انشغل العالم في اليومين الماضيين بخبر وفاة مبدع "آبل"، مبتكر كومبيوتر الماك، وكل التطبيقات المذهلة من "آيفون"، و"آيباد". غيّر ستيف جوبز حياة كثيرين، بفضل تقنياته الرقمية المبهرة، لكنّه لم يكن قادراً على تغيير قدره، إذ توفي يوم الأربعاء عن 56 عاماً.


عام 2004، دخل ستيف جوبز إلى المستشفى، حيث أجريت له تحاليل، لكتشف الأطباء أنه مصاب بسرطان البنكرياس النادر. وكما نعرف فإن حظوظ النجاة من هذا المرض منعدمة. لهذا، نصح الطبيب مبتكر علامة التفاحة المقضومة الشهيرة، بأن يذهب إلى البيت ويوقّع وصيّته، ويحاول إفهام أولاده أنّه سيغادرهم قريباً، في مهلة أقصاها ستة أشهر. في محاضرة ألقاها عام 2005 خلال حفلة تخريج طلاب جامعة ستانفورد، تحدّث جوبز عن إصابته تلك.


بعد فحص الخلايا الدقيقة للورم، تبيّن أنّ العلاج قد ينفع بطريقة أو بأخرى. في السنوات السبع التي سبقت وفاته، عاش جوبز سلسلة انتكاسات صحيّة، لكنّه كان في كلّ مرة يتعافى، قبل أن يغرق في صعوبات المرض من جديد.


رغم مرضه، تمكن جوبز من مواصلة عمله الدؤوب في شركة "آبل"، مشكلاً إلهاماً حقيقياً لكلّ منن يعانون من مرض السرطان. فالحياة لا يمكنها أن تتوقف عند حدود ورم خبيث. كما أنّه شكّل أملاً للكثير ممن يعانون من أورام خبيثة مستعصية على العلاج... صحيح أن الأطباء قدروا فرصه بالعيش بأشهر، إلا أنّه عاش لسبع سنوات بعد اكتشاف المرض. بدت عوارض المرض واضحة على جوبز، إذ خسر الكثير من وزنه، إلى أن اضطرّ في آب (أغسطس) الماضي إلى التخلي تماماً عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركة "أبل". لهذا، يمكن القول إن أبرز نجاحات جوبز لم يكن يقتصر على قيادته للشركة العملاقة، بل تعداه إلى كونه ناجياً من مرض عضال، تمكن من متابعة حياته رغم أنه كان يرتقب الموت في أي لحظة.


المعروف عن جوبز أنّه كان كتوماً جداً في ما يتعلق بحياته الخاصة، لهذا لم يفصح الكثير من المعلومات حول تفاصيل مرضه للصحافة، مما زاد التكهنات. وفي حفلة إطلاق الآي فون فور عام 2010، كتب جوبز بخطّ كبير: عوضاً عن التفكير بالجراحة كحلّ محتّم، فكّر جوبز في اتباع حمية غذائية خاصة، رغم استغراب المقرّبين منه. لكن الجميع أكد له أن لا بديل منطقياً عن الجراحة. وقبل وفاته بأشهر خضع جوبر لعملية زرع كبد.