لم يعد الممثلون السوريون يعتمدون على دخلهم والمبالغ التي يتقاضونها مقابل مشاركتهم في المسلسلات والأعمال الدرامية. لقد صارت لديهم أبواب رزق أخرى، تُضاف إلى رصيدهم من مال وشهرة. هكذا أصبحوا يتقاضون مبالغ مالية لقاء إطلالتهم التلفزيونية كل حسب درجة شهرته، أو عبر تقديم البرامج التلفزيونية الذي قد يدرّ عليهم مبلغاً خيالياً يساوي المبلغ الذي يتقاضوه لقاء مشاركتهم في مسلسلٍ واحد.


ومن بين أبواب الرزق الكثيرة التي أصبحت مفتوحة أمام الفنانين وخصوصاً الفنانات تقديم الإعلانات التجارية لما يدرّه هذا المجال من أرباح طائلة، خصوصاً إذا اعتمد الفنان وجهاً إعلانياً لإحدى الماركات الشهيرة.


ظاهرة تقديم الفنانين للإعلانات تعود إلى زمنٍ بعيد في سوريا. كثيرون أقدموا على هذه الخطوة، منهم دريد لحام الذي قدم إعلاناً لأحد أنواع العطور. كما أن أصالة نصري قدّمت في طفولتها العديد من أغنيات الإعلانات ومنها أغنية لإعلان "يانصيب المعرض". كذلك، فإنّ صباح الجزائري ظهرت أيضاً في السبعينيات من خلال إعلان لمشروبات غازية.


ومن بين الفنانين السوريين الذين قدموا الإعلانات الممثلة نادين التي ظهرت في الثمانينيات في إعلان عن أحد أنواع السمن. كما أنّ جمال سليمان خاض هذه التجربة في التسعينيات حين قدّم إعلان معجون حلاقة. كذلك ظهر باسم ياخور وأيمن رضا في سلسلة إعلانات.


جيني أسبر الرصيد الأكبر
وبين إعلانات أيام زمان وإعلانات اليوم، فارقٌ كبير سواءً في المنتج الذي يسوّقه الفنان أو أسلوب الإخراج والطريقة الجيدة التي يظهر بها الفنان، وخصوصاً الفنانات اللواتي أصبحن يظهرن بطريقة جميلة في الإعلانات. جيني أسبر مثلاً تملك رصيداً لا بأس به في تقديم الإعلانات. قدمت إعلاناً عن المجوهرات، وآخر عن مواد التجميل. كما تدرس حالياً عرضاً لتكون وجهاً إعلانياً لإحدى الماركات العالمية.


سلاف فواخرجي وسامر المصري لأول مرة
ومن بين الفنانين الذين أقدموا على هذه الخطوة للمرة الأولى سامر المصري وسلاف فواخرجي التي خاضت هذه التجربة تزامناً مع نجاحاتها خلال السنوات الفائتة. هكذا، قدمت إعلاناً خاصاً للشامبو والصابون. وبعدما اشتهر من خلال شخصية "العكيد أبو شهاب" في مسلسل "باب الحارة"، قدم المصري إعلاناً لصالح إحدى شركات الإتصالات. يومها أثار الإعلان استياءً كبيراً في صفوف فريق "باب الحارة" وخصوصاً المخرج بسام الملا الذي عارض ظهور المصري بثياب شخصية فنية في "باب الحارة" الذي كان لا يزال يعرض على الشاشة.


ليليا الأطرش وروعة ياسين بين التجارة والمجوهرات
من جهتها، أطلّت ليليا الأطرش قبل سنتين على اللوحات الإعلانية في شوارع دمشق من خلال إعلان لأحد المواقع الالكترونية التجارية الخاصة بالمال والأعمال.


كذلك، فإن روعة ياسين قدمت أخيراً إعلانات خاصة لصالح شركة لتصنيع المجوهرات.


وإذا كان الإعلان يرضي غرور الفنانين لأنه يدرّ عليهم مالاً وفيراً قد يعادل ما يتقاضونه مقابل مشاركتهم أكثر من عمل فني يستغرق تصويره سنوات، فإنه لم يعد يخفى على أحد أن الهدف الأول لمشاركة الفنانين في الإعلانات التجارية هو المال. إذ يثري جيوب الفنانين ويستثمر مجدهم الفني بلا حساب. وكل ما يقال عن الشروط الفنية التي يضعونها على شكل الإعلان وسويته الفنية ما هي إلا تحصيل حاصل، لأن وظيفة هذه الشروط تحسين شكلهم وجاذبية ظهورهم وليس رفع سوية الإعلان نفسه.


المزيد:

إليسا ونانسي تجنيان الذهب... ويارا وديانا "اللانجري"

صور: صيحات جمال وشعر ربيع 2012 الآن!

فيديو: كوتور Jean-Paul Gaultier للشتاء القادم