تعتبر مهمة اختيار ملابس الممثلين في الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية من العناصر الهامة جداً في صناعة العمل الفني ونجاحه، إذ أنها تدخل في أعماق شخصيات الممثلين بآلامها وأحلامها وانكسارتها وعقديتها، كما أنها تعبر على رسالة كل شخصية تظهر في العمل الفني بجميع أنواعه وأشكاله.

ويعتبر مصممي الأزياء الذين يعملون في الدراما السورية أحد الجنود الذين يقفون خلف الكاميرا، ويكونون المسؤولين عن تصميم واختيار ملابس الفنانين في جميع المسلسلات مهما كان نوعها كوميدياً، أو تاريخياً، أو اجتماعياً إلى ما هنالك من مجلاتٍ فنيةٍ أخرى.

"أنا زهرة" أجرت لقاءً مع أحد هؤلاء الجنود وهي مصممة الأزياء السورية ظلال الجابي التي تحدثت عن طبيعة عملها في الدراما السورية وعن خطتها لملابس المسلسلات الجديدة. علماً أن ظلال تعتبر واحدة من أهم ممصمات الأزياء اللواتي يعملن في الدراما السورية، وكان أخر أعمالها مسلسل "الولادة من الخاصرة" الذي عُرض في الموسم الماضي وحقق نجاحاً لافتاً للمخرجة  رشا شربتجي.

لو تخبرينا عن طبيعة عملك في الدراما السورية؟
عملي في تصميم الأزياء والملابس. وأختص بتصميم ملابس الفنانين الذين يعملون في مسلسلات الدراما السورية، طبعاً أختار الأزياء التي سيظهر بها الفنانون حسب نوعية كل مسلسل. 

فللأعمال التاريخية ملابس خاصة حسب الفترة الزمنية التي يتناولها العمل، وللأعمال الاجتماعية ملابس أخرى. مع العلم أن المخرج أيضاً له رؤيته.

تقومين حالياً بتصميم ملابس مسلسل "المصابيح الزرق" للمخرج فهد ميري، والعمل يتناول فترة الأربعينيات أخبرينا كيف تم اختيار الملابس؟
بعد قراءة النص الذي كتبه محمود عبد الكريم عن رواية الكاتب الكبير حنا مينا، والذي يتحدث عن حقبة الأربعنيات في البيئة الساحلية قررنا أن تكون ملابس العمل مأخوذة من البيئة ذاتها، ودمجها مع ملابس "مودرن"، والسبب في ذلك يعود إلى أننا نقوم بتصوير مسلسل درامي عن تلك الفترة، وليس مسلسل توثيقي.

 ما أعنيه أنه ليس بالضرورة أن تكون ملابس العمل هي ذاتها التي كان يرتادوها في تلك الفترة. من الممكن إضافة ملابس جديدة وأكسسوارات أخرى.

أضف إلى ذلك بأن حالة الفقر الشديد التي يعيشها أبطال مسلسل "المصابيح الزرق" تتحكم كثيراً بلباس كل شخصية في العمل، خصوصاً أن هذه الشخصيات تتخبط بين الأمل والبؤس.

هل يتدخل الممثل أو الممثلة بلباسه الذي سيظهر به، أو يقترح مثلاً بعض الأشياء التي تناسب الدور الذي يؤديه بالمسلسل؟
بالطبع، أنا أقول أن تصميم الأزياء هو فن واختصاص يصطدم بجمال الممثل، فالممثل، وخصوصاً الممثلات يحاولن دوماً الإحتفاظ بجمالهن ويحاولن أن يظهرن بشكلٍ جيد على الشاشة، ولكن كي نحقق شكلاً درامياً صحيحاً وفي الوقت عينه يرضي الممثل نتفق في النهاية على حل وسط يناسب الشخصية أو الدور الذي يؤديه ويناسب الشكل المطلوب في المسلسل.

هل هناك أعمالاً أخرى تقومين بتصميم ملابسها هذا العام، إضافةً إلى مسلسل "المصابيح الزرق"؟
نعم، أعمل أيضاً في اختيار وتصميم ملابس المسلسل الاجتماعي "بنات العيلة" للمخرجة رشا شربتجي، والكاتبة رانيا بيطار.

خلال مشاهدتنا للصور الأولى من مسلسل "بنات العيلة" لاحظنا أن ثياب الفنانات عصرية جداً ما السبب في اختيار ذلك؟
كون العمل اجتماعي ويتناول قصص مجموعة من الفتيات ينتسبن لعائلات غنية جداً، وكوننا نقوم بتصوير العمل تحضيراً لرمضان 2012 فأردنا اختيار أحدث الموديلات بما يتناسب مع شخصياتن وحياتهن ومشاكلهن، وحاولنا أن يكون لكل شخصية ستايل خاص بها من ناحية الثياب، وحاولنا أن نظرهن إلى حدٍ ما بستايل مختلف لم يظهرن فيه سابقاً، خاصةً أننا قمنا بتكثيف استعراض حياتهن.

مَن من الممثلات اللواتي تعاملتي معهن وقدمن الملابس التي اخترتيها لهن بطريقة أعجبتكِ؟
معظم الفنانات اللواتي اخترت لهن ملابسهن أظهرتهن بشكلٍ جميل وأنيق، وإذا كان لابد أن أذكر أسماء بعضهن فهناك قمر خلف ونسرين طافش وكندة حنا التي يناسبها ملابس مختلفة وتناسب شخصيتها "الناعمة". 

أيضاً هناك العديد من الفنانين الرجال الذين عندما اختار لهم ملابسهم تظهرهم بشكلٍ أنيق كالفنان باسل خياط.
وأعتقد أن الجمهور سيعجب كثيراً في ملابس الفنانات في مسلسل "بنات العيلة"، مع العلم أن هناك 30 فتاة وسيدة تشاركن في المسلسل، وكل واحدة منهن لها "ستايل" خاص بها من ناحية الثياب.

بعيداً عن الدراما، هل تفكرين في إقامة "دفيليه" خاص بكِ؟
منذ أن دخلت هذا المجال ودرسته، كنت أعتقد أنه بمجرد حصولي على شهادة تصميم الأزياء فإنني سأصنع "أمبراطورية الأزياء" في سوريا، لكن عندما تخرجت اصطدمت في الواقع لأن عروض الأزياء وهذه المهنة بالتحديد في بلادنا ليست مجهود فردي، وإنما يجب أن تكون هناك من يدعم هذا المجال في البلد ويكون له ثقافة شعب، علماً أننا في سوريا لدينا إمكانيات وكوادر جيدة ومؤهلة أن تنافس باريس وايطاليا وطوكيو.

مَن من المصممين الذين تعجبكِ تصماميهم؟
هناك العديد من أسماء المصممين العالمين الذين تلفتني تصاميهم، ولكن أحب تصاميم غوتييه، والمصمم فرانك سوربييه وهو الذي أشرف شخصياً على تخرجي، وأعتقد أنني قريبة جداً من فكره.

كلمة أخيرة لـ"أنا زهرة"
شكراً لكم ولإهتمامكم بكواليس الدراما السورية وأتمنى أن تصل نجومية مصممي الأزياء في سوريا كنجومية التمثيل والإخراج.

المزيد :
المصمم وسيم كعدان: يسرا قوية، وسوزان يناسبها الأصفر
إيوان: سأتزوج حين تصبح الظروف مناسبة!
أنس يونس يخبرك عن أحذية مجموعة "ألف ليلة وليلة"