في هذا الحوار أنا زهرة تعرفك أكثر على المصممة الإماراتية الشابة مديّة المزروعي، التي بدأت تخط طريقها بخطى ثابتة وأنيقة في عالم تصميم الأزياء. لمستها بسيطة وعملية ومليئة بالأنوثة، ومصدر إلهامها الأول هو الطبيعة والعناصر الجميلة التي تحيط بها.
تعرفي أكثر إلى مديّة وموهبتها في هذا الحوار.

مدية المزروعي، عرفينا عن نفسك أكثر.
انا فتاة إماراتية من عائلة متماسكة تربت على القيم والاخلاق، شهدت وواكبت نهضة الامارات منذ صغري. انهيت المرحلة المدرسية في العام 2006، ثم التحقت بجامعة الشارقة لدراسة الهندسة المعمارية. ولكن حبي وشغفي لتصميم الازياء دفعني الى تغيير مسار دراستي لأتخصص في هذا المجال حتى تخرجت هذا العام من جامعة "اسمود"، وهي من الجامعات العالمية العريقة في صميم الازياء. وخلال سنوات الدراسة الجامعية، شاركت بعدد من عروض الازياء التي تم تنظيمها من قبل الجامعة. وتم اختياري مؤخراً إلى جانب مجموعة من المصممات للمشاركة في مهرجان برلين– دبي في ألمانيا والذي شكل منصة مثالية لنا لتبادل الخبرات مع عدد من أبرز مصممي الأزياء الألمان والتعرف عن كثب على عالم صناعة الازياء وأحدث إتجاهات الموضة العالمية.

ما الذي دفعك لخوض مجال تصميم الأزياء؟
منذ صغري، كما كل الفتيات، أحب الموضة ويلفتني القماش بكافة أشكاله ولكن شغفي للفن ومزج الألوان كان اقوى. في البداية درست هندسة المعمارية، ولكني وجدت لاحقاً بأنّني أميل إلى استخدام القماش كوسيلة للتعبير عن الإبداع والجمال. فقررت عندئذٍ دخول ميدان تصميم الازياء، لأصقل موهبتي بالدراسة واتقن كافة وسائل تصميم وخياطة الازياء وأدخل عالم الاحتراف، خصوصاً أنني بدأت العمل الفعلي في مجال تصميم الأزياء قبل دخولي الجامعة، حيث كنت أحرص على ارتداء ملابس من تصاميمي الخاصة.

من هي المرأة التي تصممين لها؟
المرأة في العالم واحدة من حيث احتياجاتها وأناقتها وأنا دوماً أحرص على ابتكار تصاميم عالمية تناسب السيدات من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية. ويمكن القول بأنني أتوجه إلى كل النساء اللواتي يبحثن عن الأزياء التي تجمع بين البساطة والراحة مع الأناقة والجمال مع مراعاتي لإحتياجات المرأة العربية بشكل خاص. ويستهويني العمل مع المرأة التي تدرك أهمية الموضة وتعمد على إظهار جمالها الداخلي من خلال اختيار الأزياء الأنيقة التي تعكس شخصيتها وتظهرها في أفضل صورة في المجتمع.

كيف تصفين الستايل الخاص بك وبتصاميمك؟
خلال دراستي الجامعية تأثرت بعدة مدارس عالمية في مجال تصميم الازياء. كما أن الجامعة التي درست فيها تتميز بالتنوع سيّما مع وجود طلاب وطالبات من مختلف الجنسيات والثقافات في العالم. وساهم هذا الاختلاط الثقافي في إغناء معارفي وابتكار أساليب تصميم فريدة وغنية بالتفاصيل والألوان. ويمكنني القول بأن أسلوبي الخاص يمتاز بالبساطة والتنوع، إذ أختار الألوان الهادئة والتصاميم العصرية التي تلبي احتياجات أكبر شريحة ممكنة من النساء مع التركيز بشكل خاص على متطلبات المرأة العربية، التي باتت تظهر ثقة متزايدة بالمصممين المحليين الذين تمكنوا من تعزيز قدراتهم التنافسية وبناء حضور قوي اقليمياً وعالمياً. وأميل غالباً إلى التصاميم العصرية والعملية مع حرصي على مواكبة خطوط وصيحات الموضة، إلا أنني أستوحي منها ما يناسب أسلوبي سيما وأنني لا أحبذ التقييد باتجاهات معينة وثابتة.

حدثينا عن مجموعتك الأخيرة لخريف وشتاء 2011-2012؟
ركزت في مجموعتي لخريف وشتاء 2011-2012 على الالوان الهادئة التي تناسب هذين الفصلين مثل الابيض والبيج والازرق الغامق والاسود. كما حرصت في كل قطعة صممتها ضمن هذه المجموعة على اظهار جمال المرأة بأفضل شكل، معتمدةً على الاقمشة السادة التي تبرز القصات الواضحة والجديدة التي تمثل السمة الأبرز لاعمالي. كما استخدمت أيضاً الاقمشة الخفيفة التي أميل غالباً إليها كونها تضفي المزيد من الأناقة والراحة وتبرز جمال وتميز المراة بالشكل الأمثل.

كيف كانت تجربتك في مهرجان دبي – برلين؟
كانت تجربة ممتعة ومليئة بالتحدي، لا سيّما وأنها تجمع مواهب واعدة من الإمارات والمانيا. وحاول كل مصمم من المشاركين ابراز موهبته وخبرته من خلال تصاميم إبداعية مستوحاة من ثقافته وبيئته وحضارته، ما جعل المهرجان ملتقى حضاري وإبداعي بامتياز. ولعل أهم ما ميز المهرجان انه كان ذو طابع عالمي حاول مزج ثقافتي البلدين وتعزيز انفتاح كل واحدة على الاخرى عبر الإبداع والابتكار. وقبل مشاركتنا في المهرجان، قمنا بزيارة ألمانيا وتعرفنا على كواليس صناعة الازياء وملامح عالم الموضة وتواصلنا مع المصممين هناك واكتسبنا الكثير من خبرتهم ومعارفهم.

من هم المصميين المفضلين لديك سواءً عالمياً أو على مستوى العالم العربي؟
ثمة مجموعة واسعة من المصممين المفضلين لدي، فمن المصممين العالمين هناك الكسندر مكوين و ستيفان رولان المشهورين عالمياً.

كونك فتاة إماراتية كيف ترين مستقبل تصميم الأزياء في الإمارات؟
باعتباري مقيمة في دبي، التي تعد ملتقىً للحضارات وتتواجد فيها أكبر دور الأزياء العالمية، أتطلع بتفاؤل حيال مستقبل تصميم الأزياء في الإمارات، سيّما وأننا نشهد حالياً نهضة متسارعة في هذا الميدان يوماً بعد يوم. إذ أصبحت دبي وجهة مثالية لتجسيد مفاهيم وتصاميم الأزياء المبتكرة في ظل التنوع الثقافي والاجتماعي. وبالفعل بدأت الموضة العالمية اليوم تنطلق من الإمارة التي تحتضن مؤسسة تعليمية رائدة في مجال الأزياء والموضة في المنطقة مثل "إسمود" التي تخرجت منها. ولا يمكن ان ننسى وجود مصممين محليين موهوبين يعملون لتعزيز مكانة الامارات كعاصمة للموضة في منطقة الشرق الأوسط ومقصد لأبرز المصممين العالميين. وبالتاكيد ستسهم كل هذه العناصر مجتمعة في مواصلة ترسيخ سمعة الامارات كوجهة رائدة في مجال الازياء.

لكل مصمم مصدر إلهام معين يساعده في تصميم أزيائه، فما الذي يلهمك ومن اين تستمدين تصاميمك؟
المصدر الاول لتصاميمي هو الطبيعة والبيئة المحيطة بي وكل عناصر الجمال والأشكال التي تراها عيني كل يوم، من العمارات الهندسية واللوحات والتحف الفنيه والالوان وغيرها.

هل واجهتك أية معوقات في طريقك لتصبحي مصممة أزياء؟
اخترت الطريق الصعب خصوصاً انه كان من الممكن ان ادخل مجال الطب او ادارة الاعمال كسائر اخوتي، لكنني آمنت بموهبتي وعملت بجد للوصول إلى النجاح كأي شخص طموح. ويمكن القول بانّ عدم وجود خبرة سابقة لأكون سيدة نفسي ربما كان احد المعوقات التي واجهتني في البداية. ولكن بمساعدة عائلتي واصدقائي وكل من هم حولي من محبيين، استطعت تخطي هذا التحدي ومواصلة المشوار. وبالتأكيد اتعلم كل يوم درساً جديداً يزيدني خبرةً ودافعاً لأحقق تقدماً نحو كل ما هو افضل لي ولمسيرتي، خصوصاً انني مازلت في بداية مشواري المهني.

ماهي خططك المستقبلية وهل سنرى مجموعة جديدة في وقت قريب؟
أتطلع حالياً إلى مواصلة تعزيز حضوري ضمن صناعة الأزياء وتحقيق المزيد من الانتشار محلياً وخليجياً. وأسعى في المستقبل إلى الوصول إلى العالمية والمشاركة في عروض الأزياء الدولية وبناء علامة تجارية قوية خاصة بي على غرار المصممين المعروفين الذين تقصدهم النجمات العالميات وتتزينّ بأزيائهم. كما أخطط أيضاً الى توسيع نطاق خط الملابس الجاهزة التي يمكن ارتداؤها في كل المناسبات وخط الملابس الراقية لتلبية احتياجات المرأة التي تميل إلى اختيار الملابس الفخمة في المناسبات الخاصة والكبيرة. أما حالياً، فأنني في طور التحضير لمجموعة جديدة سيتم طرحها في بداية السنة الجديدة.

من أين يمكن لقارئاتنا الحصول على تصاميمك؟
أرحب بهنّ جميعاً في دار الازياء الخاص بي في منطقة الجميرا للإطلاع على المجموعة الكاملة.