تخطر في بال الحوامل شهوات كثيرة: تين في غير موسمه مثلاً، أو رغبة في شمّ رائحة البنزين، أو شهوة جامحة لأكل الكثير من الدجاج المقلي، أو الحامض، أو البطيخ في عزّ الشتاء! في المقابل، تتخلل مرحلة الوحام مشاعر قرف من بعض أنواع الأطعمة: الكوسى، أو اللحمة، أو السمك، أو الحلويات، وحتى الخسّ. تحيّر فترة الوحام الحوامل وأزواجهنّ، خصوصاً أنّ بعض الأزواج يتخوّفون من تلك المرحلة الحرجة، ويحرصون على تأمين ما تطلبه زوجاتهم، خوفاً من ظهور ما تسمى «الوحمة» على رأس المولود الجديد، أو يده، أو فخذه.


تطرأ أعراض الوحام في الفصل الأول من الحمل، أي الأشهر الثلاثة الأولى... وتختلف تفسيرات الخيال الشعبي لمعنى الوحام، من بلد إلى آخر، فبعضهم يعتقد أنّ الشهية على الحلويات يعني أنّ جنس الجنين مؤنّث، في حين يرى البعض أن الشهية المفتوحة على الموالح تعني أن الجنين ذكر.


وتنشأ حالة الوحام من دوار وقيء وصداع عند نصف الحوامل، في حين لا يشعر بها النصف الآخر. كما تختلف حدّة الأعرض من سيّدة إلى أخرى. عموماً، تسبب التغيّرات الهرمونيّة في جسم الحامل تقلّبات عديدة، إذ أنّ حاسة الشم مثلاً تتغيّر، ما يجعل الحامل تشتهي أطعمة غريب أحياناً. هذه التغيّرات الهرمونيّة تسبب أيضاً فتح شهيّة المرأة على مأكولات غريبة أو غير مألوفة.


لكنّ أعراض الوحام لا علاقة لها بجنس الجنين، ولا بظهور «وحمة» لاحقاً على جمسه. فلا يوجد أي رابط علمي حقيقي بين هذه المعتقدات، والحقائق المرتبطة بنموّ الجنين التي تتبع قواعد وقوانين جينيّة في رحم الأم، ولا ترتبط بالروائح التي تشمّها، ولا بنوعيّة الطعام الذي تتناوله. أمّا «الوحمة» فمختلفة المنشأ، إذ تظهر كالشامة على الجلد في أماكن وألوان مختلفة، ولا علاقة لها بالوَحَام أو بعدم تناول الحامل لما رغبته خلال فترة وحامها ولا حتى بعامل الوراثة.
في المقابل، عليك أن تنتبهي من بعض الأطعمة أيتها الحامل حتى لو كنت تتوحمين عليها، ومنها اللحم النيء مثلاً بكلّ أشكاله، وخصوصاً السمك مثل التونة أو السوشي. كما تتوحّم بعض الحوامل على السيجارة، لكن نصحيتنا لك ألا تقتربي أبداً من التدخين لأنّ ذلك قد يترك تشوّهات على الجنين على المدى الطويل.