في لقاء مع "أنا زهرة"، تحدثت نادية المنصوري عن مشوارها الغنائي، خصوصاً بعد إطلاق أغنية "عندي خبر" التي حظيت بنجاح على مستوى الخليج. ولم يخلُ اللقاء من الحديث عن كواليس الفن ورأيها في أسماء المنور ومنى آمرشا.


ما سبب عدم تعاونك مع ملحّن سعودي في أغنية "عندي خبر" بدلاً من ملحن إماراتي، بحكم أنّ الأغنية سعودية اللحن؟
أود أن أشير إلى أنّه لم يمض وقت طويل على دخولي عالم الأغنية الخليجية. ولم تتسنَ لي فرصة لقاء ملحّنين وشعراء كثيرين حتى في دولة الامارات وأنا مقيمة فيها، فما بالك بالسعودية أو غيرها من دول الخليج. ما زلت في بداية المشوار كأنني في رحلة استكشافية أسير فيها وحدي وأتعرّف من خلالها إلى الثقافة والفن الخليجيين كلمةً ولحناً وإيقاعاً. ولو استطعت، لغنّيت لكلّ كبار الملحّنين والشعراء من جميع بقاع العالم. مثلاً، تمنيت أن أغنّي لمنجم الألحان السعودي صالح الشهري. لكن الفرصة لم تحن بعد، وأظن أنّها مسألة وقت واجتهاد وإصرار. مثلما استطعت أن أتعامل مع سفير الألحان فايز السعيد الذي كان حلماً بعيداً يصعب تحقيقه، أستطيع تحقيق أحلام وطموحات أخرى، وأتمنى من كل قلبي أن يحدث ذلك.


يقال إنّ الفنان في الخليج يحتاج إلى دعم كبير من أجل أن ينجح في هذا الإقليم، ما رأيك؟
أينما وجد الفنان، يحتاج الى دعم كبير سواء في الخليج أو في أي مكان آخر. أتكلم هنا ليس فقط عن الدعم المادي، بل أيضاً عن الدعم الإعلامي والتوجيهي وحتى المعنوي. الفن أصبح كأي "مشروع استثماري"، لا عيب في جمع أطراف عدة لإنجاحه، و لمَ لا نستفيد منه؟ هو في النهاية ولا أخجل من قول ذلك مصدر رزق لمن يمتهنونه. وأنا أقول كلمة "مشروع استثماري"، تذكرت شيئاً لاحظته مؤخراً وأضحكني وهو خضوع الفن لقانون العرض والطلب كأي سلعة تجارية. وهذا ما نراه في بعض القنوات التي لا تعرض الأغنية إلا عند طلبها عن طريق التشات المكثف. لست ضد وضع هذه المؤسسات خطّة لزيادة الربح، لكني أتمنى فقط أن لا يكون ذلك على حساب الفن الراقي الذي صرت أخاف عليه من الانقراض.


هل أنت من المؤيدين للأغنيات السينغل أم الألبوم؟
سوف أكون صريحة. أنا ممن ينطبق عليهم مثل: "مكره أخاك لا بطل"، فالأمر ليست مسألة اختيار. أنا مجبرة بما أنّني حتى اليوم، أعتمد على نفسي ولا أنتمي إلى أي شركة إنتاج تقدّم لي التسهيلات والإمكانات المادية لكي أمشي بخطوات أسرع، مع العلم أنّني أحبذ فكرة السينغل بين الحين والآخر لأنّ هذا يسمح لي بالتواجد والتواصل الدائم مع الجمهور.


فنانون كثر يفكرون في الربح المادي فقط لدى طرح ألبومهم، ولا يهمهم نجاحه، بحكم أن ذلك محلّ اهتمام الشركة الموزعة، هل أنت مع هذا المنطق أم ضده؟
أنا ضده جملة وتفصيلاً، مع أنني أشك في وجود فنان لا يهمّه نجاح ألبومه، وإلا كانت كارثة. ما زلت لم أستوعب فكرة أنّ هناك "فنانين" لم يستمعوا لأصواتهم جيداً قبل دخول عالم الفن، فكيف أستوعب فكرة أنّ هناك فنانين لا يهمهم النجاح والوصول الى الجمهور بشكل صحيح والفوز بحبّه. أفضل أن لا أفكّر في ذلك، فأنا لا أحتاج الى طاقة سلبية. أفضّل أن أتحدث في شيء آخر لأحافض على تفاؤلي وابتسامتي.


الفنانتان المغربيتان منى آمرشا وأسماء المنور ركزتا في الأغنية الخليجية وحققتا نجاحات. ما الذي يعجبك فيهما؟ وما الذي تأخذينه عليهما؟ وهل تتوقعين وجود عقبات ستحول دون نجاحهما؟
الفنانة منى أمرشا تملك كاريزما جميلة جداً وصوتاً مرهفاً، وقد أحبّها الجمهور الخليجي منذ ظهورها الأول، وهذه نعمة أتمنى من الله أن يديمها عليها. ما لاحظته من خلال لقائي بها أنّها تختبئ وراء الابتسامة الرقيقة، لكنّها شخصية قوية جداً تستطيع أخذ حقها بيدها، وهذا ما جعلني أحبّها وأحترمها أكثر.
أما بالنسبة إلى الفنانة أسماء المنور، فقد كنت وما زلت معجبة بصوتها الرائع وأصالتها المغربية وتواضعها الذي لم تخفه الشهرة. يمكنها أن تغني كلّ الالوان بسهولة وإتقان. وللأمانة، لا أجد أي مأخذ عليهما، ولا أتوقّع لهما الا كلّ الخير والنجاح. وأستغلّ منبركم لأبارك لأسماء مولودها الجديد عسى أن يبقى دوماً في صحة جيدة ويبارك الله فيه.