أظهرت نتائج تقرير إقليمي جديد، صدر اليوم بإيعاز من ’أوريو‘ (Oreo) بالتعاون مؤسسة ’يوغوف‘ (YouGov)، أن حسّ الطفولة، وهو ما يمكن تعريفه بفرصة للأطفال والكبار على حد سواء للاستمتاع بلحظات بسيطة هانئة، معرض لخطر للزوال في الإمارات العرربية المتحدة كما في دول مجلس التعاون الخليجي. وكشف التقرير أن الغالبية العظمى من الآباء الذين شملهم الاستطلاع ترى أن أطفال اليوم يكبرون بشكل أسرع من الأجيال السابقة. وفي الواقع، أفاد 7 من أصل 10 آباء وأمهات في جميع أنحاء المنطقة أنه من الضروري أن يحظى أولادهم بالمزيد من الوقت ليستمعوا بطفولتهم.وتتماشى نتائج التقرير مع نتئج تقرير عالمي أجرته مؤسسة إيبسوس ميديا في سائر بلدان العالم.

ويصح القول أن تراجع حسّ الطفولة لا يقتصر على الأطفال فحسب، بل يشمل أيضاً البالغين، فالآباء والأمهات في كل مكان حول المنطقة يتوقون للاستمتاع بشيء من المرح الطفولي الذي عاشوه عندما كانوا أطفال. وفي الواقع، فإن غالبية الآباء والأمهات في الإمارات (66?) يقولون انهم لم يحصلوا على فرصة تمضية وقت بسيط ومبهج على نحو يومي، في حين أفاد 66?بأنهم نادراً ما اختبروا مشاعر البهجة عندما كانوا أطفالاً.

وضمن هذا السياق، فقدصدر التقرير الذي يحمل عنوان ’حسّ الطفولة على الصعيد العالمي‘ (Global Spirit of Childhood Report)، والذي أجرته مؤسسة ’يوغوف‘بالنيابة عن’أوريو‘ في المنطقة. ويسعى التقرير لتقديم مقياس لحسّالطفولة في مختلف أنحاء المنطقة، في محاولة لفهم إذا ما كان الناس، صغاراً وكباراً، يمنحون الوقت لاختبار الأنشطة المبهجة والمرحة البسيطة التي يستمتع بها الأطفال.

وقالت شيبا فيليب، المديرة الدولية لصنف ’أوريو‘: "نتواصل على نحو دوري مع المستهلكين في جميع أنحاء المنطقة، ونتلقى دائماً أراءهم وتعليقاتهم التي تتمحور حول أهمية أن يعيش الأولاد سن الطفولة بدون هموم. ونعتقد أن هذا الشعور هو أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى، لذلك طلبنا إجراء هذا البحث لمعرفة المزيد عن حسّ الطفولة في جميع أنحاء المنطقة".

المرح العائلي أثمن من الذهب
في حين يشير التقرير إلى أن حسّ الطفولة قد يكون معرضاً للخطر، إلا أنه يفيد بأن رغبة الآباء في قضاء وقت ممتع مع أطفالهم لا تعاني من تراجع. وفي هذا الخصوص، يقول 3 من أصل 5 آباء (أي بمعدل 65?) أن قضاء الوقت في المرح مع أطفالهم هو أكثر أهمية بالنسبة إليهم مما كان بالنسبة لآبائهم عندما كانوا هم أطفالاً.

وقد أصبح المرح البسيط الهانئ متعة نادرة للآباء والأمهات وأطفالهم، حتى غدا برأي كثيرين أثمن من الذهب. ويرى أكثر من نصف الآباء الذين شملهم الاستطلاع (59?) أنهم مستعدون للتخلي عن جزء من رواتبهم في مقابل الحصول على المزيد من الوقت مع أطفالهم. في المقابل، أعرب 85?الآباء الذين شملهم الاستطلاع في الإمارات أن تمضية الوقت في الأنشطة العائلية المرحة التي تجمع الأسرة كلها هي أكثر أهمية من أي شيء آخر. وعلى الرغم من تلك الرغبة العارمة، فقد أظهر التقرير أن66? من البالغين لا يمضون لحظات من المرح البسيط الهانئ مع أطفالهم على نحو يومي.

التكنولوجيا: سيف ذو حدين
في عالم سريع الإيقاع قائم على الإنترنت، تكتسب التطبيقات التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي تأثير كبيراً ومتنامياً على إيقاع الحياة اليومية الأسرية. وفي حين يتفق66? من الآباء على مستوى الدولة أن التكنولوجيا تساعد أسرهم في البقاء على اتصال مباشر، إلا أن هذا الأمر يحمل بعض الجوانب السلبية في الوقت ذاته. وهكذا يرى ما يزيد على نصف الآباء (62?) أن بعض أفراد العائلة قد ينشغلون بالتطبيقات التكنولوجية في الوقت الذي تخصصه الأسرة لتمضيته مع بعضها البعض. وليس هنالك من يعاني من هذا الأمر أكثر من الآباء الموظفين، فنحو ثلاثة أرباع الأهل (70?) يقول أن أجهزتهم النقالة والتطبيقات التكنولوجية الحاسوبيةتسهل مسألة البقاء على تواصل مع شؤون العمل خلال تمضية مع العائلة في المنزل.

وبالنسبة لأطفال اليوم الذين نشأوا على إيقاع التكنولوجيا، فوجودها في حياتهم يؤثر على طبيعة الوقت الذي يقضونه مع والديهم وأسرهم. ويرى أكثر من ربع الآباء والأمهات فقط في الإمارات (37?) أنهم يتواصلون أكثر مع أطفالهم من خلال التطبيقات التكنولوجية مقارنة بالتواصل الشخصي.

بارقة أمل
هنالك بارقة أمل على الرغم من الضغوط والمشاغل التي تؤثر على نوعية الوقت الذي تمضيه الأسر مع بعضها في عصرنا هذا، والحالة المتراجعة التي يمر فيها حسّ الطفولة. ويرى 86? من الآباء أنهم حريصون على التأكد من أن يعيش أطفالهم مرحلة الطفولة، في حين يقول الأغلبية (75?) انهم يريدون أن يكونوا أكثر مرحاً كحالهم عندما كانوا أطفالاً.

وتضيف فيليب: "هنالك شيء واحد مشترك بيننا عبر مختلف القارات والثقافات، ألاوهو الرغبة في أن نحتفي بالطفل القابع بداخل كل منا. وتحتفل’أوريو‘ في العام الجاري بالذكرى المئوية لتأسيسها، وسنعمل بهذه المناسبة على إيجاد مزيد من السبل للاحتفاء بحسّ الطفولة وتوفير لحظات خاصة بسيطة للعائلات ومحبي ’أوريو‘ في جميع أنحاء المنطقة".

أجري الاستطلاع على مدى أسبوعين من الزمن خلال شهر فبراير 2012،وشارك فيه أكثر من 800 والد ووالدة مع أطفالهم الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وقد أجريت المسوحات المحلية من خلال مقابلات عبر الإنترنت أو شخصياً في 5 دول خليجية هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت.