"لن يكون عيباً لو أنك تحتفي بي اليوم، لم لا تعبر لي عن حبك بباقة ورد أو بدعوة على العشاء، بقليل من التعبيرات التي نسيناها عن الحب. أو دعني من كل هذه التفاصيل المكلفة التي ربما تكسر مصروف البيت لآخر الشهر، ساعدني في شغل البيت، على الأقل في يوم المرأة يارجل..ملاحظة: أرجوك لا تجلب المزيد من الهامبرجر"...

هذا الإيميل الذي كتبته صديقتي لزوجها أمامي ونحن نضحك وندردش، بعد أن تعود من ثمانية ساعات عمل لتكمل بحثها للحصول على درجة الدكتوراة، وتجد ولدين مراهقين قلبا المنزل رأساً على عقب، ثم تبدأ في العمل المنزلي من الألف إلى الياء ثم وثم وثم وثم تحلم بزواج أكثر رومانسية وتقول "أنا كمن ينتظر حدوث معجزة"...

قررنا أنا وهي أن نحتفي بأنفسنا على طريقتنا في يوم المرأة، لن نقوم بأي شيء منهك، سنخرج لعمل أي شيء معاً، فعلى الأغلب سيفعل زوجها مثل كل عام من عشرة سنوات ماضية: يسخر من يوم المرأة وفكرته كلها، ويطالب بيوم للرجل وهو يرفع ساقيه على الطاولة ويتابع مسلسلاً بينما يشرب الشاي ويأكل المكسرات. أو ربما سيحضر الهامبرجر مثلما حدث في يوم المرأة العام الماضي: " قال لي لا تتعبي نفسك اليوم، أنا أدعوك على العشاء هذه الليلة، وحين عاد في المساء بوجبات هامبرجر وكنت قد حضرت نفسي لعشاء أكثر رومانسية، وضع كل شيء على الطاولة وسارع لحمل الريموت للحاق اللحظات الأولى من المسلسل... ".

أمس..توجهت لمحل الأزهار وطلبت إيصال باقة ورد لمنزل صديقتي في هذا اليوم كتبت على البطاقة "كل عام وأنت صديقتي...تمنياتي بيوم بلا بطاطا مقلية ورائحة وجبات سريعة"... فعلت ذلك لأجلب البهجة لصديقة تساعدني على احتمال حياتي..فتحية إلى كل صديقة على هذا الكوكب ودعوة الرجال إلى سلوك أكثر رومانسية أحياناً...