يتغيّر مفهوم الوطنية عند رغدة حين يطال الأمر مصلحتها! هي التي طالما تشدقت بوقوفها مع العراق وأطفاله، وناصرت غزة، وذهبت إلى ضاحية لبنان الجنوبية بعد حرب تموز لتعلن تضامنها مع الشعب اللبناني. في حين لا تتوانى عن السخرية والإستهزاء بالدماء التي تسيل في بلدها كما شاهدناها في حلقة أمس من برنامج "الشعب يريد" الذي يقدّمه طوني خليفة على قناة "القاهرة والناس". لم تستطع الممثلة السورية أن تقنع الإعلامي اللبناني ومشاهدي البرنامج بموقفها مما يحدث في سوريا. وبقيت حتى آخر رمق تدافع عن الأسد الأب والابن وتقول: "هذا الشبل من ذلك الأسد"، مؤكدة أنّها مع رئيسها العربي ضد أي تدخلات خارجية وأنها لم تشارك في تظاهرات تأييدية في سوريا بسبب وضعها الصحي الذي كانت تتعلل به عند كل سؤال محرج. لكنّها بدت عديمة الحيلة حين سألها خليفة عن تواجدها في ميدان التحرير مع الشعب المصري، في حين تقف الآن مع النظام ضد شعبها. هنا، أكدت أنّها كانت في ميدان التحرير لأنّه لم يكن هناك تدخلات خارجية كما يحصل في سوريا وليبيا. وأكّدت أنّه لو كان الرئيس الليبي معمر القذافي رئيسها، لوقفت معه ضد ما يحصل الآن في بلد عمر المختار. ونفت وجود علاقة صداقة به أو لقاء جمعهما، مؤكدة في الوقت عينه أنّها شخصية عامة، ومن الطبيعي أن تلتقي يالحكّام العرب منهم صدام حسين، والملك الحسن الثاني، والملك حسين، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح.


رغدة التي دافعت عن النظام السوري بشراسة في فقرة "الشعب يريد إسقاط القناع"، رفضت أن تختار بين الأسد الأب والابن لأنّهما لم يضعا أقنعة على حد تعبيرها. وتابعت أنّ الرئيس حافظ الأسد أعطى للسوريين قيمة فيما تمنّت للابن طول العمر و"حرق الناس الذين هم عبء عليه في الداخل". ومع أنّها كرّرت مراراً أنّ هناك أشخاصاً فاسدين في نظام بشار الأسد، الا أنّها أجابت أنّها لا تعرفهم عندما سألها طوني عن أسمائهم.


ولم تتوانَ عن الهجوم على أصالة التي اختارت الشعب على السلطة. إذ اتهمتها بأنّها باعت ضناها ودمها، مشيرة إلى شقيقها أيهم. وأضافت أنّها رفضت أن تصرف على طفله في حين قالت له إنّها مستعدة لأخذ الطفل وتربيته.
رغدة التي هي عضو في "مؤسسة قطر" رفضت اتهام دولة قطر بأنّها وراء موقف أصالة، مؤكّدة أنّ المطربة السورية أرادت أن ترضي أطرافاً أخرى وهي تعرف الى أين تذهب. وأضافت ساخرة: "قطر فاضية لأصالة! هي تعرف من أين تؤكل الكتف". وتابعت: "خليها ترفع عليّ قضية. صار لي زمان ما انرفع علي قضايا". واعتبرت أنّ الممثلة سلاف فواخرجي أكثر وعياً من أصالة التي اختارتها لتسقط عنها القناع. ورأت أنّ أصالة أكثر واحدة استفادت من وطنها، ومع ذلك باعته من أجل أمور أخرى لأنّها تحمل جواز سفر خليجياً، ولم يعد يعنيها وطنها. وعندما قال طوني لها إنّ أصالة وقفت مع شعبها، ردّت ساخرة "أي شعب". فيما لم تستطع السيطرة على انفعالها وعصبيتها عندما قال لها طوني خليفة إنّها تنفي أن تكون قطر وراء موقف أصالة لأنّ لرغدة مصالح تخاف عليها في قطر. هنا، صرّحت قائلة: "لم أستفد من الشيخة موزة لا بأبيض ولا بأحمر. ومن يقول إنّي استفدت منها "أدب اصبعي في عينيه"".


وعن تغطية قناة "الجزيرة" لما يجري في سوريا وعما إذا كانت كذباً أم حقيقة، لم تعطِ رغدة جواباً حاسماً، وفضلت إمساك العصا من المنتصف حفاظاً على المصلحة التي تربطها بقطر. إذ برّرت بالقول إنها لا تعرف ان كان ما تبثه "الجزيرة" صحيحاً لأنّها لم تذهب إلى سوريا. وعندما أخبرها طوني أنّ غسان بن جدو استقال بسبب موقف القناة من سوريا استغربت وتساءلت إنّ كان بن جو استقال حقاً، ثم تداركت تناقضها وبررت أنّها لا تعرف لأنها كانت في المستشفى. وأكدت أنّها ستظهر قريباً على "الجزيرة مباشر". وأضافت أنّها ستذهب الى سوريا لدعم رئيسها العربي ومعارضة رموز الفساد.


وحول ذهابها إلى سوريا ونزولها للتظاهر مع المؤيدين لبشار الأسد، أكّدت أنّها ستفعل ذلك قريباً. وطالبت أصالة بأن تنزل إلى ساحة "الأمويين" أو ساحة "المرجة" وأردفت: "هي بتعرف شو هي ساحة المرجة".
رغدة التي لا ترى نفسها سوى فنانة وطنية محقّة دوماً فيما الآخرون على خطأ، لم يتوقف هجومها على ابنة بلدها أصالة بل طال هجومها الفنان المصري عمرو واكد الذي اعتبرت أنّه يرتدي قناعاً. وتساءلت "وين كان هلاء طلع فجأة!". لو كان مهتماً بالشعوب المقهورة والفساد، لماذا لم يظهر من قبل. واعتبرت أنّ عمرو "عايش الحالة" بعد دوره الفدائي في فيلم "أصحاب والا بزنس". ووصفته بالـ "استعراضي الذي يحب أن يظهر لأنّه تعرض قبلاً لهجوم بسبب تصويره فيلماً مع ممثلة اسرائيلية. وقد أراد عبر نزوله الى ميدان التحرير، أن يظهر وجهاً آخر، وقد اعتبر الميدان فرصة "جات لعنده"".


رغدة المقيمة في مصر منذ أكثر من ثلاثين سنة، أكّدت أنّه لو تسلّم حمدين صباحي سدة الرئاسة في المحروسة، لن تبقى في مصر دقيقة واحدة لأنّه لم يعد كما كان سابقاً، مضيفةً أنّه غير مؤهل لتولّي المنصب.


المزيد:

صوت رغدة يغيب عن أحداث سوريا