امرأة جميلة بقفطانٍ هفهاف ألهمتها لدخول عالم الموضة وتصميم الأزياء منذ عمر الثامنة. إنها ميريام رحالي التي وقعت في غرام القفطان وامتهنت تصميمه اليوم بعد أن أطلقت علامتها الخاصة Marena y Sol. بين الشرق الأوسط ولوس أنجلوس، تتنقل ميريام حاملةً معها وحياً وإلهاماً من أسفارها الكثيرة لتنقلها بطريقةٍ راقية ومميزة على أقمشة القفطانات التي سحرت قلوب شهيرات العالم أمثال كيم كارداشيان وباريس هيلتون.

أنا زهرة التقت ميريام رحالي في هذا الحوار الحصري للحديث عن شغفها بالقفطان وباللون وبالموضة.

 

- لماذا اخترت تصميم القفطانات وما الذي أوحى لك لاحتراف هذا المجال؟

لدي جذورٌ عربية، وحبي للقفطانات بدأ منذ صغري. فمثل الكثير من الناس لدي مجموعة من الصور المطبوعة في ذاكرتي وأولى ذكرياتي عن الموضة كانت في عمر الثامنة. كنت أصطاف مع عائلتي في إسبانيا عندما رأيت تلك المرأة التي كانت أجمل امرأة رأيتها في حياتي وكانت ترتدي القفطان وبدا رائعاً عليها وأعطاها هالةً أثيرية وآسرة بحيث كان من المستحيل تجاهل وجودها، وأذكر أنني قلت لنفسي "أريد أن أصبح مثل تلك المرأة عندما أكبر". والآن بعد 18 عاماً لا أزال أحتفظ بتلك الذكرى وأستعملها لخلق تصاميم جديدة في Marena y Sol.

 

- منذ متى وأنت تعملين كمصممة؟ وكيف كانت ردة فعل زملائك بهذا المجال وزبوناتك تجاه تصاميمك؟

إن سألت أمي فستخبرك أنني بدأت التصميم في المدرسة الابتدائية، إذ لطالما كان لدي شغف بإعادة ابتكار القطع الموجودة لدي وخلق ستايل جديد منها. وهذا ما زلت أفعله اليوم بعد 20 عاماً. فعلياً أنشأت Marena y Sol في صيف 2010 حيث بدأت التصميم لنفسي في البداية فأنا كثيرة الأسفار وكنت بحاجةٍ إلى  ملابس عملية وشيك في نفس الوقت ووجدت ضالتي في القفطان، إذ في النهار يمكن ارتداؤه مع ملابس السباحة على الشاطئ وفي المساء يمكن تحويله إلى فستان مع ارتداء بطانة تحته وكعب عالٍ. وسرعان ما لفتت هذه الإطلالة البوهيمية الشيك نظر الكثير من النساء ولحسن الحظ حققت تصاميمي ردة فعلٍ إيجابية. 

 

- أخبرينا عن مجموعتك الأخيرة. 

أطلقت مجموعة Resort 2012 في عرض Swimshow Miami خلال أسبوع للموضة نيويورك  في يوليو الماضي، والهدف من هذه المجموعة كان استحضار الروح الحرة والتناغم السائد في الأرض التي أوحت لي بهذه المجموعة. أنا محظوظة لأنني تمكنت من زيارة الكثير من البلدان ولطالما وجدت التصميم طريقةً جيدةً لترجمة انطباعاتي وذكرياتي عن هذه الزيارات، ولذلك أردت في هذه المجموعة أن تحمل رسالة شخصية مني، إذ أنني ابتكرت Marena y Sol للاحتفاء بالنساء في مختلف الحضارات. فكما المرأة التي ترتدي هذه القفطانات، كل قطعةٍ منها فريدة من نوعها ولديها قصة مختلفة.

 

- تصاميمك حافلة بالألوان القوية والكريستال والأحجار الملونة. هل يمكن أن نقول أن هذه لمستك المميزة؟ 

نعم بالتأكيد! فأنا مدمنة على الألوان.

 

- كيف تصفين تصاميمك بـ3 كلمات؟

غريبة، بعيدة عن التكلف وساحرة!

 

- رأينا كيم كارداشيان ووالدتها كريس جينر بفقطانات من تصميمك خلال زيارتهما لدبي مؤخراً. أخبرينا أكثر عن هذا الموضوع؟

كان من دواعي سروري أن أرى كيف احتضنت كل من كريس وكيم حضارة المنطقة باختيارهما لارتداء القفطان. وبسبب إعجابهما للموضة في فيلم Sex and the Cityفي جزئه الثاني طلبتا مني عدداً من القطع ذات الألوان القوية والمرصعة بالحجارة الكريستالية. وقد سعدتا جداً بأخذ هذه القطع معهما لإهدائها للصديقات وارتدائها في رحلاتهما القادمة.

 

- من هن الشهيرات الأخريات اللواتي ارتدين تصاميمك؟ وهل لديك زبونات من العائلة المالكة؟ 

نعم، أصمم هذه القطع حسب الطلب. فمثلاً باريس هيلتون ارتدت من تصاميمي وكذلك إنديا هيكس التي كانت وصيفة الليدي ديانا في زفافها وملهةً لـ Ralph Laurenعرضت مجموعتي في متجرها The Sugar Mill.

 

- ومن هن الشهيرات الأخريات اللواتي تظنين أنهن سيبدون جميلات بتصاميمك؟

جميع النساء وليس فقط الشهيرات سيبدون أنيقات في القفطان والتونيك لأنهما يناسبان جميع أشكال الجسد. لكن أهم ما في الأمر اختيار اللون المناسب للون  البشرة.

 

- هل تعتقدين أن سوق القفطانات أكبر في الشرق الأوسط؟ وهل يكبر حالياً في مناطق أخرى من العالم؟ 

أجل لا يزال الشرق الأوسط السوق الأهم للقفطان لكن هذه الموضة تكبر باستمرار في كل أنحاء العالم اليوم.

 

- ما هي أكثر قطعة تفخرين بها في مجموعاتك؟

فقطان Catalina. لا زالت أذكر تلك اللحظة عندما وصلت أول قطعة منه. لقد وقعت في حبه من أول نظرة! فالتزاوج بين الألوان كان مذهلاً، كما أنه فقطان مناسب لرحلة صيفية فاخرة أو إطلالة مسائية راقية وغريبة. كما أنه القفطان الأكثر مبيعاً لدي حتى الآن.

 

- أنت تصممين أيضاً ملابس السباحة والشاطئ، فماذا تخبرينا عنها؟

امرأةMarena y Sol  تعشق السفر، سواء كنت في رحلةٍ بحرية أو في سفاري أو تستكشفين حضارةً قديمة فأنت بحاجةٍ إلى ملابس تلائم تلك الرحلات، وهذا ما أحاول تقديمه في تصاميمي، إذ أريد أن يكون متجري المقصد الوحيد للمرأة قبل ذهابها في عطلةٍ ما، فـ Marena y Solفي النهاية تعني "البحر، الرمال والشمس" بالإسبانية. وحالياً أرغب في توسيع نطاق منتجاتي لتشمل حقائب البحر والصنادل والقبعات أيضاً.

 

- من هم مصمموك المفضلين؟

Azzedine Alaia وإيلي صعب و Valentino.

 

- ما هي "لحظة الموضة" المطبوعة في ذاكرتك؟ 

كما تلاحظين في مجموعتي أنا أعشق الألوان القوية والصارخة. وهذا ما يذكرني بلحظة الموضة الأكثر انطباعاً في ذاكرتي. إذ كنت في زيارةٍ لمدينة الرياض في المملكة السعودية لحضور ورشة عمل في مركز الأمير سليمان. وعلى الرغم من أنني احترمت تقاليد البلد بارتداء الملابس المحتشمة وستر جسدي من الأعلى إلى الأسفل، إلا أنني رفضت ارتداء اللون الأسود، بل ارتديت في كل يومٍ عباءة وحجاب بلونٍ مختلف نالت إعجاب النساء المحليات. لكن في إحدى المرات طردني "مطوّع" من المركز التجاري بسبب عدم تقيدي بقواعد اللباس في البلد. وهذه كانت المرة الأولى التي أظهر فيها تفانيّ للون وحبي له واستعدادي للدفاع عن حقي في ارتداء الألوان!

 

- ما هي الصيحة التي تكرهينها ولن ترتدينها أبداً؟

هناك بعض القصات التي لا تليق بقوامي كالملابس المنفوخة الأشبه بالبالون deflated silhouettes التي ظهرت في أزياء Stella McCartney و Jil Sander لموسم الخريف والشتاء الحالي. أقدر جمال تلك القطع وحرفيتها لكن لا أراها في خزانتي في المستقبل القريب!

 

- كمصممة أزياء، ما هي برأيك القطع الثلاث التي يجب أن تكون موجودة لدى كل سيدة في موسم الخريف والشتاء الحالي؟

في موسم الشتاء الحالي وخاصةً إن كنت متوجهة للأماكن المثلجة أنت بحاجةٍ إلى:

1- كاب من الكشمير الأسود من Loro Piana.

2- سروال ضيق من الجلد الأبيض من Balmain.

3- جزمة سوداء مزينة بالدبابيس المعدنية من Valentino.

 

- من هي برأيك الشهيرة التي يجب أن تطرد منسق مظهرها؟ ومن هي الشهيرة التي تحبين إطلالتها؟

من المؤسف أن ريتشيل زو ليس لديها وقت لتنسيق إطلالة سنوكي من برنامج Jersey Shore . أما الشهيرة التي أحب إطلالتها فهي الشيخة موزة.

 

- ما هي حقيبتك المفضلة؟

حقيبة Boogie Bag من Celine.

 

- ما هي القطعة التي كررت ارتداءها أكثر من مرة هذا الموسم؟

بما أنني لم أنم بشكلٍ كافٍ منذ شهرين فهذه القطعة هي نظاراتي الشمسية الكبيرة من Valentino! إذ كان على التحضير لأكثر من 600 فستان والسفر بين اليونان ونيويورك والبندقية وكوالا لامبور وبوكيت!

 

- متى شعرت بالنجاح لأول مرة؟ 

لقد شعرت بالنجاح في أكثر من مناسبة، مثل قبولي في جامعة هامة بعمر الـ15، الفوز ببطولات التنس، التدريس في إحدى أهم المعاهد التي لا تهدف للربح في الولايات المتحدة، رؤية شهيرات العالم بتصاميمي... لكن هذا الشعور أصفه بـ"الراحة" وليس النجاح... الراحة لأنني شعرت أن كل العمل الجاد الذي أبذله لم يذهب هباءً. لكن أكثر لحظة شعرت فيها بالنجاح كانت عندما قالت لي إحدى طالباتي أنها تريد أن تصبح مثلي عندما تكبر وأنني مصدر إلهامها. لقد غمرتني كلماتها بالتواضع والقوة في نفس الوقت.

 

- أخيراً... أنا ميريام رحالي أقر وأعترف أنني:

وقعت في غرام الشرق الأوسط. لطالما أقول أنني لا أكاد أطيق صبراً للعودة إلى لوس أنجلوس لكن في الحقيقة أن سعيدة جداً هنا. أنا شاكرة جداً لكل التجارب المميزة التي عشتها في هذه المنطقة ولكل الناس الذين تعرفت إليهم هنا.

 

المزيد:

أناقة القفطان في رمضان من سهام الهبطي

قفطانات الربيع والصيف لك ولطفلتك

فيديو:أنس يونس يخبرك عن أحذية مجموعة "ألف ليلة وليلة