رغم صغر سنّها، إلا أن سهاد برغوتي التي تُعتبر أصغر مذيعة في سوريا حققت نجاحاً لافتاً في برنامجها الإذاعي "Mamma Mia" الذي تقدمه عبر إذاعة "نينار" السورية. علماً أنها خاضت تجارب عديدة في العمل بعيداً عن المجال الإعلامي. "أنا زهرة" التقت سهاد لتتحدث عن حياتها وعلاقتها بالإذاعة ودراستها تصميم الديكور.

تعتبرين أصغر مذيعة في سوريا، كيف تقيّمين نفسك بين المذيعات الأخريات وأنتِ أصغرهن؟
التقييم لا علاقة له بالعمر. أنا أؤمن بأنّ أي شخص مهما كان عمره، قادر على الإنتاج وإظهار أفضل ما لديه. وأعتقد أننا خُلقنا كي نبدع منذ اليوم الأول في حياتنا.
أما بالنسبة إلى تقييم عملي كمذيعة وليس كأصغر مذيعة، فإنّ المستمعين وحدهم يقرّرون ذلك. وطالما أنّ هناك من يستمع إلى برنامجي، فالأمور بخير!

أخبرينا كيف كانت البداية في الإذاعة؟
في الحقيقة، دخولي هذا المجال جاء صدفةً. عندما كنت في الـ19 من العمر، كان لدي أصدقاء في الإذاعة. وخلال زيارتي مكان عملهم، دخلت غرفة التسجيل وبدأت الغناء بالإنكليزية. عندها سمعني المدير بالصدفة، أخبرني أن صوتي ذو خامة جيدة يمكن تطويرها. عندها أُعجبت بالفكرة وقبلت التدرّب لفترة معينة تعلّمت فيها تقطيع الكلام والتلاعب بدرجات الصوت، إلى أن أصبح لديّ برنامج خاص في الفترة الصباحية على إذاعة "Mix". وما شجعني على الاستمرار هو إعجاب المستمعين بصوتي.

تعتبرين أنّ الصدفة أدخلتك هذا المجال، هل تعتقدين بأن الصدفة تلعب دوراً هاماً في حياتك أيضاً؟
أعتبر نفسي محظوظة في كل شيء، ونادراً ما أفشل في الحصول على ما أريد، لكنني أؤمن أنّه عندما تمر الصدفة في حياتنا، نكون نحن من نتحكّم بها، سواءً عندما نستغلها أو عندما نضيعها. وهذا ينطبق على كل شيء في حياتنا من دراسة وعلاقات شخصية، ليس فقط في العمل.

أخبرينا عن أول عمل قمتِ به في حياتك؟ كم كان عمرك؟ وما هو السبب في عملكِ باكراً؟
أول عمل أيضاً كان صدفة أو يمكنني وصفه بالفرصة. إذ اقترح أحد المقربين الذين يعلمون بأنني أتقن الإنكليزية أن أدرّسها في أحد المعاهد. وهذا ما حصل. يومها، كنت أبلغ 17 عاماً، وكانت تجربتي الأولى في التدريس مع طلّاب حيث أصغرهم أكبر منّي بـست سنوات!
لم يمنعني صغر سنّي من التحكم والسيطرة، خصوصاً أنّني استطعت فرض شخصيتي، ووجدني الطلاب أقرب إليهم، مع الحفاظ على الحدود المطلوبة بين الطلّاب والمدرّسة. أما سبب عملي في هذا العمر المبكّر، فهو ليس حاجتي إلى المال، بل حاجتي إلى الخبرة ولأشعر وأرى إنتاجي. يصعب عليّ الجلوس من دون عمل بغضّ النظر عن العمر، ولا بدّ من أنّ هذا ساعد في صقل شخصيتي بشكلٍ أسرع.

ما دور عائلتك في عملك منذ البداية وحتى دخولك مجال الإذاعة؟
عائلتي لم تعترض على أي قرار اتخذته سواءً في العمل أو الدراسة أو حتى العلاقات الشخصية. كان لديها إيمانٌ بحكمة اختياري لأيّ شيء رغم صغر سنّي. حتى حين كنت أقوم باختياراتٍ خاطئة، كانت على يقينٍ تام بأنّني قادرة على إخراج نفسي من أيّ مأزق. وهذا ساعد في تشجيعي واندفاعي في كل مجالات حياتي. طبعاً الفضل الأوّل والأخير يعود إلى عائلتي.

من هي المذيعة التي تعتبرينها قدوتك؟ وهل تعتقدين أنّ هناك منافسة لكِ؟
في مجال العمل وخصوصاً الإعلام، المنافسة إجباريّة وليست اختيارية. لذا أعتبر كل المذيعات منافسات لي من دون استثناء. لكن هذه المنافسة هدفها ليس الغيرة أو الكراهية، بل تشجيع كل واحدة فينا لتظهر أفضل ما لديها. من دون منافسة، ليس هناك من تطوّر.
أما المذيعة التي أعتبرها قدوتي فهي رايا أبي راشد. أحب أسلوبها وتصرّفها وطبيعيتها مع الابتسامة العريضة التي لا تفارق وجهها. وأشعر بسعادة كبيرة عندما يشبّهونني بها من حيث الأسلوب. إلقائي يخرج طبيعياً من دون تحفّظات مع الضحكة الدائمة التي لا تفارقني.

نعلم بأنّ الشكل ليس عاملاً مهماً للمذيعة على اعتبار أنّ الصوت هو الأهم. لكنكِ تملكين صوتاً وشكلاً جميلين، هل يمكن أن يساعد الشكل في العمل داخل الإذاعة؟
الشكل الجميل يساعد في كل شيء في الحياة، رغم أنّني أشعر بأنّني ظُلمت بسبب جمالي. من لا يعرفني، يعتقد أنّني وصلت إلى هذه المراتب وأحصل دوماً على ما أريد بسبب مظهري. وهذا ما دفعني أكثر لأن أثبت نفسي حتّى أجبر الناس على مخاطبة شخصيتي وأفكاري وليس قشرتي الخارجية. مع ذلك، فالجمال مهم جداً. ليس أساسيّاً لكنه مهم. وأنا بطبيعتي أحبّ كل ما هو جميل، وأستمتع بالنظر إلى شخص جميل أمامي بغضّ النظر عما إذا كان شاباً أم فتاة! والمناظر الجميلة والبحر والغابات دواء لكل روح.

لنتتقل إلى برنامجك "Mamma Mia" أخبرينا عنه قليلاً وعن فقراته؟
Mamma Mia هو تعبير للتعجّب باللغة الإيطالية واخترت أن تكون هذه الجملة عنواناً لبرنامجي بسبب قربها من الناس وسهولة تداولها.
البرنامج من إعدادي وتقديمي، وإخراج لؤي اللّو. تبلغ مدّته ساعة ونصف الساعة ويتضمن العديد من الفقرات، ويتخلله بثّ الأغنيات الجديدة والإصدارات الغنائية، إضافةً إلى أخبار وفضائح المشاهير حول العالم. وهناك فقرة خاصة لعشّاق السينما تتناول الأفلام الجديدة قبل عرضها في الصالات.

نعلم أنّ اللغة المحكية في البرنامج تكاد أن تكون كلّها بالانكليزية، ألا تعتبرين أن هذا الأمر قد يفقد برنامجك مستمعين آخرين؟
لا أبداً، أحرص دوماً بعد كل جملة أقولها باللغة الإنكليزية، أن أضمّن أخرى بالعربية. وأعتقد أنه بعد استماع الجمهور إلى لغة لا يتقنها، سيتشجّع على تعلّمها والتحدث بها. كذلك، فإنّ فكرة الدمج بين اللغتين أمر ليس مطروقاً في البرامج الإذاعية في سوريا.

ما هي الموسيقى تفضلينها؟ وأي مطرب تستمعين إليه؟
أحب موسيقى Trance وR&B. أعشق Adele، لكنني أستمع لكل ما يساعدني في الرقص. وأحب من الفنانين Rihanna و Chris Daughtry


لننتقل إلى عملك في تصميم الديكور والأبنية، ألا تجدين صعوبة في التنسيق بين عملك في الإذاعة ودراستك وعملك في التصميم؟
أكيد، هناك صعوبة كبيرة، لكن كما قلت فأنا أحبّ التحدّي، ولا يمكنني قضاء يوم واحد كامل من دون عمل.

كلمة أخيرة لـ"أنا زهرة"
شكراً لكم، لأنّكم أعطيتموني الفرصة لأكون أقرب إلى الناس ويتعرّفوا إليّ أكثر، وشرفٌ كبير لي أنّ اللقاء كان عبر "أنا زهرة".