هل تعتقدين أن الطريق إلى قلب الرجل معدته فعلاً، إلى أي حد هذه المقولة صحيحة؟ وهل هذا يعني سلطة تستمدها المرأة من خلال طبخها؟

لا ندري تماماً فلم نجد دراسة عن المرأة العربية وتغير العلاقة بالطعام والمطبخ كمكان تقضي فيه وقتاً طويلاً، ولا عنه كطريقة للوصول إلى قلب الرجل مروراً بمعدته، أو السيطرة على العائلة من خلال التحكم في مايأكلون ووقت الطعام وطبيعته والسلوك على الطاولة.

ولكننا نعرف مثلاً أن المرأة العربية نشأت في مجتمع يربط المرأة بالإيثار والأمومة والحنان، وأن المرأة اعتادت على التعبير عن هذه الصفات بحذافيرها من خلال العمل المنزلي فقط لعقود طويلة، وعلى رأس مهماته تغذية أفراد العائلة، مهمة تبدأ بإرضاع الرضيع وحتى وضع اللقمة في فم الجد الطاعن في السن. فهوية المرأة كما يعرفها المجتمع بنيت على ماتمنحه للآخرين، من هنا نجد أن قيام المرأة بإعداد الطعام هو جزء ممّا تلقته عن هويتها وتظل بحاجة للتعبير عنه. 

فنحن، حتى العاملات منا، يعجبهن أن يوصفن بأنهن طاهيات بارعات، وحتى في العائلة الحديثة والزوج يقوم بإعداد الطعام أحياناً، ثمة فكرة أصيلة في رأس كل فرد في العائلة أن هذه مسؤولية الأم: أولاً من الثدي ثم من الموقد والفرن. هناك تذكير مستمر أن المرأة هي التي تلبي هذه الحاجة الأولية الماسّة وترضي شعور الكثير من النساء. حتى أن طرق التعبير عن التمرد عند الأبناء أو الغضب عند الزوج تتمثل بالامتناع عن تناول الطعام في المنزل. أو العكس كأن تمتنع المرأة عن إعداد الطعام لدى غضبها، أو تتفنن فيه وتدلل العائلة في رضاها.

وتجدر الإشارة هنا إلى بحث ميداني للنسوية الإيطالية كارول كونيهان أجرته في البندقية حول "الطعام والهوية والسلطة" ولخصت فيه رأياً للنساء العاملات أفراد العينة حول سلطة مائدة الطعام، إذ وصفنها بأنها المكان حيث تعقد القرارات وتفض الخلافات وتناقش أمور النهار بأكمله وتلتئم العائلة ويتعلم الأبناء حسن السلوك. ويزدن على ذلك تعبيرات مثل " إعداد الطعام يجعلني أحس بأني امرأة"بمعنى أنه يعزز هويتها. أو "أحب أن أطهو لأنني ألقى الكثير من التقدير من عائلتي حين أعد غداء جيداً" بمعنى أنها بحاجة للتقدير.  أو "لا أثق بأن الرجل يعرف كيف يتصرف في المطبخ"؟ بمعنى السلطة على الشريك.

وأنت عزيزتي هل تعتقدين أن إعداد الطعام هو جزء من سلطة المرأة في بيتها؟