لم تعتقد فيروز أن لديها عذراً. حتى وإن كانت مطلقة وتعمل في شركتها الخاصة لتعيل صغيريها لأكثر من 12 ساعة يومياً. حتى وإن كانت تعود منهكة لتتابع مع طفليها دروسهما. لم تجد في كل هذا عذرا لها وظلت تلوم نفسها.

كانت مفاجأة فيروز كبيرة، وهي التي أردات أن تربي أبنائها على الاستقلالية والحرية فابتاعت لكل واحد منها "لابتوب" خاص، وقطعت على نفسها أن لا تراقبهما كما يفعل الآباء التقليديين، ومنحت طفلين في التاسعة والرابعة عشرة ثقة ليسا أهلا لها في هذا العمر.

تقول فيروز إنها استدعيت من المدرسة لتسمع روايات عن طفلها الذي يتحدث في التفاصيل الجنسية مع التلاميذ الآخرين، مدعيا معرفته الكلية بها.

وبعد تفكير لم تجد فيروز سوى هذا اللابتوب طريقة ليعرف فيها ابن 14 عاماً تفاصيل التفاصيل. وبالطبع اتخذت صديقتنا الكثير من القرارات الصارمة، ولكن ما حدث قد حدث وهي لن تستطيع انتزاع الصور التي رآها هذا المراهق من رأسه أبداً.

تقول فيروز لائمة نفسها فكرت أنني وضعت شبكة آمنة للطفلين، ولكني لا أدري أين الخلل؟ اتصلت بالشركة لتحقق في الأمر،  والآن لا أدري ماذا أمنع وماذا أسمح؟ بالإضافة إلى أن طفلي اعتاد على أن يحمّل كل مايريد، ولا يصغي إلي. ويستخدم بطاقة بنكية خصصتها لمشريات الإنترنت وتركتها في المنزل ثقة مني بأنني ربيتهم على خيارات صائبة.

الطفل والأمان على الإنترنت

أوصت شبكة Insafe بالعاصمة البلجيكية بروكسل بضرورة التحدث مع الطفل حول أهمية البيانات الشخصية، والقيام بخطوات ضبط الحماية مع الطفل لاسيما على شبكات التواصل الاجتماعي.

 وأشارت الشبكة أن وضع كمبيوتر داخل حجرة الطفل يُعد من الأمور غير المناسبة، وأن الأفضل من ذلك هو وضع الكمبيوتر الخاص بالطفل في حجرة المعيشة أو في مكان مشترك للأسرة، حتى يتسنى للوالدين مراقبة سلوك الطفل عند تصفح الإنترنت.

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت رابطة أمان الإنترنت (DsiN) في ألمانيا، إلى أنه على الوالدين أيضاً الحديث مع طفلهما حول الرسائل المتسلسلة التي تتعلق أغلبها بطلب تقديم مساعدة لضحايا الكوارث أو الاشتراك في مسابقة تعد الفائز بتحقيق مكاسب كبيرة، ويُطْلَب من مستقبل هذا النوع من الرسائل إرسالها إلى أكبر قدر من المعارف بغية توصيل هذه الرسالة لأكبر عدد ممكن من الناس.

وعلى الوالدين وضع قواعد لطفلهما خاصة بالتنزيلات والطلبات على الإنترنت، وأفضل ما يمكن اتباعه في هذا الشأن هو أن يتفق الوالدان مع طفلهما على أن يستأذنهما قبل تنزيل شئ ما أو قبل الاشتراك في أي من هذه المسابقات.

وحذرت جمعية ألمانية معنية بتأمين تصفح الأطفال على الشبكة العنكبوتية، من تمكين الأطفال من الدخول على أرقام البطاقات الائتمانية.