على الرغم من ارتفاع نسبة النساء العاملات حول العالم إلا أن القليل منهن يصلن إلى المناصب الإدارية العليا في مؤسساتهن، إذ تشير الإحصاءات إلى أن النساء يمثلن 20% فقط من أعضاء المجالس الإدارية حول العالم.

وسلطت دراسة جديدة أعدتها جامعة آشريدج للأعمال (Ashridge Business School) الضوء على التحديات التي تقف في طريق المرأة نحو ارتقاء السلم الإداري، إضافة إلى السلوكيات المؤسسية التي تعيق التقدم الوظيفي لها على الرغم من توافر السياسات والممارسات الداعمة للمرأة العاملة.

ويشير الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان "المرأة في عالم الأعمال: الإبحار نحو النجاح الوظيفي" (Women in Business: Navigating Career Success) والمستند على دراسة شملت أكثر من 1,400 امرأة تتبوأ مناصب إدارية عليا بأن 48% منهن يعتقدن بصعوبة نجاح المرأة في المؤسسات بالمقارنة مع زملائهم الرجال، فيما يعتقد 49% منهن بانعدام المساواة بين المرأة والرجل حينما يتعلق الأمر بمناصب قيادية.

وتشير فيونا دنت، التي ساهمت في تأليف الكتاب، وهي مديرة إدارة التعليم التنفيذي في جامعة آشريدج للأعمال إلى أهمية نتائج الدراسة، وقالت: "من النتائج التي لفتت انتباهنا عند دراسة جو العمل المحيط بالمرأة هو مقدار التغير الضئيل الحاصل على مدى الثلاثين سنة الماضية. فعلى الرغم من تشكيلها لنصف التعداد العالمي، لا تزال المرأة عملة نادرة في أروقة الإدارة العليا للمؤسسات، ومن الواضح أن هناك انعدام للمساواة في قمة الهرم، الأمر الذي يحتاج إلى التغيير الحقيقي."

ولا نغفل الدور الكبير للثقافة المؤسسية ونمطية التفكير، حيث عادةً ما يُنظر إلى المرأة على أنها تتسم بالليونة وتركز على العلاقات بالمقارنة مع الرجل الذي يُصوره المجتمع على أنه أكثر قوة وتركيزاً على النتائج، هذا بالإضافة إلى النظرة السلبية السائدة (لكلا الجنسين) التي تواجهها المرأة الحازمة والتي يقودها الطموح حيث غالباً ما يشار إليها على أنها عدائية ومتسلطة.

وقالت إحدى المديرات التي تمت مقابلتهن ضمن الدراسة: "عند محاولة المرأة التصرف بحزم تجاه اتخاذ موقف ما، يمكن تفسير تصرفها على أنه عاطف وأنثوي وهو أمر محبط للغاية، خاصةً إذا علمنا بأن النظرة تجاه الرجال الذين يتخذون نفس الموقف هي بأنهم يمتلكون روح التحدي والثقة بالنفس." 

كما يبقى الأبناء واحداً من أكبر العوائق التي تواجه مسيرة المرأة الوظيفية، حيث قد يكون لساعات العمل الطويلة والسفرات الدولية الممتدة الأثر الكبير على إمكانية المرأة في شغل بعض المناصب الإدارية. وأشار أكثر من 80% من المشاركات في الدراسة إلى أهمية الموازنة بين العمل والحياة الاجتماعية، على الرغم من أن نصف المشاركات فقط أكدن تمكنهن من تحقيق هذه الموازنة.

ومن المواضيع الأخرى التي قامت النسوة المشاركات في الدراسة بتسليط الضوء عليها هي النظرة "الناعمة والأنثوية" التي يراهنَّ بها زملائهن وكفاحهن المرير في اكتساب الاحترام المساوي لأقرانهن من القياديين الرجال، ولكن يجب على النسوة أن يركزن على نقاط قوتهن النسائية.

وقالت فيونا: "تشير الدلائل إلى اضطرار المرأة إلى بذل المزيد من الجهد لاكتساب الاحترام ولكن دون أن تتشبه بزملائها من الرجال، حيث يجب عليها أن تحافظ على أصالتها ومنهجيتها في القيام بالأعمال. وبينما تميل النسوة إلى التحلي بأسلوب قيادي تشاركي ما قد يشكل مصدر قوة حقيقية لها، فهناك بعض الأمور التي يمكن للمرأة القيام بها مثل اتخاذ الخطوات الجريئة وأخذ زمام المشاريع التي ملئوها التحديات والصعاب. والأمر نفسه فيما يتعلق بالمعاشات، حيث عادةً ما يطالب الرجل بالزيادة بينما تمتنع المرأة عن السؤال ما يجعلها تتلقى أجراً أقل في نهاية المطاف.