في هذا الحوار، تتحدث البرلمانية الإماراتية السابقة، عضو المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة فاطمة المزروعي عن تجربتها، متوقفة عند العديد من المحطات التي شهدتها خلال السنوات الأربع التي أمضتها في العمل العام.

• اليوم نعيش أجواء الدورة الثانية لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، ما هو شعورك؟ وهل كنت ترغبين في الترشح في هذه الدورة؟
- بالتأكيد كنت أتمنى أن أكون مرشحة في هذه الدورة، وأن تتاح لي فرصة ثانية، لأنني أعتبر مشاركتي في الدورة السابقة وعلى مدار 4 سنوات، كانت ناجحة بكل المقاييس، ولو كنت في هذه الدورة، من المؤكد أن أدائي سيكون أفضل، بفضل خبرة الأربع سنوات الماضية.

• تتحدثين بإيجابية عن مشاركتك في الدورة الماضية، فما هي اللحظات التي لا تُنسى بالنسبة إليك؟
ـ لحظة أداء القسم كانت لحظة مؤثرة جداً في حياتي، ومن الصعب نسيانها، فالقسم يعني أنك ملتزم بدستور البلاد، وأن تكون مخلصاً في عملك. ومن اللحظات الأخرى التي لا تنسى بالنسبة إليّ، عندما استجاب معالي وزير الصحة الدكتور حنيف حسن لتطلعات أعضاء المجلس، وأعلن تأييده كل الأفكار التي تقدموا بها. ووصف ما تقدم به الأعضاء من أسئلة بأنها تلامس الواقع الذي يعيشه المواطن الإماراتي، وبأنها تلامس مواقع الخلل في القطاع الطبي.

• شاركتِ في وفود كثيرة سافرت إلى دول عربية وأجنبية هل تذكرين بعض اللحظات والمواقف التي علقت بذاكرتك؟
ـ كثيرة هي اللحظات التي لا تنسى خارج الإمارات. فقد كنت أسمع إشادات كثيرة من المواطنين والسياسيين في الدول التي ترددنا عليها، إشادة بدولة الإمارات وما حققته من تطور.

• 4 سنوات داخل المجلس الوطني الاتحادي، كيف تُقيمين أداءك داخل المجلس؟
ـ تجربتي أضافت لي الكثير على صعيد الخبرة والفهم الأعمق للحياة. الصورة داخل المجلس مختلفة تماماً عن الصورة خارجه. في المجلس تتعرف إلى خطط الوزارات بشكل أكبر. ولا أنسى البعد الإنساني، فقد أضاف لي المجلس الكثير في هذا الإطار. وأعتقد أنني مثلت المرأة الإماراتية بأحسن صورة، وراضية تماماً عن أدائي، لأنني عملت ضمن الصلاحيات التي يتمتع بها المجلس الوطني الاتحادي، وأنا مارست هذه الصلاحيات بأقصى قدر ممكن.

• ما هي الجوانب التي شهدت مشاركات أكثر وضوحاً من جانب المرأة الإماراتية داخل البرلمان؟
ـ مشاركة المرأة تظهر بشكل أكبر وأكثر وضوحاً في الجانب التشريعي، المتعلق بمناقشة القوانين مقارنة بالجانب الرقابي. وهو أمر معروف في برلمانات أخرى، وفي ما يتعلق بالبرلمان الإماراتي، فإن دور الانعقاد الأول (فبراير- يوليو2007)، شهد مشاركة نسائية قوية في الجانب التشريعي. ساعد على ذلك تميز هذا الدور بكثرة القوانين التي تُحال إلى المجلس ليناقشها، وهذه مسألة طبيعية، حيث تشهد دولة الإمارات نقلة نوعية تستلزم إعادة النظر في القوانين الموجودة وتحديثها، فضلاً عن استخدام قوانين جديدة. أما دور الانعقاد الثاني للمجلس، فقد سجل حضوراً لافتاً في الدور الرقابي للمجلس، متمثلاً في مناقشة سياسات الوزارات. لذا، فإن البرلمانية الإماراتية تركت بصمات واضحة في كلا الجانبين الرقابي والتشريعي للمجلس. كما شاركت بفاعلية في مناقشة كثير من الموضوعات المتعلقة بالمرأة.

• ما هي الرسالة التي تود الدكتورة فاطمة المزروعي، العضو السابق في المجلس الوطني الاتحادي إرسالها إلى المرشحات الإماراتيات المشاركات في الدورة الثانية؟
ـ لديَّ رسائل عديدة، من أهمها ضرورة أن تتسم البرامج الانتخابية بالواقعية، من دون مبالغة في الوعود، حتى لا ينعكس هذا سلباً على العضو والمجلس بشكل عام. فالوعود الحالمة خطر على المرشح، وهو ما رأيناه في انتخابات 2006. وهذه المسألة ترتبط بالمرشح نفسه، فالمرشح غير الجاد هو الذي يبالغ في طرح الوعود، ولا يعرف حدود وصلاحيات المجلس الوطني الاتحادي. الرسالة الثانية إلى المرشحات تتعلق بأهمية الإخلاص في العمل، والحفاظ على الدستور الذي أقسمن عليه، وأن تكون لديهن سعة صدر وتَقبُّل لوجهات النظر المخالفة، وإيصال رسالتهن بودّ ومَحبَّة. أما الرسالة الأخيرة التي أرسلها إلى مرشحات اليوم عضوات المستقبل، فمتعلقة بالتعامل مع الصحافة، إذ على المرأة المرشحة أو العضو في البرلمان أن تُدرك دور الصحافة والإعلام بوجه عام، وأن تقدّر الدور الذي يقوم به وتتفهمه، فأدوارنا متكاملة، وأنا أقول هذا الكلام من خلال تجربتي في الدورة السابقة

 

للمزيد:

صور:تسريحات شعر نوال الزغبي عبر السنين


فيديو:بالفيديو... عيد ميلاد ريهام عبد الغفور