كل أسبوع نعرض مسألة شخصية من ملفات المستشار الديني والأسري بدائرة قضاء أبو ظبي أشرف العسال...

قضية اليوم عجيبة! لقد كدت أبكي على حال شاب تمكن منه الحب من فتاة تختلف عنه في الجنسية والثقافة والطباع والأفكار والتحرر الزائد، لكن الحب أعماه حتى فقد الإحساس بأمه وأهله.

دخل عليّ الشاب يقول لي: قبل زواجي منها كنت شاباً باراً بأهلي، أحضن أمي وأخواتي وخاصة البنات. وكنت حنوناً على الجميع كريماً معهم، ولا أدري مالذي حدث لي بعد الزواج، وكأنني صرت شخصاً آخر. ما عدت أهتم لأمي وحتى لو بكت أمامي لا أشعر بأي شفقة عليها! كان الجميع قد نصحني قبل أن أقدم على هذا الزواج، وقالوا لي إن المرأة التي اخترتها لا تناسبك، وكأنهم فهموا ما لم أفهمه أنا ورأوا فيها ما لم أره أنا، لأني كنت أعمى بحبها.

كانت تقول لي لتدفعني على الزواج منها أنها سترتكب أية حماقة إن أنا تركتها. تزوجتها، و لا أدري كيف حدث ماحدث! لقد قضيت معها أسوأ ستة أشهر في حياتي. وأنفقت عليها 100000 دولاراً كانت "تحويشة عمري"، في الوقت الذي صرت بخيلاً فيه على أهلي. و بعد كل هذا العطاء اكتشف أن لها ماض كبير.

قلت له: كل إنسان له ماضٍ فماذا تقصد؟ قال: اكتشفت إنها كانت تقيم علاقات مع أصدقاء لها من الرجال وتبيت عندهم وبينهم علاقات جنسية كاملة. عندما اكتشفت أمرها قال هربت لبلدها الأجنبية وتركتني بعد ما راح كل شئ حتى رضا أهلي عني...

قلت: وهل لم تكتشف ليلة الزفاف إنها ليست بكراً؟

قال : كنت (حماراً) ياسيدي ومن طيبتي لم أعرف، ومع أني متعلم وراتبي يتعدى الـ29 ألف درهماً وراتبها هي 200 دولاراً فقط، مفروض تحافظ على هذه النعمة لكن يبدو أنني كنت مريضاً بحبها.

قلت له: وماذا تريد الآن؟

قال: أريد أن اعرف لماذا فعلت ذلك؟ وما أصوب قرار اتخذه الآن من دون إدانة ضدي؟ وهل من حقي أن أطلقها وهي خارج الدولة؟

إن ملخص مشكلة صاحبنا أنه اختار شريكة مختلفة تمام الاختلاف عنه، في الطبيعة والطباع والقيم والأخلاق.  فقد استسلم لعماء الحب المريض الذي يهدم ولا يبني الذي يقتل ولا يحيي. وبالطبع يجوز لها تطليقها وهي خارج البلاد مع الاحتفاظ بحقوقها إن كانت لها حقوق ، لأن الشريعة تحمي حق الزوجة حين تطلق غيابياً مثلما يحميها القانون.

قام الزوج على الفور بتطليقها وخرج يتنفس لأول مرة أنفاس الكرامة بعد أن دنستها الزوجة بعلاقات استمرت حتى بعد زواجها من شاب أحبها لكنها لعبت بهذا الحب و انتصرت لشهواتها على حد قوله.