ربما يكون التعريف الأقرب للفهم وبشكل بسيط إن الحاسة السادسة هي نداء القلب، أو ذلك الشعور الغامض الذي لا نصدقه عادة، والذي يحمل حكماً على أمر ما أو شخصاً معيناً ليتبين لنا فيما بعد أنه شعور سليم وصادق. ولكن مهلاً، ليس لأنها سميت بالسادسة فهذا يعني أنها تضاف إلى الحواس الخمس الفاعلة: السمع والبصر والشم والتذوق واللمس، بل هي مجرد تسمية شائعة نستخدمها لندل بها على الحدس.

وقد عرضت الكثير من الدراسات لكيفية عمل عقل الرجل وكيفية عمل عقل المرأة، لتظهر اختلافا بينهما وأموراً أخرى قد يعد أبرزها تمتع المرأة بمستوى أعلى من الذكاء العاطفي من الرجل. فيما تقول دراسات أخرى إننا نولد جميعا ونحن نملك الحاسة السادسة ولا نطورها فتضمر فعلاً. ولكنها تبقى متوقدة لدى النساء بنسب مختلفة لأنهن يربين انطباعاتهن الانفعالية والعاطفية ويعتنين بها.

الطريف  أن هناك دراسات ذهبت إلى ماهو أبعد من ذلك، إذ تقول إحدى التقارير أن باستطاعة بعض النساء أن تعرف إن كان هذا الرجل أو ذاك قادراً على الإنجاب بمجرد الحدس! حسناً ربما لم تخل هذه الدراسة من مبالغة رغم أنها صدرت من جامعة تورنتو ومن قبل باحثين متمرسين.اعتمدت الدراسة  على أن تشاهد مجموعة من النساء صوراً لرجال مجهولين، وأن يحددن إن كان هؤلاء قادرين على الأنجاب أم لا  وفعلاً صدقت توقعاتهن بنسبة وصلت إلى 57%.

وبالرغم من كثرة الحديث عنها وتعدد التقارير حولها، هناك كثير من العلماء لا يصدقون بوجود الحاسة السادسة أصلاً، ويرد عليهم آخرون بأنها موجودة فعلاً ومرتبطة بالمرأة أكثر من الرجل بسبب ظروف الحمل التي تجعلها تطور قدرتها على الشعور بالمجهول الذي تحمله في بطنها وماذا يحتاج وماالذي يحدث له؟

دنيا الخولي من لبنان لها تجربة خاصة في الحاسة السادسة، تقول إنها ترى مثل طيف مفاجئ أو ينبقض قلبها مثلاً بلا سبب، وأن امراً سيئاً يحدث بعد ذلك على الفور. وتضيف أنه ولدى تقدم أحد الأشخاص لشقيقتها الصغرى رأت في منامها أنها تتزوج عريس شقيقتها فتكتشف في منزله الكثير من الفئران. أخبرت دنيا شقيقتها بمخاوفها وأنها ليست مرتاحة للعريس أبداً. ولكن لم تصغ لها وقبلت الخطوبة. الغريب أن الخطوبة فشلت فعلاً لاكتشاف أكاذيب كثيرة تتعلق بالعريس وعائلته وديونه المتراكمة والقديمة.

من جهته يقول الطبيب النفسي محمد أبو زيد إن ثمة وهماً كبيراً يحيط بحكاية الحاسة السادسة. والذي يحدث أن الإنسان يطور عادة، ومن خلال معرفته بالآخرين خبرة حولهم، ماذا يريدون وماذا يحلمون وكيف يفكرون؟ فتبدو هذه الحالة كأنها تنبؤاً بما يمكن للآخرين فعله، خاصة بين الأزواج والأشخاص الأكثر حساسية لمتاعب الآخرين القريبين منهم، وعلى وجه الخصوص المرأة لأنها ذات طبيعة حساسة وتتأثر بما يحدث لمن حولها عاطفياً أكثر من الرجل، وتعلقها بمحيطها وخوفها عليه كذلك أوضح لديها مما هو لدى الرجل.

وحين عرضنا على الطبيب النفسي حالة دنيا فسرها بأنه حلم يحدث نتيجة القلق على شقيقتها الصغرى التي تقدم لها عريس مجهول، وربما تكون شعرت بالغيرة لأنها ستتزوج قبلها مثلاً وهذا شعور طبيعي ووارد، وأن هذه المشاعر تظهر على شكل أحلام. أما ماحدث بعد ذلك فيعتقد أبو زيد أنه مجرد مصادفة.

وأنت عزيزتي..مارأيك بالحاسة السادسة. هل تمتلكينها؟ هل لديك حكاية تشاركيننا بها؟ لاتسي أننا نقرأك في خانة التعليقات...