تؤكّد هبة طوجي أنّ نجاح المنتج هو من نجاح الفنان والعكس صحيح، في إشارة إلى أنّ نجاحها لا يكتمل من دون الشخص الذي اكتشفها، وآمن بقدراتها الصوتية أي أسامة الرحباني. ولا يختلف إثنان على موهبة هذه الفنانة العشرينية التي استطاعت أن تحقّق حلماً يراود كثيرات، ألا وهو التخرّج من مدرسة الرحابنة. "أنا زهرة" التقت الفنانة اللبنانية التي تحدّثت عن ألبومها الأول "لا بداية ولا نهاية" فضلاً عن مواضيع أخرى.
لا يزال ألبوم "لا بداية ولا نهاية" يتصدّر قائمة المبيعات رغم مرور شهرين على طرحه. ماذا يعني لك هذا الأمر؟
من خلال إيماننا الكبير بالألبوم، استطعنا أن نتحدّى كل شيء في زمن صعوبة إنتاج الألبومات جرّاء القرصنة المهيمنة والمشاكل التي تعاني منها شركات الإنتاج. تمكّن أسامة من إنتاج عمل بحسب مبادئه الموسيقية والشعرية التي يؤمن بها. هذا النجاح الذي تحظى به الأسطوانة خير دليل على وجود أشخاص ما زالوا يستمعون إلى الموسيقى الجيدة.
ما هو تقييمك للألبوم سيما أنّه الأول في مسيرتك الغنائية؟ وما الذي أضافه إليك؟
لا شك في أنّ كل خطوة أقوم بها بالتعاون مع أسامة الرحباني تسهم في تطوّري كفنانة وإنسانة في الوقت عينه. في الألبوم، لديك كامل الحرّية لتعبّر عن ذاتك وعن شخصيتك وهمومك على عكس الغناء في العمل المسرحي حيث تتقمّص شخصيات لا تعبّر عنك بالضرورة. ألبوم "لا بداية ولا نهاية" يلقي الضوء على أنماط عدة من شخصيتي يمكن أن تلمسها من خلال الأغنيات التي أقدّمها وتعكس الفتاة الثورية، الحالمة، المتمردة والحبيبة، وتحمل في طيّاتها أوجاعاً وعواطف إنسانية. مما أضاف مزيداً من الخبرة إلى شخصيتي وقرّبني أكثر من الناس.
ما السبب وراء ذكر عبارة Oussama Rahbani Featuring Hiba Tawaji أو بما معناه "أسامة الرحباني يقدّم هبة طوجي" على غلاف الألبوم؟ كان يمكن استبدالها بكل بساطة بعبارة "تأليف أسامة الرحباني"
لا يمكن حصر الألبوم بهبة طوجي فقط. أسامة هو المنتج والمؤلف، وصاحب الفكرة والمشروع، وهو الذي أشرف على العمل ككل. أهمّية المنتج أصبحت من أهمية الفنان والعكس صحيح. وهذا ما نراه بوضوح في البلدان المتقدّمة. وبالتالي مجرد ذكر هذا الأمر على غلاف الألبوم، وتعرّف الناس إلى هبة طوجي من خلال شخص بأهمّية أسامة الرحباني يشكّلان أهمّية بالنسبة إليّ، ويقدّمان دعماً فنّياً كبيراً لي.
برأيك إلى أي حدّ يقدر الفنان أن يؤثّر على الجمهور من خلال الأغنيات التي يقدّمها، سيما أنّ الفنّ رسالة قبل أن يكون أي شيء آخر؟
لا شك في أنّه بالفن، تصل الرسالة إلى الناس بسهولة أكبر وبسلاسة واضحة مقارنة بالوسائل الأخرى، سيما أنّ الفنان يعيش تحت الضوء، وتكمن مهمّته في التعبير عن أوجاع الناس وحالات معينة يعيشونها من خلال أغانيه. مما يخفف من وطأتها عليهم، في حين أنّه لا يمكن أن نغيّر واقعاً معيّناً بالفن.
ما سبب اختياركم أغنية "لا بداية ولا نهاية" عنواناً للألبوم؟
تكريماً للراحل الأستاذ الكبير منصور الرحباني الذي كتبها لي وهذا شرف كبير لي. كما أنّ عبارة "لا نهاية" دلالة على الإستمرارية التي نطمح إليها.
بعض أغنيات الألبوم تؤدينها بطبقة صوتية عالية جداً، مما قد لا يتقبّله كثيرون. ما هو تعليقك؟
الطبقات الصوتية موجودة ليس بهدف استعراض "العضلات" بل لأنّها تحاكي موضوعاً محدداً وحالة معينة يشعر بها الفنان أثناء أداء أغنية معيّنة. مثلاً لا يمكن للفنان الذي يؤدي أغنية تحاكي الثورة، ألا يأتي أداؤه ثورياً ونابعاً من ألم يحسّه. وهذا ما يسمّى بالإندماج بين الحالة التي يغنّيها والطبقات الصوتية، سيما أنّ هذا التصاعد من المساحات الصوتية مدروس جداً ولا يأتي من لا شيء. كما أنّني لست الأولى ولا الأخيرة التي تغنّي بطبقات صوتية عالية. وفئة كبيرة من الناس أصبحت تتقبّل هذا النوع من الغناء.
تركّزين كثيراً على أنوثة المرأة، ما بدا واضحاً على صورتك على غلاف الألبوم. ماذا يعني لك هذا الأمر؟
"هذه أنا"، ويهمّني أن أعكس في أعمالي أنوثة المرأة شرط أن أوّظف هذا الأمر بطريقة جميلة ومحترمة من دون أن أؤذي عين المشاهد. وهذا ما سعيت إليه سواء في صورة الغلاف أو كليب أغنية "حلم" الذي توليت إخراجه بنفسي.
بما انك ذكرت كليب "حلم"، هل واجهت صعوبة في إيصال الرسالة كما هي كونك مخرجة العمل؟
كوني مخرجة العمل، فمن الطبيعي أنّني عرفت ما يناسبني وأدركت تماماً ما هي الصورة التي يجب أن أظهر فيها. ونتيجة لذلك، استطعت إيصال الفكرة بكل سهولة ووضوح إلى المشاهد، سيما أنّني درست الإخراج وبالتالي تمكّنت من ترجمة الأحاسيس إلى صور عدة.
ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال فنّك بشكل عام؟
هذا سؤال في غاية الصعوبة لأنّه لدي الكثير من الأمور والهموم الحياتية التي لم أتطرق إليها بعد، وأرغب في إيصالها، كحرية التعبير عن الرأي، واحترام الآخر، والمرأة المتصالحة مع نفسها. من الضروري أن يولي الفنان ثقة كبيرة بأحلامه بهدف إيصال الفكرة التي يريدها إلى الناس.
هل اخترت الأغنية المقبلة التي ستصوّرينها على طريقة الفيديو كليب؟
للأسف، لم يقع اختيارنا بعد على الأغنية المناسبة، إلا أنّني أجزم أنّها ستكون من إخراجي أيضاً. وأريد أن أشكر أسامة الرحباني الذي أتاح لي فرصة إبراز طاقاتي الإخراجية التي هي مجالي الثاني.
ما سرّ الإنسجام بينك وبين وديع أبي رعد، سيما أنكما لا تفترقان في الحفلات التي تقومان بإحيائها؟
وديع مدرّب صوتي الخاص طبعاً تحت إشراف أسامة الرحباني. ونتيجة ذلك، جمعتنا صداقة. هذا الإنسجام نتج عنه دويتو جميل، خصوصاً أنّ وديع يمتلك جمهوراً عريضاً وهو فنان رائع.
ارتبط اسمك بشكل وثيق بالأستاذ أسامة الرحباني. كيف تقيّمين هذا التعاون بينكما وهل يقتصر فقط على الشق الفنّي؟
هو بكل بساطة الشخص الذي يؤمن بقدراتي الصوتية، فأنا لم أختبر الفنّ إلا على يده، كما أتعلّم من الإنتقادات التي يوّجهها لي. تتخطى علاقتنا الأمور الفنّية إلى علاقة انسانية وصداقة قوية، فأسامة هو الإنسان الأقرب إليّ وهناك انسجام بيننا على مستويات عدة.
خلال استضافتك ضمن برنامج "حديث البلد" على شاشة الـ MTV، قلت إنّ ارتباطك بأسامة الرحباني يتخطى الأمور الفنّية. ماذا عنيت بذلك؟
سئلت عن هذا الموضوع، إلا أنّ إجابتي كانت "لا جواب"، خصوصاً أنّ هناك شقاً من حياتي لا أحبّ التطرق إليه. كل ما يمكن قوله إنّ علاقة وثيقة تربطني بأسامة وهو الشخص الأقرب إليّ.
هل بت على إستعداد للتحليق وحدك من دون أسامة بعد الشهرة التي وصلت إليها؟
هذا الأمر غير وارد بتاتاً. أنا أحلم بهذه الإستمرارية سوياً كلّما اجتمعنا في مشروع ما، ناهيك بتشابه مبادئنا وطموحاتنا على نطاقات عدّة. هذا الإنسجام هو سبب نجاحنا واستمراريتنا. عدا ذلك، نحن ننتمي إلى برج القوس، ويوم واحد يفصل بين ذكرى مولدي وميلاده.
ألا يزعجك تدخّل أسامة في التفاصيل كافة؟
على العكس، فهذا الأمر علّمني الكثير. أسامة يشرف ويطّلع على أدق التفاصيل، إلا أنّه في الوقت نفسه يتيح لي فرصة التعبير عن رأيي ويأخذ به في حال اقتنع به، لكن تبقى الصعوبة في إقناعه (ضاحكة).
علمنا أنّ غدي الرحباني يحضّر لمسرحية من بطولة الفنان غسان صليبا في حين وقع الإختيار على بطلة أخرى. ما سبب غيابك عن العمل؟
لأنه بكل بساطة لم يمرّ سوى أشهر قليلة على مشاركتي في مسرحية "دون كيشوت"، سيما أنّه من غير المحبّذ أن أشارك في عمل مسرحي بهذه السرعة وإلا سيملّ الجمهور مني، ناهيك بتفرّغي لألبومي وتحضيراتي لمشاريع أخرى منها مشاركتي في ريسيتال ضخم سيقام الأسبوع المقبل في بيروت.