على رغم عجزه عن الكلام والنطق، إلا أنّ ذلك لم يمنع نضال سيجري من إبداء رأيه في المرحلة التي بلغتها سوريا.

 إذ واصل الممثل السوري كتابة رسائله التي تعبّر عن ألمه وحزنه جرّاء الأحداث الساخنة التي تجري في بلده. وحملت رسالته الجديدة التي تنشرها «أنا زهرة» كلمةً من القلب إلى الأمهات السوريات. وقال فيها: «حزناً، أو فرحاً، تزحف على الخدود متسللةً من العيون، هذه هي دموع الأمهات في وطني، يختلط فيها الحب بالخوف، بالحرص، بالحنان والحنين، والكثير من الحلم.

 

 أمهات بلادي مشاريع عاشقات دائمات، تعرف الواحدة منهن أنّ ما من معنى للأمومة ما لم يكبر أبناؤها أمام عينيها.

 وما لم تطوّقهم بالحنان والزغاريد، يوم تزفهم عرساناً، وعند عتبة البيت تودعهم وهي تحلم بأن تعيش وتراهم آباء، أمهات، تلاعب أولادهم».

 

ويتابع صاحب شخصية «أسعد» في مسلسل «ضيعة ضايعة»: «أمهات بلادي يزددن اليوم تمسكاً بمعاني أمومتهن. ثمة خوف يلفهن، يطرق أبواب قلوبهن على مدار الساعات الـ 24.

 

 أمهات لمدنيين ولعسكريين يوقدن أصابعهن اليوم شمعاً ليحفظ الله الوطن والأولاد، وكل أولاد بلادي أبناء لأي أم فيه، وكل أم في بلادي هي أم لكل ولد فيه. أمهات بلادي يتشابهن حد التماهي، يتوحدن بالحب والخوف، بالحلم والأمل، والألم. في عيونهن، نلتقط الخوف كلما قلنا لهن وداعاً، في قلوبهن نتحسس غصة، ووجعاً.

 

ربما هن يخفينه علينا، ربما نحن نغافل وجعهن، بسؤال الواحدة منهن مبتسمين: «ماذا ستطبخين لنا اليوم يا حجة»؟

ثم نستأذن بالإنصراف، بينما يسلّمن هن أمرنا لله، ويغمرن أجسادنا بالدعاء: «روح الله يرضى عليك كيفما اتجهت». وحين نخرج من بيوتنا، ربما لا ندرك كيف سيمشي يومنا، إلى أين تأخذنا أقدامنا، ومن سنلتقي، وماذا سنفعل؟ لكننا نعرف شيئاً واحداً، نثق من يقينه بأننا تركنا أمهاتنا والقلق يعشعش في قلوبهن، قلق يطوق تفكيرهن، ويربط أيديهن، لا يفك أسرهن سوى بعودتنا إليهن سالمين».

 

ويختم نضال كلمته بالقول: «الأمهات في بلادي، متشابهات، يتجمعن على شكل جسد بحجم الوطن، هو سوريا، وسوريا أمنا العظيمة، أمنا التي يتسع حضنها للجميع، ويطوّق حنانها الجميع، تكلّل بفرحها كما حزنها الجميع، سوريا أمّنا العظيمة، وأجمل ما في العشق».

 

من جهةٍ ثانية، كان نضال قد طالب الجهات الأمنية في سوريا بإطلاق سراح زميله الممثل والمخرج محمد آل رشي الذي اعتُقل الخميس الماضي على خلفية مشاركته في الاحتجاجات الشعبية، وقد أفرجت عنه السلطات مساء السبت الفائت.

 

المزيد:

نضال سيجري تهجره زوجته بعد فقدان صوته!

 تكريم نضال سيجري في طرطوس

كلمة من القلب-منى واصف