في السنوات الأخيرة، بات توجّه بعض الممثلين والمطربين إلى التقديم التلفزيوني ظاهرة منتشرة بكثرة. إذ اعتبرت المحطات أنّها تستقطب جمهور الفنان عندما يقدم برنامجاً على شاشتها. ويكون في الغالب الفنان الذي يقدّم البرنامج، صاحب شهرة وقاعدة جماهيرية كبيرة فينال مبلغاً للظهور كمذيع، وتتم الإستفادة من شهرته للترويج للبرنامج. هذا ما حصل مع أيمن زيدان الذي قدم برنامج المسابقات الشهير "وزنك ذهب" لصالح قناة " أبوظبي"، وكذلك الممثلة المصرية يسرا التي قدمت برنامج "بالعربي" لصالح القناة نفسها، وغيرهما الكثر ممن خاضوا تجربة التقديم. وحالياً، تستعدّ
أصالة لتقديم "صولو" الذي يستضيف نجوم الغناء ويعتمد في المقام الأول على شهرة المطربة السورية ونجوميتها.

وإذا كانت تجارب النجوم في تقديم البرامج لم تخدمهم كثيراً لناحية النجومية والشهرة كونهم أصحاب مسيرة فنية ناحجة من الأساس، إلا أنّ الأمر مختلف مع المغنية اليمنية أروى واللبنانية مايا دياب. إذ اتجهتا إلى التقديم من دون أن تكونا من نجمات الصف الأول، فكان التقديم "وجه السعد" عليهما جعلهما تحقّقان نجاحاً يفوق نجاحهما في مجالهما الأصلي ألا وهو الغناء.

أروى التي كانت شهرتها محصورة فقط في اليمن ودول الخليج رغم إصدارها ألبومات عدة، عرفت الشهرة عربياً بفضل تقديم برنامج "آخر من يعلم" على "أم. بي. سي". ورغم أن أروى لا تملك مواصفات المذيعة الناجحة أو "الخارقة" وتنقصها خفة الظل والقبول، إلا أنّ البرنامج لقي رواجاً كبيراً لأسباب عدة أهمها أنّ المحطة التي عرضت البرنامج هي من أهم القنوات العربية، إضافة إلى أنّ الكثير من نجوم الصف الأول حلوا ضيوفاً على البرنامج بسبب سخاء قسم الإنتاج الذي دفع مبالغ ضخمة للضيوف. هكذا، حلّت إليسا وأحلام، وأصالة، وهيفا وهبي، وشيرين عبد الوهاب وغيرهن الكثير من نجمات ونجوم الصف الأول لتصبح أروى اسماً متداولاً في الصحافة، وسلطت عليها الأضواء وأصبحت أكثر شهرة
ونجومية.

أيضاً، فالمغنية مايا دياب التي كانت ضمن فريق "فور كاتس" خاضت العام الماضي تجربة التقديم مع برنامج "هيك منغني" على "أم. تي. في" اللبنانية. وبعدما كانت شخصية غير منتشرة إعلامياً ولا تشكل مادة خصبة للصحافة، قفزت بسرعة الصاروخ إلى الصفوف الأمامية وأصبحت الوسائل الإعلامية تمتلئ بالأخبار عن مايا التي يعود نجاحها الى ملابسها الجريئة التي كانت تظهر بها في البرنامج، إضافة إلى مكياجها المتجدد وتمتّعها بإطلالة جذابة وبقوام رشيق تليق به جميع أنواع الملابس. وكان العامل الأهم قيام مايا بالرقص في البرنامج لتصبح نجمة "المجالس" وحديث الناس والصحافة.

وإذا كانت أروى ومايا قد استفادتا من تجربة التقديم التي وضعتهما في صفوف النجمات بطريقة أو بأخرى، إلا أنّ الأمر لا ينطبق على رولا سعد التي فشلت حتى الآن في أن تكون نجمة صف أول أو أن لا يقترن اسمها بالفنانة صباح أو بمشاكلها مع هيفا وهبي. منذ ثلاث سنوات، خاضت المغنية اللبنانية تجربة التقديم على قناة "الحياة" المصرية حين قدمت برنامجاً فنياً بعنوان "الحياة حلوة"، لكن التجربة لم تلفت أحداً كون البرنامج عُرض على قناة مصرية لا تحظى بالانتشار الكافي في لبنان ودول الخليج. حتى أنّه تم إيقاف البرنامج لعدم تحقيقه نسبة المشاهدة التي كانت متوقعة وتعرّض لهجوم عنيف من الصحافة المصرية، واتهم بالسطحية والركاكة وسوء الإعداد.

وعلى رغم أنّ تجربتها مع "الحياة" لم تبشّر بالخير، إلا أنّ رولا ستعيد الكرة مع القناة حيث ستقدم برنامج "رولا شو"... ويبقى السؤال: هل تذهب تجربة رولا الثانية مع التقديم أدراج الريح، أم أنّها قد تحقق لها "ضربة حظ" كما حصل مع أروى ومايا دياب؟