أكدت الممثلة نادين نجيم التي أطلّت علينا في دور هويدا ابنة الفنانة صباح في مسلسل "الشحرورة" أنّها قدّمت الدور بكل براعة ومصداقية، مشيرة إلى أنّ العلاقة بين «الصبوحة» وإبنتها كان يسودها الإضطراب. إلا أن الحب الكبير الذي تكنّه الواحدة للأخرى كان دوماً سيد الموقف. "أنا زهرة" التقت الممثلة اللبنانية وملكة جمال لبنان 2007 التي تحدّثت عن تجربتها.


• شاهدناك في دور هويدا إبنة الفنانة صباح في مسلسل "الشحرورة". إلى أي حدّ كان هذا الدور مهماً وصعباً بالنسبة إليك؟
لا شك في أنّ تجسيد شخصية مهمة في حياة صباح فرصة تأتي مرة واحدة في الحياة، خصوصاً لممثلة في بداية طريقها. تزداد هذه الأهمية حين نعلم أن الدور في غاية الصعوبة، سيما أنّ هويدا مزاجية ذات شخصية مركبة بكل ما للكلمة من معنى. لذا كان من الضروري أن أعطي هذه الشخصية حقّها وأجسّدها بشكل صحيح كي أوصلها إلى المشاهد بدقة ومصداقية كبيرتين. حتى أنّ كل من الأستاذ صادق الصبّاح والفنانة كارول سماحة اعتبرا تجسيد مراحل حياة هويدا بدءاً من مراهقتها، فزواجها وصولاً إلى المشاكل التي مرّت بها تحدّياً بالنسبة إليّ. وهي شهادة أعتز بها وقد استفدت من خبرتهما وكانا شاهدين على قدراتي التمثيلية، فكارول فنانة حقيقية والتمثيل ملعبها.


• كيف تصفين العلاقة بين هويدا ووالدتها خصوصاً بعد تجسيدك الدور؟
شهدت العلاقة بين هويدا وصباح الكثير من "الطلعات والنزلات" والمطّبات والمشاكل. تارة تتقرّبان من بعضهما، وطوراً تؤدي خلافاتهما إلى فتور وابتعاد. أنت أمام علاقة مضطربة وفي الوقت نفسه يمكنك تلمّس هذا الحب الكبير الذي تكنّه الواحدة للأخرى، علماً أن ظروف حياة الإثنتين أسهمت في خلق هذه الخلافات بينهما.


• هل قمت بأبحاث معينة أو استشرت بعض الأشخاص المقرّبين من هويدا قبل التصوير؟
قمت بواجبي وأكثر في ما يخص هذه النقطة بدءاً من مشاهدة كل التسجيلات والصور الخاصة بها وصولاً إلى متابعتي لتجارب عاشتها هويدا مع بعض الأشخاص.


• كيف تمكّنت من إعطاء الدور حقّه؟
خلال قراءتي للسيناريو، تعمّقت في كل مشهد على حدة. وحاولت معرفة الأسباب التي دفعت هويدا إلى تصرفاتها هذه، سيما أنه كان من المستحيل أن أؤدي هذا الدور كأي دور عادي. كان يجب أن أضيف إليه الكثير من المشاعر الحقيقية التي أسهمت في منحه حقّه وأكثر، فلو حصل العكس، لكان تجسيدي للشخصية سطحياً وغير صادق.


• هل لمست أي شبه بينكما؟
قد يكون العناد هو ما يجمعني بهويدا، فضلاً عن شعرها الأسود الطويل وبعض ملامح وجهها.


• ما هو تقييمك الشخصي للحياة التي عاشتها صباح بعد مشاركتك في "الشحرورة"؟
أؤكد لك أنّه من النادر جداً أن تصادف شخصاً عاش حياة كتلك التي عاشتها صباح. هي إمرأة جالت كل دول العالم وخاضت تجارب كثيرة في حياتها، وفي الوقت نفسه تعرّضت لمصائب كثيرة. مع ذلك، لا تزال صامدة حتى اليوم. وبصرف النظر عن الرأي الذي كوّنه الناس عن حياتها خلال متابعتهم للمسلسل، فهم سيحترمون صمود هذه المرأة الجبّارة حتى آخر ثانية من عمرها.


• برأيك هل تسرّعت صباح في اتخاذ بعض القرارات في حياتها وأقدمت على خطوات كان يمكنها تجنبها؟
لا يحق لنا أن نحكم على الحياة التي عاشتها صباح خصوصاً أنّها لم تؤذ أحداً بل على العكس، أعطت الكثير من ذاتها للبنان. حياتها لم تكن عادية، سيما أنها تعرّضت لأمور نادراً ما يمرّ بها شخص آخر، وهي إمرأة انفعالية ومليئة بالأحاسيس والمشاعر. لذا مهما كانت الحياة التي عاشتها، فلا يجوز أن نحكم عليها ولنبدأ بالحكم على أنفسنا قبل الحكم على الغير.


• تزامن عرض المسلسل مع حملة إنتقادات واسعة خصوصاً في ما يتعلّق ببعض تفاصيل حياة صباح التي اعتبرتها الفنانة نفسها وبعض المقرّبين منها غير واقعية. هل تعتبرين أنّ إضافة بعض التفاصيل الدرامية إلى عمل يتناول سيرة من شأنه أن يخدم العمل أم العكس؟
هذا الأمر سيف ذو حدّين. أريد أن أوضح هنا أمراً في غاية الأهمية هو أنّ مسلسل "الشحرورة" لا يتناول سيرة صباح بكامل تفاصيلها بل هو قصة مقتبسة من حياة الصبوحة كما في الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي تتناول حياة شخصية مهمة مع إضافة بعض الأحداث الدرامية بهدف زيادة عنصر التشويق. كما أنّ هذا الأمر يذكر في بداية كل حلقة من المسلسل. أما في حال تمّ التطرق إلى حياة الشحرورة بالكامل، فقد لا يتقبل المشاهد بعض تفاصيلها أو العكس صحيح بصرف النظر عما إذا كانت هذه التفاصيل جيدة أم سيئة، سيما أن هناك خصوصية لا يمكن لأحد تخطيها.


• لكن بنظرك ما هو سبب هذه الإنتقادات رغم التوضيح الذي أشار إليه منتجو العمل أكثر من مرّة؟
لا أعرف تحديداً، لكن قد يكون السبب نفسياً أي أنّ هذه الأسطورة التي تُدعى صباح تخصّ اللبنانيين والمصريين لأنها أحبت مصر كثيراً، وكل الشعوب العربية. انطلاقاً من هذا الواقع، كان من الطبيعي ألا يتقبل الشعب العربي عدم سرد تفاصيل حياة صباح كاملة وعدم التطرق إلى بعض جوانبها، والإكتفاء بعمل مقتبس عن حياتها.


• هل تعتقدين أن منتجي العمل أعطوا مراحل حياة صباح حقّها من خلال مسلسل "الشحرورة"؟
بكل تأكيد، إذ لم يسيئوا إليها في أي حلقة من المسلسل.


• لكن بعضهم اعتبر أنّ العمل تناول حسنات صباح من دون التطرق إلى سيئاتها؟
هذا الأمر شخصي للغاية أي أنّ المرء يحكم على أفعال الغير انطلاقاً من نظرته الشخصية إلى الأمور. قد يكون بعض ما أقدمت عليه صباح في حياتها سيئاً في نظر البعض، فيما يعتبره آخرون جيداً.


• كان يُفترض أن تجسّد الممثلة ندى بو فرحات دور هويدا، إلا أنّ القيّمين اختاروك عوضاً عنها. هل وضعك هذا الأمر في موقف حرج؟
طبعاً لا وكذلك الأمر بالنسبة إلى ندى، بل على العكس، ما زال الإحترام المتبادل والتفاهم يسودان علاقتنا.


• لكن ندى لم تكن راضية وهذا ما بدا واضحاً في تصريحاتها الإعلامية؟
هذا صحيح لكن تصريحاتها لم تكن ضدي شخصياً. على العكس كانت تتمنى لي كل الخير والتوفيق بالدور خلال كل إطلالة إعلامية لها، ولم ينشأ عن ذلك أي سوء تفاهم بيني وبينها. أما بالنسبة إلى ما حصل بينها وبين الشركة، فهذا الأمر لا دخل لي فيه.


• هل برأيك كانت لتقدّم الدور بشكل أفضل لو أسند اليها بحكم خبرتها الطويلة في التمثيل؟
هذا طبيعي خصوصاً أنّ خبرة ندى تسبق خبرتي بأشواط وتملك قدرات تمثيلية تفوقني بكثير. لذا كانت لتؤدي الدور أفضل منّي بكل تأكيد. لكن هذا لم يلغ أنني قدّمت الدور بشكل ممتاز ورائع، ليس بشهادتي بل بشهادة المنتج والممثلة الرئيسية وغيرهما.


• بعد "الشحرورة"، ما هي مشاريعك المستقبلية؟
سألعب دوراً رئيسياً في مسلسل " بلا ذاكرة " للكاتب شكري أنيس فاخوري، وأتمنى من خلاله أن تلمسوا قدراتي التمثيلية.

للمزيد:

نادين نجيم: أنصح النساء بالضحك

أطباق رمضان

صور: لمحبات المكياج الثقيل

فيديو: قالب فطيرة الدجاج