يشاع عن المرأة كثرة الحديث والثرثرة، وعدم قدرتها على كتمان سر. ولكن حين تتولى عملاً ومهماً لها نوع من الخطورة والسرية. كيف تتصرف؟

الصحافية ريما عبد الفتاح من صحيفة البيان كانت التقت الملازم شيخة الزعابي مديرة فرع الشؤون الإدارية والقانونية، وأقدم شرطية في الإدارة العامة للحراسات والمهام الخاصة في أبوظبي . وأعدت عنها هذا التقرير.

الملازم شيخة الزعابي لا تبوح بأسرار عملها منذ 15 عاماً.. فما إن تدخل منزلها حتى تتظاهر بالتعب والإرهاق، رافضة الحديث عن أية تفاصيل تتعلق به، إلى أن اقتنعت عائلتها بأنها صندوق أسود ممنوع الاقتراب منه.

تقول الزعابي، التي بدأت العمل في الإدارة العامة للحراسات والمهام الخاصة في أبوظبي، قبل 15 عاماً، برتبة رقيب:" واجهت صعوبات وتحديات كثيرة عندما قررت الانخراط في العمل العسكري عام 1996، واصطدمت في البداية برفض أسرتي التي لم تكن ترى أن هذا المجال يلائمني كفتاة، وخشيت ألا يتقبلني المجتمع، خاصة وأن المجال كان مقتصراً على الرجال في ذلك الوقت، ولكنني صممت على موقفي عندما لمست تشجيعاً من والدي، رحمه الله، وأقنعتهم بأن التدرب على الرماية والمداهمة واستخدام الأسلحة المتنوعة وتعلم فن قيادة الدراجات النارية والسيارات، جميعها أمور لن تسلبني أنوثتي أو حتى تؤثر سلباً على تربيتي لأطفالي وقيامي بواجباتي الزوجية.

وأضافت الزعابي :"عملي في مجال الحراسات وحماية الشخصيات، زاد من فخر عائلتي بي، وخوفهم عليّ بالوقت نفسه، لاسيما وأنني أصبحت أدخل أماكن غير عادية مثل القصور والسفارات وأتعرف على شخصيات نسائية دبلوماسية مهمة للغاية، وهذا كان يدفعهم إلى عمل استجواب يومي لي بطريقة غير مباشرة حول عملي، والتفاصيل المتعلقة بالشخصيات النسائية التي قمت بحراستها، ولكنني كنت حريصة طوال الـ15 عاماً الماضية وحتى يومنا هذا، على عدم الإفصاح عن أية معلومة حتى لو كانت عادية، فما أن أدخل البيت حتى أتحايل على أسئلتهم من خلال التظاهر بالإرهاق والتعب، إلى أن اعتادوا على أسلوبي، واقتنعوا بأنني صندوق أسود".

واختتمت قائلة ":عندما تكثر الأسئلة حول موضوع معين، فإنني أقدم الصورة الإيجابية حول ذلك الموضوع، وأتجنب الحديث عن أية جوانب سلبية حتى لا تنتشر بين الناس وتثير نوعاً من القلق والبلبلة"