هل أختار الحذاء البني أم الأسود؟ الوشاح المخرّم أم ذاك الحريري؟ هل أختار هذا الإختصاص الجامعي أم ذاك؟ هذا العريس أم الآخر؟ هل أرسل أولادي إلى هذه المدرسة أم تلك؟ كلّ يوم، نكون أمام خيارات أصعب من هذه بكثير. لكن يبدو أن اتخاذ القرارات يستنزف صحتنا الذهنيّة. فقد نشرت "نيويورك تايمز ماغازين" في عددها الصادر أخيراً، تحقيقاً مطوّلاً بعنوان "التعب من القرار"، كشفت خلاله عن طابع جديد من الدماغ الإنساني. وكشفت الدراسة كيف يمكن لرئيس حكومة، أو لمدير شركة، أو لقائد جيش، أو لأي واحد منّا أن يتخذ قرارات صعبة في حياته اليومية.


وبحسب الدراسة، فإنّ أخذ القرارات بشكل متواصل، يحتمّ علينا دفع ثمن باهظ من الناحية الصحيّة. ولا يعني تعب اتخاذ القرار تعباً نفسياً عادياً، بل هو مختلف لأنّه تعب غير واعٍ، ويطال تحديداً طاقتنا الذهنيّة.


فكلما كنّا عرضةً لإتخاذ قرارات كثيرة خلال النهار، كلّما كان دماغنا ضحيّةً للإرتباك. وللتخفيف من تعب القرارات، يلجأ دماغنا إلى وسيلتين: الأولى، يتصرف بطريقة هجوميّة، ويستهلك كلّ الطاقة المتوافرة... أمّا الثانية فهي الدخول في مرحلة من الركود والكسل، تقتضي الإمتناع عن أخذ أي قرار فعلي، وعدم إيلاء أي اهتمام لنتائج القرارت أو حيثياتها. لكنّ عدم أخذ القرارات يعني خلق المزيد من المشاكل والضغوط، ما يرتّب على الدماغ المزيد من الأعباء الصحية والنفسيّة.


وبحسب الدارسة دوماً، فإنّ التعب الناتج عن اتخاذ القرارات، يؤدي إلى إفراغ الأنا. ويؤكد البروفيسور المشرف على الدراسة في جامعة فلوريدا par Roy روي بومايستر أنّ هناك درجة معيّنة من الطاقة الذهنيّة تساعدنا على السيطرة والإختيار في حياتنا اليوميّة. فإرادة أن نفعل شيئاً ما ليست مجرّد صورة، بل أيضاً نوع من المجهود العقلي، تماماً كعضلة تقوم بحركات رياضية تفوق طاقتها. وتبلغ ذروة إرهاق طاقتنا الدماغية، حين يرسو قرارنا على خيار واحد من بين احتمالات متعددة، سنضطر إلى الإستغناء عنها.


وبحسب الدراسة فإنّ أكثر الناس حكمة يكونون عرضة لاتخاذ قرارات سيئة إن أرهقوا أنفسهم. لهذا، في أيام الخيارات الصعبة، اسمعي الموسيقى... فنجان يانسون قد يكون مفيداً أيضاً، وربما ساعة رياضة.

للمزيد:

للتفوق... وجبة فطور صحية

لعلاج الآلام المزمنة... استخدمي مقياس الحرارة

أطباق رمضان

صور: 10 طرق لقص الشعر طبقات

فيديو: مكرونة الكفتة بالبشاميل