عجينة الحناء وموهبة الخط والرسم كانت ثلاثية الإبداع التي ارتكزت عليها زينب السعيدي لتنقش رحلة نجاحها في عالم الأعمال، تتميز زينب بنشاطها الغريب الناجح، فهي تخضب أيادي النساء، لكن ليس بالحناء فقط بل بحروف أشهر الشعراء الخليجيون والعرب.. استضافتها أنا زهرة في جلسة صفاء وباحت لنا بشخصيتها ..


كيف كانت بداياتك في عالم نقش الحناء؟
توارثت الخليجيات الحناء كعادة تجميلية محبوبة، ولازال الطلب عليها يشتد رغم التطور الذي يشهده عالم التزيين، لذا لم تكن الحناء غريبة عليّ فأنا من بيئة اعتادت نساؤها التزين بالحناء دوما، وكانت بدايتي في العاشرة من عمري حين كنت أرسم الزهور والمنمنمات على أكف شقيقاتي الصغيرات.


ما هو سر نقش الأبيات الشعرية؟
مضى حوالي عامان منذ رسمت لنفسي اتجاها خاصا في الحناء، عبر تطوير لون حديث من النقشات برسم أبيات شعرية بالخط " الديواني" الذي أجيده وأبرع فيه، وما أن (تحنت) بنات عائلتي في إحدى المناسبات حتى صارت صديقاتي يطالبن بنفس الحناء ومرة بعد أخرى صارت هذه النقاشات تطلب كثيرا.


كيف بدأت بتحويل الحناء إلى مصدر دخل؟
يعتبر نقش الحناء بشكل عام من المهن المرهقة جسديا لممارسيها، فهي تحتاج للتركيز والجلوس لفترات طويلة وللخيال الخصب ودقة العمل، وحينما صار الطلب يشتد على نقشاتي أصبح من الطبيعي أن أحدد لي أجرا على عملي، ومرة بعد أخرى صار لي زبونات دائمات أذهب لمنازلهن كي أرسم لهن النقشات ففي النهاية أنا أعمل بمفردي ومن المنزل.


ما هي أبرز المعوقات التي تواجهك؟
أكثر ما يزعجني هو سرقة أفكاري التي تعرضت لها من الكثيرات، وأيضا وجود من يحاول تقليد نقوشي ومع أن سر موهبتي يتجلى بإتقاني الحقيقي للخط الديواني وهو الأمر الذي يحفظ مكانتي في عالم البيزنس إلا أن مجرد سرقة الأفكار أمر مزعج.
من السلبيات الأخرى أيضا النظرة الدونية للمرأة الخليجية صاحبة الحِرفة، فهي ليست موظفة وتعمل بيديها لابراز نفسها لكن الكثيرات يتعاملن معها بتعال يسيء للحرف اليدوية على اختلافها.


عرفينا قليلا عن الحناء في الإمارات؟
الإمارات وسلطنة عمان تحديدا من أبرز الدول الخليجية التي تروج فيها الحناء، لارتباط شعبيهما عموما بالعادات والتقاليد بشكل كبير، وهنا تعتبر الحناء مكملا أساسيا لأي فرح يعيشه البيت أو الأسرة أو المجتمع، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة في أيام الأعياد حيث تمتلئ الصالونات بالسيدات الراغبات بالحناء.
تطورت الحناء بتطور الأذواق، وأثر فيها تعدد الثقافات التي تعيش في الإمارات، فهناك النقش الباكستاني الذي يعتمد على رسمات بارزة من شكل (حبة الكاجو) والأوراق، وهناك النقشات الهندية التي تتميز بزخارف متلاصقة كثيرة ذات حجم صغير، وهناك النقسات الإماراتية الحديثة ذات الشكل الأشبه برسمات " الدانتيل"، وبالتأكيد يتواجد النقش السوداني المنمنم على هيئة أساور وزهور وقطرات الندى .


كيف يمكن للفتيات الراغبات تعلم نقش الحناء؟
يعتمد الأمر بالدرجة الأولى على الموهبة، لكن ذلك لا يعني أن التعلم صعب، اليوم صار نقش الحناء يدرس في مراكز تعليم فن التجميل بالإمارات، وتقدم العديد من المراكز الثقافية دورات الرسم بالحناء للطالبات الراغبات، كما أن هناك بعض الدروس المصورة الموجودة على شبكة الانترنت.
مع ذلك يقل مستوى الحناءة (المتعلمة فقط) عن تلك صاحبة الموهبة ويتفوق ذلك المستوى بالممارسة طبعا.


هل تبوحين لنا بسر نجاح ناقشة الحناء؟
يمكننا اعتبار تميز الحناءة بالرسمات الجميلة المبتكرة أحد أهم أسباب نجاحها، فمع الوقت وكثرة رسم نقشات الحناء تستطيع الحناءة أن تحفظ النقشات المختلفة وتبدع في ابتكارها وهو ما يكسبها سمعة بين الزبونات خاصة لو كانت انسانة صبورة طيبة المعشر وتستطيع كسب ود النساء دوما، وبالطبع ذات أسعار معقولة ومناسبة.