يبدو أنّ ارتداء النظارات والعدسات اللاصقة لتصحيح قصور النظر، وخصوصاً عند الأطفال، قد يتسبب في ضرر للعين بحسب دراسة أجراها باحثون في جامعة كامبردج البريطانيّة. وأوضح هؤلاء أنّ ممارسات تصحيح البصر القائمة حالياً على ظاهرة قصر النظر، يمكن أن تزيد من تدهور البصر، وحتى العمى.


وبحسب الباحثين، فإنّ عضلات العين لدى المصابين بقصر النظر لا تستطيع تسطيح العدسات بما يكفي لتجميع الضوء المنعكس من الأشياء البعيدة مباشرة على الشبكية. لكنّ النظارات قد تسبب استطالة بؤبؤ العين عند النظر إلى الأشياء القريبة، وهو ما قد يرفع من احتمالات الإصابة بالأمراض التي قد تؤدي إلى فقدان البصر.


لكن ما هي أسباب قصر النظر؟
تلعب العوامل الوراثية دوراً مهماً في الإصابة بقصر النظر. كما أنّ بعض حالات اضطراب الغدد الصماء قد تكون عاملاً مؤثراً، إضافةً إلى حالات سوء التغذية وما قد يصحبها من نقص في الكالسيوم. لكنّ القراءة مثلاً لا تعدّ مسبباً حتمياً لقصر النظر. لكنّ المصابين بقصر النظر، يفضلون عملاً مثل القراءة أو الحياكة لأنهم يستطيعون الرؤية بوضوح عن قرب.


بعض أنواع قصر النظر تبدأ بعد سنّ الرابعة والعشرين، ولا تزداد درجاتها كثيراً مع التقدّم في العمر. وبعضها الآخر يبدأ في مرحلة البلوغ، ويتزايد بشكل كبير ومتسارع حتى سنّ الخامسة والعشرين. وهذا النوع يكون مصحوباً بتغييرات مرضية في قاع العين، قد تؤدي إلى نقص ملحوظ في قوة البصر.


في الدرجات البسيطة، قد لا يشكو الشخص إلا من عدم وضوح المرئيات البعيدة مثل الكتابة على شاشة التلفزيون، أو عدم تمييز ملامح شخص قادم من بعيد. أما في درجات قصر النظر المتوسطة والكبيرة، فيوجد إحساس بإجهاد العين بعد القراءة مثلاً، ويشعر الشخص بعدم قدرته على الاستمرار في القراءة، وتجهد العين بسرعة، وقد يبصر الشخص نقاطاً أو خيوطاً أو أشكالاً سوداء تتحرك أمام عينيه، كما يتضايق المريض من ضوء الشمس.


علاج قصر النظر بسيط: النظارة الطبية التي يصفها الطبيب، إضافةً إلى تجنب الانحناء على الكتاب أو تقريبه كثيراً من العين أثناء القراءة أو الدراسة. كما يجب مراعاة وجود إضاءة مناسبة في الغرفة، وعدم الاقتراب كثيراً من شاشة التلفزيون.