يرتبط الفن دوماً بالسياسة، ولا تخلو حياة فنانة من علاقة عاطفية أو علاقة زواج بسياسي. ويسعى رجال السياسة دوماً لإقامة علاقات صداقة مع الفنانين. ويحرص هؤلاء على إحياء حفلات في مناسبات السياسيين العائلية. 

وقد اشتهر عدد كبير من الفنانين والفنانات بعلاقات صداقة ربطتهم بكبار رجال السياسة في العالم العربي. لكن يبدو أنّ هذه العلاقة تشكّل حرجاً كبيراً للفنان والسياسي حين تخرج إلى العلن. إذ يلاحظ استياء الفنانات عند نشر صورهن مع السياسيين، والعكس صحيح. وباتت صور الفنانين مع السياسيين تشكّل وصمة عار في تاريخ الفنانين، وخصوصاً مع اشتعال الثورات العربية. 

مثلاً، جاءت صورة الفنانين مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك لتُعدّ نقطة سوداء في تاريخ الفنانين المعنيين. كذلك، شنّ هجوم على حليمة بولند وتامر حسني بسبب صورتهما مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

 واعتبرت الصورة نوعاً من الإدانة والتشهير. وكذلك الأمر بالنسبة إلى هيفا وهبي التي نشرت صورة لها مع المعتصم نجل القذافي.


ويبدو أنّ ظاهرة جديدة انتشرت في الوسط الإعلامي تتمثّل في نشر صور الفنانات مع السياسيين للتشهير برجال عصر مبارك واعتبار علاقتهم بالفنانين فضيحةً ونوعاً من الفساد.

 إذ قام توفيق عكاشة صاحب قناة "الفراعين" بتخصيص حلقة من برنامجه لنشر صور للفنانين في أفراح وزراء مبارك. وقد استضاف فيها مصوّراً صحافياً كان يملك مجموعة من الصور العادية التي لا تعتبر فضيحة. 

إذ كانت عبارة عن حفلات زواج عائلية. لكنّ عكاشة أراد أن يحوّل الصور الى مادة فضائحية في محاولة للغمز من قناة عمرو دياب الذي تربطه صداقة بجمال وعلاء مبارك. 

وقد عرض صورة لـ "الهضبة" وهو يغنّي في زفاف شفيق بغدادي قريب زوجة علاء مبارك. وقال إنّ دياب مطرب أفراح آل مبارك أو "مطرب ملاكي" كما قال عنه توفيق عكاشة. وسأل الأخير ما إذا كان دياب يتقاضى أجراً في أفراح عائلة مبارك أم كان يكتفي بالهدايا. 

وهنا، رد عليه المصور بأنّ دياب "ما يسبش حقه"، بل كان يتقاضى أجراً في بعض الأفراح، وفي بعضها الآخر، كان يتلقّى هدايا ثمينة كما حصل في زفاف جمال مبارك. إذ رفض المطرب المصري أن يتقاضى أجراً مقابل إحيائه الحفلة، لكنّه تلقى هدية من رجل الأعمال هشام طلعت وكانت عبارة عن ساعة تبلغ قيمتها 460 ألف جنيه، وهو المبلغ الذي يتقاضاه دياب في الأفراح.


الطريف في الحلقة أنّه تم عرض صورة للراقصة فيفي عبده في حفلة زفاف ابن نائب مصري. وكانت فيفي ترقص أمام طاولة ضمت عدداً من الوزراء هم فاروق حسني، ومحمد زكي أبو عامر، وفتحي سرور. والتقطت الصورة على حين غرّة كما روى المصوّر.

 لكنّ أحد الوزراء لاحظ ضوء الفلاش، فمنع خروج المصوّرين قبل الـتأكد من عدم تصوير الوزراء مع فيفي عبده. مع ذلك، استطاع المصوّر أن يحتفظ بهذه الصورة التي اعتبرها اليوم فضيحة للوزراء رغم أنّها التُقطت في حفلة عامة، ولا تشكّل أي نوع من الفضيحة. لكن يبدو أنّ التقاط صورة للوزراء مع فيفي عبده تسبّب حساسية للوزراء.


أيضاً، عُرضت صورة للفنانة شريهان مع المنتج سمير خفاجي وعمار الشريعي. وكما صرّح المصوّر، فإنّ شريهان كانت ستتزوج علاء مبارك لكنّها تركته من أجل علال الفاسي زوجها السابق. كذلك، عُرضت صورة لهيفا وهبي قبل أن تصبح نجمة، وقد بدت في حفلة خاصة مع المذيع ممدوح موسى الذي كان ينظم حفلات خاصة لبعض رجال الأعمال العرب.


ويبدو أنّ مسلسل استخدام صور السياسيين مع الفنانين كنوع من التشهير يلقى رواجاً لدى الناس الذين يعتبرون أنّ علاقة الفنان بالسياسي نوع من الفساد ووصمة عار في تاريخ الاثنين معاً.


المزيد:
انتقاد مي حريري بسبب غنائها لبشار الأسد
الجمهور "مش عايز" تامر في ميدان التحرير