مع تطوّر الحضارات وتغيّر المجتمعات وخروج المرأة إلى العمل، أصبح طبيعياً أن تُوزع المهام داخل المنزل وخارجه، ليصبح من واجب الرجل القيام ببعض الأشغال المنزلية في غياب زوجته التي تعتبر أيضاً معيلة ثانية بعده من الناحية الإقتصادية.


في هذا الإطار، يعتبر الكثير من الرجال أنّ مساعدة زوجاتهم تقلل من قيمتهم أو رجولتهم خصوصاً إذا كانت تدور حول الأعمال المنزلية. لكن ماذا لو منحت هذه المساعدة الإستقرار والسعادة الزوجية للطرفين، فهل على الرجل مواصلة رفضه لها؟


دراسات وأبحاث
يختلف مصطفى مع دراسة بريطانية أُعدت مُسبقاً تفيد بأنّ السعادة الزوجية صارت في بعض البلدان تقاس بمدى إستعداد الرجل لمساعدة الزوجة في الأعمال المنزلية. وأوضحت الدراسة أن مطالبة المرأة بأن يكون الرجل على استعداد لمساعدتها في كل الأعمال المنزلية، أصبحت أحد الشروط الكبرى لقبولها الزواج في بعض من المجتمعات الغربية.
مصطفى (شخصية وهمية) المتزوج منذ عامين لم ينفِ وعده لزوجته قبل الإرتباط بمساعدتها منزلياً، إلا أنّ الإعتقاد السائد بأنّ هذه المساعدة لا تزال تعتبر سلوكاً غير مقبول إجتماعياً إضافةً إلى الإعتماد على والدته مسبقاً في الأعمال المنزلية قبل الزواج حالا دون ذلك.


وفيما تؤكد الدراسة البريطانية بأنّ تقاسم أعباء الأعمال المنزلية بين الزوج والزوجة يُعتبر الحجر الأقوى في بيت الزوجية، خلصت أخرى قام بها باحثون من جامعة "إلينوي" في شيكاغو بأنّ الأزواج الذين يسهمون في أعمال النظافة ورعاية أطفالهم يجنون فوائد أعمالهم تلك في علاقاتهم الحميمة. إلا أنّ عالمة أبحاث في جامعة إنديانيا حذّرت من مغبة مقايضة المساعدة المنزلية بالجنس.


مساعدة الزوجة واجب
"على الرجل التأكد بأنّ كرامته محفوظة عند مساعدة الزوجة، وقد تحظى الأسرة بحياة هادئة وسعيدة" هذا ما يؤكده مستشار المؤسسة الأميركية للعلاقات الزوجية في مقال كتبه حول واجب مساعدة الزوج لزوجته في الأعمال المنزلية، ما دامت هي تساعده في العمل خارجاً وتشاركه في تحمّل الأعباء المالية. فأفضل طريقة للتعاون بين الزوجين تقوم على تقسيم الأعمال المنزلية وتشجيع الزوج بإستمرار وتبيان مدى أهمية مجهوده في المنزل.


على النقيض، يشدّد مصطفى على سلبية هذا المقال لما قد يسببه من توتر للأعصاب وغضب في حال إرتكب الزوج بعض الأخطاء بسبب عدم تأقلمه مع أعمال مماثلة وبالتالي عدم تغاضي الزوجة عنها.


بين الرفض والقبول
إذاً تتضارب الآراء حول مدى قبول الرجل لمشاركة المرأة في الأعمال المنزلية، ولكن بين مُشجع (الدراسات) ومُعادٍ (مصطفى الذي يمثل الرجل الشرقي)، لا يمكن إنكار أهمية تعاون الزوجين في توطيد العلاقة الأسرية واستقرارها وما يمثله ذلك من دافع حقيقي لتحطيم صورة الأنانية والتحكم القهري الذي كان ولا يزال يمثله الرجل أحياناً في الكثير من المجتمعات. ما رأيكم، أي وجهة نظر ستتبنّون؟