في أغنيته الشهيرة "بغداد"، يمرّ كاظم الساهر على الغيرة فيقول "لغيرة النسوان فعل الخنجر". لا يخلو الوسط الفني من غيرة الفنانات من بعضهن، ودرجت العادة أن تكون هناك غيرة وعداوة بين فنانتين تُطلق عليها تسمية "غيرة فنية" في محاولة لتلطيف الواقع.
وقد شهدت الساحة الفنية غيرة من هذا النوع في جميع العصور. مثلاً، اشتهرت منيرة المهدية بغيرتها الشديدة من أم كلثوم عندما بدأ نجمها يسطع وتستقطب الأضواء والصحافة. وكذلك كانت هناك "نار غيرة" مشتعلة بين وردة الجزائرية وفايزة أحمد وصباح. ومن أشهر "ضحايا" الغيرة الفنية المطربة ميادة الحناوي التي عانت كثيراً من غيرة وردة الجزائرية ونهلة القدسي زوجة الموسيقار محمد عبد الوهاب. حتى أنّه تم التآمر عليها وإصدار قرار بمنعها من دخول مصر. أيضاً، كان هناك صراع أشعلته "غيرة النسوان" بين الممثلتين نبيلة عبيد ونادية الجندي. وشهد الوقت الحالي حالات غيرة فنية عديدة كتلك التي جمعت إليسا ونوال الزغبي، أو هيفا وهبي ورولا سعد. واللافت أنّه في وقت تنتشر فيه "الغيرة الفنية" بين جميع الفنانين، إلا أنّ الكلّ يركّز على غيرة الفنانات فقط، ولا تُذكر غيرة الرجال أو الذكور. مع ذلك، فالوسط الفني يشهد حالات غيرة "ذكورية" أشد ضراوةً من الغيرة النسائية، لعلّ أشهرها تلك التي كانت بين الموسيقار فريد الأطرش وعبد الحليم.


نار الغيرة تلسع عمرو دياب
من أهم أسباب الغيرة الفنية بزوغ نجم فنان جديد ينافس نجماً قديماً وكبيراً في السن كما حصل مع هاني شاكر وعبد الحليم الذي كان يغار كثيراً من الأوّل كونه أصغر سنّاً منه. وفي العصر الحالي، كانت أشهر غيرة فنية ذكورية غيرة الفنان الكبير عمرو دياب من تامر حسني وحماقي كونهما أصغر سناً منه رغم حفاظ "الهضبة" على نجاحه حتى الآن. ورغم أنّ نجاحه لا يقارن بنجاح تامر حسني وحماقي، إلا أنّ ذلك لم يحل دون وقوع الغيرة. وهو الأمر الذي استغله تامر حسني لصالحه. فمع أنّ مسيرته القصيرة لا تقارن بمشوار عمرو دياب، إلا أنّه يصرّ منذ سنتين على وضع نفسه في مواجهة عمرو لإغاظته وإشعال غيرته. بل إنّ "نجم الجيل" أطلق شائعة بأنّه ينوي خطبة نور ابنة عمرو دياب للتلميح إلى أنّه أصغر منه سناً بل في عمر أولاد عمرو دياب.


كاظم الساهر "كايد العزال من يومه"
كاظم الساهر هو الآخر لم يسلم من الغيرة الفنية. إذ يعتبر من أكثر الفنانين إثارة للغيرة كونه ما زال يتربّع على عرش الأغنية العربية الراقية ويحظى بشعبية واسعة على امتداد العالم العربي. هكذا، شكّل "عقدة فنية" لفنانين كبار ذوي تاريخ كبير في الوسط كـ "فنان العرب" محمد عبده الذي لم يفوّت فرصة من دون أن يسدّد سهام نقده لـ "قيصر الغناء". وكان أشهرها عندما صرّح أنّ نية كاظم سيئة، لذلك لم يتم اختياره للمشاركة في مهرجان الجنادرية وحل محلّه ماجد المهندس.
أيضاً، شهدت العلاقة بين كاظم والمهندس نوعاً من الغيرة والقيل والقال. وفي محاولة من الساهر لإسكات الألسنة، قام منذ ثلاث سنوات بإعطاء لحن للمهندس. الا أنّ ذلك لم يقف حائلاً دون وجود غيرة خفية لدى المهندس من الفنان العراقي. أيضاً، فإنّ المغني العراقي رضا العبد الله يغار من الساهر، وحاول في بدايته السير على خطاه وتقليده في الغناء والشكل، لكنه لم يفلح إلى أن أطلق تصريحاً أراد عبره إغاظة الساهر. إذ قال إنّه يعتبر صاحب "قولي أحبّك" مثل والده وأنّه ـــــ أي رضا ــ في عمر أبناء كاظم.
أيضاً، تشهد الساحة الفنية غيرة غير معلنة بين الساهر والتونسي صابر الرباعي الذي يغار كثيراً من جماهيرية الساهر في تونس، خصوصاً أنّ حفلات صاحب "عبرت الشط" كاملة دوماً سيما في مهرجان "قرطاج" ومن دون أي دعم على عكس الرباعي الذي لا يحظى بحبّ الصحافة التونسية التي تعتبره غير مهتم بفن بلده، وكانت حفلاته مدعومة من أحد رجال الأعمال التونسيين. وفي إحدى دورات مهرجان قرطاج، عاتب صابر صحافة بلده على اهتمامها بكاظم أكثر منه.


التنورة تشعل غيرة الفارسين
كان عاصي الحلاني أوّل من تغنّى بالتنورة القصيرة في هوارته الشهيرة منذ أكثر من عشر سنوات، واعتبر أنّ التنورة القصيرة ملكية "فكرية" له وحده. ولكنّ غيرته اشتعلت عندما أقدم فارس كرم منذ خمس سنوات على تقديم أغنية "التنورة" الشهيرة التي حققت نجاحاً لافتاً، وجعلت كرم نجماً يتهافت عليه المتعهدون لإحياء الحفلات، فيما تراجعت قليلاً شعبية عاصي الحلاني الذي يلقّب بـ "فارس الأغنية". وهذا ما جعله يصف الفن الذي يقدمه فارس كرم بــ "المونولوجيست"، فما كان من كرم إلا أن ردّ عليه ساخراً من أغنيته "باب عم يبكي" قائلاً "الباب عم يبكي والسقف عم ينش". واشتعلت وقتها الغيرة وانتقلت الى صفحات المجلات. يومها، أكّد عاصي أنّه هو فارس الأغنية في حين قال كرم ساخراً إنّ اسمه فارس، وتساءل ما إذا كان عليه تغيير اسمه حتى لا يغضب عاصي الحلاني. واستمرت المناوشات بين الفارسين الى أن عقد الصلح بينهما في سوريا عندما شاركا أخيراً في احتفالات القلعة في حلب.
أيضاً شهدت الساحة الفنية في إحدى الفترات نوعاً من الغيرة بين وائل كفوري ورامي عياش. أما في الخليج وتحديداً في السعودية، فالمعروف أنّ محمد عبده يغار من كل فنان. في الماضي، شهدت علاقته بالفنان الراحل طلال مداح صولات وجولات من الغيرة الشديدة والتنافس ثم تحولت غيرته ضدّ الفنان عبد المجيد عبد الله في بداية ظهوره وأيضاً راشد الماجد ورابح صقر.
ويرى بعضهم أنّ الغيرة الفنية ظاهرة إيجابية تجعل الفنانين في تنافس دائم لتقديم الأفضل، فيما يرى العالمون بكواليس الأمور أنّها أقرب الى حرب لا تحمد عقباها.

 

للمزيد:

صور:زوجات الفنانين العرب: هل هنّ خلف نجاحهم؟


فيديو:بالفيديو .. نجوم الريان يتحدثون لـ "أنا زهرة"