تكيّس المبايض مرض شائع في العالم العربي يصيب فئة  النساء العمرية التي تراوح بين 18 و 30 سنة. يتميز هذا المرض بزيادة في نشاط هرمون الذكورة مع اضطراب في عملية الإباضة الطبيعية ووجود تكيّسات على المبايض بسبب حدوث خلل هرموني في جسم المرأة. "أنا زهرة" التقت وفاء بدر الدويسان الطبيبة في المجلس الكويتي لأمراض النساء والولادة للتحدث أكثر عن هذا المرض:

ما هي أسباب تكيّس المبايض؟
هناك العديد من النظريات التي حاولت تفسير أسباب الإصابة بهذا المرض وآخر الدراسات تعزوه إلى وجود مقاومة في الجسم لمستقبلات هرمون الانسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس. وهذه المقاومة تسبّب إرتفاعاً في نسبة إفراز هذا الهرمون الذي يسبّب بدوره الخلل الهرموني في الجسم. كما يرجعه البعض لأسباب جينية ووراثية ولكن السبب الحقيقي ليس معروفاً حتى الآن.

الى أي حد ينتشر هذا المرض في عالمنا العربي؟
يصيب هذا المرض 30% - 35% من النساء في العالم. وللأسف، لا تتوافر دراسات واضحة عن مدى انتشاره في العالم العربي، لكن يلاحظ أنّه من الأمراض الشائعة ونسبة الإصابة به تتزايد تدريجاً.
ما هي عوارض هذا المرض؟
تختلف أعراض المرض من امرأة الى أخرى. ومن أهم أعراضه عدم انتظام الدورة الشهرية مع نمو شعر زائد في الوجه ومناطق أخرى من الجسم. وقد يسبّب المرض سمنة جذعية في المنطقة الوسطى من الجسم مع زيادة مؤشر كتلة الجسم الى أكثر من 30. وفي بعض الحالات، لا تعاني المريضة من أي أعراض، ويتم اكتشاف الأمر مصادفة أثناء الفحوص الروتينية أو عند إجراء تحاليل لتأخر الحمل أو العقم.

هل زيادة الوزن تسبّب تكيس المبايض أو العكس؟
هناك علاقة قوية بين زيادة الوزن ومرض تكيّس المبايض عند بعض النساء. الأول قد يؤدي إلى الثاني والعكس صحيح. فزيادة الوزن تؤثر سلباً في النظام الهرموني في الجسم وتسبب اختلاله، فتؤدي إلى تكيس المبايض.
كما قد تكون الاضطرابات الهرمونية الناتجة عن تكيس المبايض وراء سمنة المرأة. لكن في كلا الحالتين، فانّ إنقاص الوزن واتباع نظام غذائي صحي يلعب دوراً كبيراً في السيطرة على المرض وعلاجه.

كيف يؤثر تكيّس المبايض في صحة الإنجاب لدى المرأة؟
بسبب اضطرابات الإباضة، فإنّ مرض تكيّس المبايض قد يسبّب تأخير الحمل أو العقم في حالات أخرى.
وعند حدوث الحمل، فهو يسبّب مضاعفات كارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل. لذلك يستحبّ علاج المرض فور تشخيصه والمتابعة المبكرة للحمل لتلافي حدوث المضاعفات.

ما هي علاجات تكيّس المبايض؟
لا علاج نهائياً للمرض، لكن العلاج يهدف إلى تقليصه أو منع أعراضه.
من أهم طرق العلاج إتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن مع ممارسة الرياضة، وتغيير أسلوب الحياة ليصبح صحياً. بعد ذلك، نعطيها هرمونات لتحريض الإباضة على شكل حبوب أو إبر مع ملاحظة تأثيرها في المبايض من خلال إجراء "سونار".
وعند فشل العلاج الدوائي، قد يلجأ الطبيب الى التدخل الجراحي عن طريق المنظار بإجراء ثقوب في المبيضين ونسبة نجاح هذه العملية كبيرة.
أما مشكلة زيادة نمو الشعر فقد يتم علاجها عن طريق العلاج بالليزر من قبل اختصاصي الأمراض الجلدية.

كم تبلغ مدة العلاج؟
تختلف باختلاف استجابة المريضة.

ما مدى تأثير العلاج الهرموني في الفتاة؟
للعلاج الهرموني نتائج إيجابية على الكثير من المريضات. إذ لوحظ اختفاء الأكياس من المبايض بعد انتهائه. لكنه قد يسبب زيادة في الوزن مع بعض الاضطرابات النفسية وحدوث آلام في الثدي. ولذلك لا تلتزم الكثير من النساء بالعلاج خوفاً من أعراضه الجانبية.

بمَ تنصحين النساء والفتيات اللواتي يعانين من تكيّس المبايض؟
أنصحهن بالمتابعة مع الطبيب المختص فور اكتشاف المرض لإجراء اللازم وتفادي المضاعفات المتأخرة للمرض. وأشدّد على ضرورة إنقاص الوزن وتغيير الأسلوب المعيشي لما له من نتائج تعادل العلاجات الهرمونية وغيرها. ولمرضى تكيّس المبايض اللواتي تجاوز عمرهن الأربعين، يجب إجراء تحليل سنوي لنسبة سكر الدم.

كلمة أخيرة؟
أشكر "أنا زهرة" على هذا اللقاء وعلى دورها في التوعية الصحية للنساء في العالم العربي.

المزيد:
تأخّر الدورة الشهرية مشكلة شائعة عند الفتيات
الحياة الصحية تكافح مرض الضغط!
انقطاع الطمث يتطلّب إجراء فحوص طبية