حين يموت أحد قريب من العائلة، لن يكون سهلاً أن نخبر الأطفال فيها عن ذلك. وليس سهلاً أن يتقبلوا اختفاء شخص عزيز من حياتهم- لاقدر الله-. فإذا كنا نحن الكبار نمر بمرحلة الحزن والفقدان، فلا تعتقدي أن طلفك وهو يلعب لا يقكر بأمر موت هذا الشخص مثلك.

فكم هو حجم المعلومات التي يمكن للطفل أن يستوعبها ويتلقاها عن الموت؟ ماذا نقول له وكيف نشرحه؟ نحن في موقع "أنا زهرة" لجأنا لخبيرة التربية والمستشارة النفسية الجزائرية علياء حداد لتخبرنا عن قواعد وشروط الحديث عن الموت للأطفال فلخصتها لنا بما يلي :

1- كوني صادقة مع الطفل رغم صعوبة ذلك. ولكن خلق جو من الهدوء والانفتاح ومناقشة أفكار الطفل وعدم تخويفه من الموت، هو أمر ضروري. وتذكري أن الأمر يختلف بحسب عمر الطفل.

2- الأطفال من عمر 5-6 يفهمون العالم بطريقة حرفية تماماً، فإذا كان الشخص المتوفي كبيراً في العمر جربي أن تقولي له أن الجسم حين يكبر في العمر يتعطل عن العمل ويتوقف فجأة ولا يستطيع الطبيب إصلاحه. وإذا حدث موت فجائي لشخص صغير مثل حادثة سير يمكنك أن تقولي إن الجسم حزن حين تعرض لهذه الحادثة وتوقف عن العمل. لأن الطفل يجد صعوبة في فهم أن هؤلاء الأشخاص لن يعودوا وقد يحزن بشدة إذا لم تجعلي ذلك يبدو طبيعياً.

3- تجنبي تماماً القول إن الشخص الذي توفي ذهب لينام، أو ذهب بعيداً فالأطفال سيفهمون فعلاً أن النوم هو الموت وقد تخلقين لهم مشاكل كثيرة مع النوم والمشاوير البعيدة، وأنت وهم في غنى عنها في هذه المرحلة من حياتهم.

4- في حالة الوفاة سيكون من المناسب أن تشاركي طفلك في معتقداتك الدينية وتخبريه عن الجنة. لا تقولي له لقد ذهبوا به إلى المقبرة ولا تشرحي له عن الدفن.

5- الأطفال من 6- 10 أعوام يفهمون الموت بطريقة مختلفة، يفهمونه كشبح أو طيف خطف شخصاً عزيزاً كما يسمع في الحكايات ومن الأفضل في هذا العمر الحديث بصراحة حول الموت. وبأن الإنسان يموت لأن هناك حياة أخرى ولأن الجسم يكبر ويشيخ.

6- أما المراهقين فأنهم على وعي بالموت وبأننا سنموت جميعاً. ولكن كوني حذرة في هذا العمر فالمراهق قد يخاف إن مات صديق عزيز عليه، أو فقد شخصاً قريباً وقد يشعر بالغضب والعنف ويعبر عن ذلك لبعض الوقت. في هذه الحالة لابد من الحديث باستمرار معه وأخذه ربما في رحلة بعيدة أو سفر بعد أن تمر الظروف العصيبة أو تسجيله في ناد رياضي المهم أن يجد طريقة لتنفيس مشاعره العنيفة بطريقة صحية.

7- نصيحتي لك أن لا تقومي بهذه المهمة وحدك، إنها مهمة الوالدين أن يخبرا طفلهما عن الموت. أو ربما أنت وأحد الأقارب الذين يحبهم. لأنك قد تنهارين وتنهمرين بالدموع وتحتاجين إلى من يحمل الكلام عنك.

لا ذقتم مكروهاً أبدا