شعر المرأة هو تاج جمالها وزينتها وإهمالها  لشعرها قد يعني أحياناً إهمالها لجمالها. 

ولأن النساء العربيات اشتهرن بجمال شعرهن كذلك اشتهرن بابتكار طرق ووسائل لحمايته والمحافظة عليه وصار له مع توالي الأزمنة والعصور قيمة عاطفية ورمزية تتجاوز القيمة الجمالية، فتطالعنا كتب التاريخ بقصص الحبيبات اللاتي أهدين عشاقهن خصل من شعرهن أو جدلن شعور المحاربين بضفائرهن، ولكن العادة الأقسى التي درجت عليها نساء العرب عند الشدائد هي قص الشعر الغالي والتضحية به للتعبير عن مشاعر من نوع مختلف...

 

تقليد تاريخي متجدد

كانت النساء الحرائر تستعمل شعرها للمشاركة في العملية السياسية والاجتماعية نوعاً ما، كأن يقصصن الشعر احتجاجاً على العبودية والذل أو الحزن على فقد الرجال أو فقد الوطن أو عند استباحة كرامتهن فيقدمن ضفائرهن قرباناً لرجالهن ليثأروا لهن ويستعيدوا كرامتهن.

ووسط أجواء التغير التي يمر بها عالمنا العربي، اختارت مجموعة من النساء السوريات إسماع صوتهن ومواقفهن عبر تأسيس حركة اعتصام سلمية أطلقن عليها اسم جدايل سوريا.

قدمت عضوات هذه الحركة خصلاً من شعرهن احتجاجاً على فقد الأرواح وأملاً في الحفاظ على الوطن وإيماناً منهن بدور النساء الفاعل في مسيرة أي مجتمع نحو التغيير.

أعمال فنية مجدولة بالشعر... والحب 

نساء الجدايل اخترن التعبير عن مواقفهن ليس بالشعارات والمسيرات والهتافات إنما بأعمال فنية رقيقة ومبتكرة تعبر عن حب الوطن والأهل.

بعد قص هذه الخصل، تقوم نساء جدايل بنسجها على لوحات كانفاس (أو قماش خام) وتحيكها بخيوط ملونة لتشكيل اللوحة، ثم تضاف الإكسسوارات على اختلاف أنواعها من صوف خام أو قطع معدنية أو خرز ملون أو أية إضافات أخرى تغني القطعة الفنية التي ربما تكون وردة أو خارطة أو وجوه تعبيرية أو أي شكل يعبر عن مكنونات العضوات.

فكرة جميلة وهدية مميزة 

وبشكل عام، أحببنا فكرة استخدام خصل الشعر لتشكيل هدية رائعة وشخصية تحمل المعاني والرموز بحسب فكرة اللوحة. ويمكن اللجوء لكثير من الأشياء المنزلية القديمة وإعادة تدويرها واستعمالها بدل رميها في سلة المهملات. 

إذ يمكن اللجوء لاستخدام النباتات البلاستيكية أو أقمشة الستائر أو اللحافات أو أغطية المخدات والكثير الكثير من الأمثلة التي قد تكون موجودة أمام عينيك والتي يسهل استخدامها وتحويلها لقطع فنية إبداعية كما هي الحال في هذه الصور التي اخترناها لك من أعمال مجموعة جدايل سوريا.

المزيد:

زينة أبو شعبان توظّف الموضة لصالح قضية اجتماعية