عمل المصمم السوري أسعد خلف لأكثر من أربع سنوات في منزل صغير، قبل أن يفتتح دار أزياء خاصة به في دمشق قبل أيام قليلة، على الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها بلاده. يرفض المصمم تقديم أيّ مجموعات ضمن تسمية «الهوت كوتور» أو البريه، لأنه وحسب تعبيره يحاول أن يخلق عالماً من الأزياء يجمع هذين النوعين من التصاميم. يتعاون المصمم حالياً مع باقة من الفنانات مثل مايا دياب وأمل بشوشة وجيني أسبر وديمة قندلفت.

درست هندسة العمارة ومن ثم انتقلت إلى تصميم الأزياء، ما الرابط بين التخصصين؟

- إن تصميم الأزياء هو طموحي وتطوّر مع الوقت وأصبح مهنتي. أي تخصص يتفرّع من التصميم هو مترابط بين بعضه بعضاً، مثلاً إن مهندسة الديكور العالمية العراقية زها حديد تفتح دار أزياء لها حالياً، وكذلك المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب الذي يتجه نحو مجال الفنادق والعمارة. باختصار إن تصميم الأزياء متفرّع وغير محصور في مجال واحد.

  • أغلبية المصممين يتجهون نحو موضة سنوات العشرين والثلاثين المنصرمة، وأنت تغيب عن تلك الحقبة، لِمَ؟

- نعيش في زمن كل التصاميم فيه رائجة، لكن التميّز يبقى في كيفية مزج الموضة مع بعضها بعضاً، على الرغم من ذلك فإن الموضة القديمة لا تبطل أبداً.

  • هل التصاميم الغريبة هي موضة اليوم؟

- نحن في عصر موضة ليدي غاغا والتصاميم الغريبة، وكلما كان الستايل غريباً يرتفع اسم المصمم. أحب التركيز على الخطوط المعمارية في الفساتين وأن تبدو القطعة بتقنية الأبعاد الثلاثية.

  • ما الذي ينقص المصمم السوري؟

- لست مخوّلاً للحديث عن المصمم السوري، إذا أقمنا مقارنة بينه وبين زميله اللبناني، نلاحظ الاهتمام الكبير من قبل الأخير بالموضة، ولكن اليوم تشهد سوريا فورة من النساء المهتمات بالموضة بكل أطيافها.

  • هل يقاس المصمم بعدد المجموعات التي يقدّمها؟

- أبداً، قدم الكثير من المصممين عدداً كبيراً من المجموعات التي لم تلقَ النجاح. لم أعمل يوماً على مجموعات محصورة بموضوع ما، بل أقدّم باقة من الفساتين المتفرّقة التي تحتوي على أفكار عدّة تلبّي الأذواق كافة.

  • تجمع في تصاميمك بين الهوت كوتور والثياب الجاهزة، فكيف يتم ذلك؟

- جمعت بين هذين العالمين، لأنني لا أحب أن أصنف نفسي في إطار معين. لا توجد اليوم فساتين محدّدة لمناسبة معينة. أحبّ قصّة «الكورسيه» في القطع، لأنها أنثوية وهي من الحقبة الفرنسية والأميرات اللواتي كن معروفات في ذلك العصر، سابقاً كن يرتدينها تحت الثياب بينما اليوم تطوّرت لتصبح فساتين أنيقة.

 

تصميم العمارة

ما هي لمستك في الفساتين؟

- في مجموعاتي لمسة من تصميم العمارة، لأنني أركّز على الخطوط والشكل الجديد للتصاميم. بعض المصممين يبدّلون في الأقمشة التي يستعملونها، بينما أنا أحاول أن أقدّم تصاميم تحمل خلفيات معمارية، لأنني أدخل الحديد والخشب والقشّ في الأزياء، والانفتاح الفني في عالمنا يتقبّل تلك المواد.

  • ترتدي الفنانة مايا دياب من تصاميمك، كيف بدأت تلك العلاقة بينكما؟

- تربطني بمايا علاقة صداقة طويلة، وهي تعتبر نموذجاً للموضة في عصرنا الحالي، وقد ارتدت الكثير من تصاميمي. وأعتبر أن جميع قصّات الفساتين تليق بالفنانة، وخصوصاً الستايل الغريب الخاص بها والذي عرفت به.

  • ماذا عن أمل بشوشة وجيني أسبر؟

- أنا من المعجبين بهما، ونحضر لعمل معاً نفصح عنه في وقته. تليق بأمل الفساتين التي تشببها، فهي فتاة تتمتع بملامح وجه وبشرة وعينين غامضتين. أما جيني أسبر فهي امرأة أنيقة لأقصى الحدود ونموذج للجمال العربي.

  • هل تفكّر في توسيع مشاريعك نحو الدول الخليجية؟

- لديّ عروض في بيروت وكذلك عرض في الدول الخليجية، لكن حلمي اليوم هو أن أوسع اسمي في بلدي الأم، ومن ثم الانتقال إلى العالم كلّه. وعلى الرغم من الظروف القاسية التي يمرّ بها بلدي، أفضّل التريث في كل خطوة أقدم عليها.

  • مع من من الفنانات تتمنى التعاون؟

- تلفتني الممثلة المصرية يسرا بإطلالاتها التي لا تزال تحافظ عليها، علي الرغم من تقدمها في العمر. كما أن هناك باقة من الممثلات السوريات واللبنانيات يتمتعن بأناقة لا حدود لها.

  • من أين تستوحي فكرة تصاميمك؟

- ترسم يداي وحدهما، ولا أعرف كيف تأتي الفكرة. إجمالاً أتخيّل الفساتين قبل أن أقدم على تقديمها.

  • من المرأة التي تختار تصاميمك؟

- المرأة المميزة والجريئة.

  • ما نصائحك للمرأة الخليجية؟

- لا تحتاج الخليجية إلى نصائح في عالم الموضة، لأنها رمز للجمال العربي وتتمتع بأناقة لا مثال لها.