه يتحايلن على المتطلبات الكثيرة الخاصة بالمسؤوليات الأسرية والاجتماعية والعمل.

وأكدت أفريدي على أن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب لا يُعتبر طريقة علاج فعالة للمريض إلا عندما تكون جزءاً من الخطة العلاجية الكاملة، وتقول :"قد تخفّف الأدوية المضادة لاكتئاب من أعراض المرض، غير أنّها لن تعالج خيارات الحياة وأنماطها التي أدت إلى ظهور الاكتئاب".