تبدد نبيلة عبيد دوماً طاقتها في معارك جانبية. آخر معاركها هي تلك التي تريد من خلالها أن تقول بأنّها ليست بديلة سمية الخشاب في "كيد النسا2". ولهذا تذهب إلى كل الصحف ووسائل الإعلام وتصرخ قائلة: "أنا حلاوتهم ولست صافيا"!

الحكاية أنّه بمجرد انتهاء عرض مسلسل فيفي عبده الرمضاني "كيد النسا"، نجح بعضهم في إقناع فيفي بأنّها قدمت ملحمة وليس مجرد مسلسل تلفزيوني متواضع وأنّه كي تصبح الملحمة كذلك، ينبغي أن تُلحق بجزء ثان. وافق الكلّ على المشاركة في تلك اللعبة باستثناء سمية الخشاب. جاءتها بطولة مسلسل "جبال الصبر". وعلى الفور، قالت وداعاً لـ "كيد النسا" حيث كانت تلعب دور "صافيا" الزوجة الثانية لأحمد بدير بينما فيفي هي طبعاً زوجته الأولى. وكان من المنطقي أن يتواصل المسلسل بالبطلتين، لكن ماذا يفعل فريق العمل في هذا المأزق الذي لم يكن في البال؟ بسيطة، ستدخل سمية السجن وربما لن تخرج منه وتتوقف حكايتها تماماً برغم أنّ المنطق الدرامي يقتضي طبعاً أن تتواصل الشخصية سواء أكانت في السجن أو هاجرت خارج الحدود. وبعد قليل من البحث، وجدوا أنّ نبيلة عبيد تقف على خط الدراما ولا تشارك في الملعب منذ ثلاثة أعوام، فرشّحوها للدور. لكن يبدو أنّه كان قاسياً على نبيلة أن تقبل دور بديلة سمية الخشاب برغم أنّ هذا لا يقلل من شأن الفنان عندما يلعب دوراً اعتذر عنه فنان آخر، خصوصاً أنّ هذا هو المتاح حالياً أمامها.

في السنوات الخمس الأخيرة، لعبت نبيلة بطولة مسلسلين هما "العمة نور" ثم "البوابة الثانية". إلا أنّ الأرقام في التسويق لم تشهد لصالحها ولا توجد عواطف في حساب الخسارة والمكسب للشركات التلفزيونية. الوحيدة التي يمكن أن تراهن الآن على نبيلة عبيد كبطلة هي نبيلة عبيد. وبالطبع هي لن تخاطر بالإنتاج لنفسها. ولهذا كان ينبغي أن تشارك في مسلسل تحت مظلة بطلة ذات قدرة على التسويق. ولهذا جاء اعتذار سمية طوق نجاة لنبيلة لأنّ المسلسل سوف يتم تسويقه باسم فيفي.

عندما تصل النجمة إلى مرحلة عمرية محددة ولا تحقق أرقاماً في التوزيع، تبدأ تدريجياً في الانزواء. نادية الجندي تعيش بدرجة ما المرحلة نفسها، لكنها بين الحين والآخر تجد لها مكاناً على الخريطة بمسلسل ثم تختفي عامين لتقدم مسلسلاً آخر. ولهذا، لا يمكن أن تقبل أن تتواجد في مساحة أقل من البطولة المطلقة. هكذا، شاهدناها قبل عامين في مسلسل "الملكة نازلي". نبيلة شعرت أنّ غيابها سيطول عن الشاشة الصغيرة مع الأخذ في الاعتبار أنّ الشاشة الكبيرة لم تعد تمنح أي مساحات لنبيلة ولا لجيلها. ولهذا، لن تجد سوى حضن التلفزيون، وربما لذلك وافقت بلا تردد على ترشيح فيفي لها. يجب أن أنعش ذاكرة القراء بالقول إنّه عندما كانت نبيلة تقيم عيد ميلادها قبل 25 عاماً، ولم تكن فيفي قد تحققت سينمائياً، كانت فيفي هي التي تلحّ على نبيلة بأن تسمح لها بالرقص مجاناً في عيد الميلاد. والآن ها هي فيفي تردّ لها الجميل وترشّحها للتمثيل أمامها!

خطأ نبيلة أنها تضع دوماً معادلات أخرى قبل أن تدخل الاستوديو. في الماضي، كانت تسبق اسمها بلقب "نجمة مصر الأولى" وتصرّ عليه، ثم صارت تكتفي فقط بالجزء الأول أي "نجمة مصر". وعندما تسألها الصحافة عن سبب تخلّيها عن اللقب، تقول إنّ سوزان مبارك تغضب من حكاية الأولى ولهذا اكتفت بـ "نجمة مصر". الغريب أنها استمرت "أولى" على الأقل 15 عاماً، فهل إنّ سوزان لم تلاحظ ذلك إلا في السنوات الأخيرة؟ كما أنّ سوزان الآن لا حول لها ولا قوة، فهل تعود نبيلة إلى كتابة لقب "الأولى"؟ الحقيقة أنّ شركات الإنتاج والمخرجين هم الذين أجبروا نبيلة على عدم كتابة "أولى" في السنوات الأخيرة حتى لا يصبح الأمر مدعاة للسخرية. في المقابل، فإن نادية الجندي لا تزال تحتفظ بلقبها "نجمة الجماهير". 

وهي على طريقة عبد الوهاب عندما غنى "كان عهدي عهدك في الهوى يا نعيش سوا يا نموت سوا"، تعتبر أنّها واللقب "يا نعيش سوا يا نموت سوا". نبيلة لم تستطع الدفاع كثيراً عن لقبها، ولم تستطع أيضاً أن تواصل تواجدها في مقدمة الكادر على الشاشة الصغيرة، ولن تنتظر أن تكتب لها أدوار بل ستأخذ الأدوار المتوافرة من هنا وهناك. وهكذا جاءها دور "حلاوتهم" بعد انسحاب سمية. وتلك هي المشكلة التي ستظل نبيلة تنفيها وتبدد طاقتها في نفيها قبل أن تبدأ في أداء الدور. أمام نبيلة حلّ واحد لكي تستعيد مكانتها على الشاشة الصغيرة هو أن تنجح في أداء دور "حلاوتهم" ولا تشغل نفسها بأنها بديلة لسمية الخشاب. والغريب أنّه بعدما تركت سمية البطولة المشتركة في "كيد النسا" من أجل بطولة "جبال الصبر"، فوجئت بإيقاف التصوير إلى أجل غير مسمّى، وتلك بالطبع حكاية أخرى!