رغم علاقة الإعجاب والحب التي تربط الجمهور بالفنان، وهوس الكثير من المعجبين بالنجوم ووجود حالات بكاء وهستيريا عند رؤية الفنان، إلا أنّ علاقة الفنانين بالجمهور لا تخلو من شجار وخلاف، وخصوصاً عندما يكون الفنان على المسرح وفي ذروة انسجامه وتركيزه على تقديم الوصلة الغنائية. وهو الأمر الذي يتطلّب عدم تعكير صفو الفنان وتشتيت انتباهه عن الغناء. ولعلّ هذا الأمر هو ما يدفع الفنان إلى فقدان أعصابه والدخول في مشادة كلامية مع الجمهور.

وأشهر فنان وقعت بينه وبين الجمهور مشادة كلامية هو الراحل عبد الحليم حافظ الذي تعرض لموقفين على المسرح. وللمصادفة، فإنّ الشجار وقع عندما كان «العندليب الأسمر» يغنّي «قارئة الفنجان». ففي إحدى حفلاته في مصر، كان بين الجمهور شخص بقي يصفر ويصرخ طوال الحفلة، ويطلب من عبد الحليم أن يغنّي بدلاً منه، مما جعل الفنان الراحل يتوتّر. 

ويظهر ذلك من خلال مقطع الفيديو المتوافر عبر موقع «يوتيوب». إذ توقف عبد الحليم ومسح عرقه المتصبب، وقال للشخص الذي كان يضايقه طوال الحفلة: «على فكرة كمان أنا بعرف أصفر وبعرف أتكلم وبعرف أزعق» وقام بالصفير. 

كما تعرّض عبد الحليم لموقف مشابه في الكويت عندما كان يقدّم حفلة هناك. وكان أول مرة يغني «قارئة الفنجان» التي أخذت منه وقتاً وجهداً كبيرين من أجل تلحينها. وكان قلقاً من ردة فعل الجمهور على غناء قصيدة من هذا النوع. ومنذ بداية الحفلة، راح بعض الحاضرين يقولون له إنّهم لا يسمعون، فما كان من عبد الحليم سوى الصراخ بهم «بس بقى».

 وعاد ليغني، لكنّهم أصروا على ندائهم. وهنا، توقف عن الغناء وقال لهم إنّه هو يسمع الصوت فكيف هم لا يسمعون؟ ووقتها، شنت الصحافة هجوماً قاسياً على عبد الحليم واتهمته باهانة الجمهور الذي صنعه. وقيل حينها إنّ عبد الحليم حمّل الموسيقار الراحل بليغ حمدي سبب تلك المشاجرات. إذ اتهمه بأنّه أرسل هؤلاء الأشخاص لتخريب الحفل بسبب خلافه مع عبد الحليم عام 1975. إذ كان مقرراً أن يغني له حليم أغنية «هو اللي اختار» التي غناها لاحقاً هاني شاكر. واعتذر حليم عن عدم تقديم الأغنية في العام نفسه بسبب ارتباطه بلحن عبد الوهاب «نبتدي منين».


الوسوف يهدد بالضرب
جورج وسوف هو الآخر تعرّض لموقفين مع الجمهور عندما كان يحيي إحدى الحفلات في إهدن (شمال لبنان) ووقعت مناوشة بينه وبين أحد الحضور، أدت الى اشتباك بين الساهرين. وتردّد وقتها أنّه خلال الأمسية، صدر كلام عن "الوسوف" استفز بعض الساهرين، فسرعان ما بدأ التراشق بأكواب الزجاج. واستدعى هذا الأمر تدخّل القوى الأمنية التي سيطرت على الموقف، خصوصاً مع اشتداد المعركة التي وصل عدد الجرحى فيها إلى 17. وأنزل المتعهد "سلطان الطرب" عن المسرح، وأخرجه من الباب الخلفي.

أيضاً، وفي إحدى حفلات "الوسوف" في أبوظبي، وقعت مشادة بين منظّم الحفلة وبعض الحاضرين، وقاموا بضرب المتعهد بينما جورج وسوف يغني. فما كان منه الا أن هدّدهم على الميكرفون وقال إنّه سيكسر يد مَن ضرب المتعهد. وتوقف عن الغناء ووجّه كلامه الى الشخص الذي تهجم على المتعهد "لو فاكر نفسك قوي في اللي اقوى منك".

عمرو دياب "بقالي بغني 22 سنة" ووائل كفوري 17
عمرو دياب هو الآخر وجد نفسه أمام مناوشة بينه وبين أحد الحضور في إحدى حفلاته. كان يومها يغني، فيما شاب يصرخ طالباً منه أغنية أخرى، فتقدّم منه "الهضبة" وسأله عن عمره فقال له: "23 سنة". فرد عليه عمرو بأنّه يغني منذ 22 سنة، "يعني كان عمرك أنت سنة".

أما وائل كفوري، فدخل في مشادة مع أحد الساهرين عندما قدّم حفلة عيد الأضحى في فندق "فينيسيا" في لبنان. في تلك الليلة، اعترض رجل ثمل على طريقة غنائه ووجّه كلامه لوائل قائلاً: "يا ريت بتسمّعنا سكوتك"، فلم يرد عليه وائل رغم أنّه أبدى انزعاجاً واضحاً وقال: "على راسي". لكن الساهر لم يتوقف وواصل تعليقاته وأصرّ على استفزاز وائل الذي غضب وأمر فرقته الموسيقية بإيقاف أغنية "حالة حب". ثم نظر الى الرجل الذي استفزه قائلاً: "يا خيّي شوفوا قدّي دافع حق الطاولة اعطوا ياها وخلّصونا بقى ما خلص. ما ياكلي راسي ما أنا بنص عقل". ثم أضاف: "صرلي 17 سنة بغنّي وهيدي أوّل مرّة بتصير معي".