قد تكون أجمل قصة حب عرفها العالم حتى الساعة... إنها قصة ملك إنكلترا "إدوارد الثامن" الذي أصبح فيما بعد دوقاً لويندسور وحبيبته الأمريكية "واليس سيمبسون".

كارتييه والإنتفاضة على تقاليد الحكم

"الإنتفاضة على كافة تقاليد الحكم" كانت عنوان المرحلة القصيرة التي قضاها الملك إدوارد الثامن على العرش عام 1936.

 ففي إطار مزدوج من الذهب حمل توقيع كارتييه أهدى الملك زوجته المستقبلية صورتين من صوره التُقطتا من نفس الزاوية التي أُخذت منها صوَر أبيه، مع أنّ التقاليد كانت تحثّ وبصرامة على ضرورة تغيير تلك الزاوية مع تغيّر الحكم. ولأن كارتييه هو صانع مجوهرات الملوك (بحسب إعلان الملك إدوارد السابع) زَيّن الملك أصابع حبيبته بخاتمٍ من البلاتين والذهب المرصع بالياقوت والزفير من إبتكارات الدار أيضاً في نفس العام.

ولم يمر وقت طويل قبل أن يصبح حب الملك لزوجته رمزاً لانتصار الحب على التقاليد الصارمة. فشهد قصر "كانديه" في منطقة تورين الفرنسية عام 1937 حفل زفاف سطّره التاريخ بخواتم ومجوهرات لم تحمل سوى توقيع كارتييه لتكون زوجة الملك كما أرادها، المرأة الأروع زينةً في العالم.

هذا ولم تتوقف إبداعات كارتيبه هنا، فذهب الدار ليعكس الحب الذي لا يموت عبر مجموعة خالدة من المجوهرات حفرَ عليها جدول زيارات الملك وزوجته للمدن فوق علبة سجائر من الذهب وعلى صندوق بودرة مرصّع بالحجارة الكريمة، كما حفر خارطة أوروبا على غطاء هذا الصندوق. 

وفي رسالةٍ خطيةٍ احتفظ بها الدار، وصفَ الملك بالتحديد كيف أراد أن يبدو البروش الذي صُمّم خصّيصاً لزوجة العمر بأحرفه المتعانقة.

ولادة أسلوب ويندسور

أصبحت "واليس سيمبسون" أيقونةً حقيقيةً للموضة، تابعتها الصحافة العالمية في حلها وترحالها. فتميزت أزياؤها وأزياء زوجها بالخطوط الأنيقة والألوان المشرقة والأقمشة المميزة وأصبح ذوقهما الخاص يُعرف فيما بعد بـ"أسلوب ويندسور". 

وفي صورة لها في حفل أقيم في قصر فرساي عام 1953 ارتدت سيمبسون عقداً رائعاً من الفيروز والأميثست حمل توقيع كارتييه، كما كانت البروشات ذات تصاميم الحيوانات شاهدة على شغفها بالمجوهرات.

الدوقة هي وحدها من تستحق بروش النمرة

بالحديث عن البروشات، نجحت "جان توسان" الفنانة العظيمة والعقل المدبر لكافة القطع التي قدّمتها دار كارتييه لدوقة ويندسور بإقناعها بأنها وحدها من تستحق التزين ببروش النمرة المثبتة على حجر زفير مصقول بوزن 152.23 قيراطاً.

 فكان هذا البروش أول قِطع مجموعة كبيرة من الهررة المبهرة والمستوحاة من عالم الحيوان.
وعلى مدار عشرين عاماً، زادت واليس من غنى مجموعتها الحيوانية التي تضمنت بروشات وأساور وعقود ومناظير للأوبرا.

 وإلى جانب بروش طائر الفلامنكو الشهير، قدّم الدوق حجارة كريمة ونفيسة ما يزال عددها مسجلاً في أرشيف كارتييه. كما شمل هذا الأرشيف كذلك صوراً للدوقة رُسم عليها تيجان بهدف تحديد أي التصاميم هي الأنسب لطلتها الملكية وشعرها الأسود الفاحم وملامحها الدقيقة الناعمة.

وفي آخر نزوة لشغفها بالمجوهرات كما قالت واليس، طلبت الدوقة من كارتييه عام 1956 أن يصنع لها بروشاً بمفاصل وفق تصميم النمرة، مرصعاً بالماس الأصفر ومزيناً بالأونيكس على قاعدة من الذهب الأصفر.

ثنائي استثنائي يتحدى الزمن

وكما لكل قصة بداية ونهاية، رحل دوق ويندسور عام 1972 ولحقت واليس بحبيبها في 1986. ولكن ذكراهما لا زالت في معارض كارتييه العالمية بعدما عُرضت مجوهرات الحبيبة الخالدة للبيع في مزاد عقدته دار سوذبي عام 1987.

 فاستعادت كارتييه عدداً من أهم قطع المجوهرات التي مثلّت علاقة فريدة ربطت بين كارتييه وهذا الثنائي الاستثنائي الذي لا يزال العالم مبهوراً بقصة حبّه العظيمة التي تحدّت كل العادات والتقاليد.

المزيد:
نصيحة كارتييه: 4 مزايا انتبهي لها عند شراء ألماساتك
5 قصص لا تنسى عن ألماسات كارتييه الأشهر!