بدأت الممثلة الأميركية القديرة أوما ثورمان مشوارها الفني مبكرة جداً، وتعد حالياً إحدى أشهر ممثلات جيلها، بعد أن حصلت على العديد من الجوائز العالمية عن أدوارها المهمة في أفلام هوليوود. تعاونت مع ماركات راقية في عالم الأزياء والتجميل، وآخرها كان عطور «Givenchy» الفرنسية التي أعلنت عن تعاونها المستقبلي مع أوما ثورمان على أن تبدأ الحملة الإعلانية الشهر المقبل. زارت دبي بدعوة من «جيفنشي» لتعريف أهل الإعلام والإعلان عن هذا التعاون، وكان لـ«زهرة الخليج» هذا الحوار الحصري معها.


تزورين دبي للمرة الأولى، هل كونت انطباعاً ما عنها؟
هي مدينة رائعة ولقد سمعت الكثير عنها لسنوات عدة، الأبنية الضخمة والإبداع الموجود فيها، فضلاً عن حسن الضيافة والترحيب الذي ألاقيه، في الحقيقة لم يخب ظني على الإطلاق لأن أموراً غير معقولة تم إبداعها هنا، فعلى سبيل المثال قمت بزيارة محيط برج خليفة، أطول مبنى في العالم، ووجدت هندسته رائعة.


أن تكوني تحت الأضواء هو أمر ليس بالسهل، كيف توفقين بين العمل والعائلة؟
أحاول قضاء أطول وقت ممكن مع عائلتي، ولدي صبي (9 سنوات) وفتاة (12 سنة).


لعبت العديد من الأدوار السينمائية، ما أفضلها بالنسبة إليك؟
في الحقيقة معظمها كان جيداً جداً، إلا أنني أفضل دوري في فيلم «Kill Bill» بجزءيه، ودوري بفيلم «Hysterical Blindnes» الذي نلت عليه جائزة الـ«غولدن غلوب» لأفضل ممثلة.


هل تملكين حساباً في الـ«فيسبوك»؟
لا، لا أريد أن أكون منفتحة على العامة، وأفضل أن أحظى بالخصوصية.


أليس من الصعب أن تتمتعي بالخصوصية وأنت ممثلة معروفة؟
أفضل أن تكون لدي حياتي الخاصة، ويجب أن أحاول.


ماذا تفعلين في أوقات فراغك، وإذا تسنى لك الوقت ماذا تفضلين أن تفعلي؟
أحب وأفكر في العودة إلى مقاعد الدراسة.


ماذا تريدين أن تدرسي؟
أحب أن أدرس كل شيء، وعلى الأرجح لغات أو علم نفس.


ماذا درست سابقاً؟
في الحقيقة بدأت العمل في سن السادسة عشرة، ولم ألتحق بالجامعة، وإن كان لدي وقت سأعاود الدراسة.


ألا تعتقدين أنه لن يكون لديك وقتك بل عليك إيجاده؟
نعم أعتقد ذلك.
«جيفنشي» ماركة عالمية كبرى، وأنت الآن سفيرة عطرها الجديد، وسبق أن تعاملت مع ماركات عديدة، مثل «Lancome» و«Louis Vuitton» و«Tag Heuer»،


ما الذي يضيفه إليك التعامل مع تلك الماركات وكيف يؤثر فيك؟
دار «جيفنشي» الفرنسية العريقة موجودة منذ 60 عاماً، وتقدم منتجات راقية من أزياء واكسسوارات، وعطور ومستحضرات تجميل، فهي ماركة أيقونية، ولقد سرني منذ البداية هذا التعاون، لاسيما أنه سبق لـ«جيفنشي» التعاون مع المشاهير ومع أساطير الشاشة الهوليوودية، مثل «هيبورن» في الماضي. وفي الحقيقة الصورة التي تبتكرها أنيقة جداً وتعتبر مرجعاً مهماً للأناقة المتكاملة.


هل تستخدمين مستحضرات «Givenchy»؟
نعم في الحقيقة أحب مستحضرات «جيفنشي» التجميلية من ماكياج وعناية بالبشرة وأجدها ممتازة. فأنا أستخدمها لأنني أفضلها، مع أنني لا أمثلها إعلانياً.


ماذا عن أزياء «جيفنشي»؟
أنا أرتدي لباساً من «Givenchy»، ولكنني لا أمثله أيضاً. أحب الأزياء مثل كل النساء.


من أي ماركات تختارين أزياءك عادة؟
أختار أزيائي من مختلف المصممين، مثل «لاغرفيلد» و«غوتييه» و«عزالدين علايا» واللائحة تطول.


كيف تختارين عطرك في العادة؟
قبلت تمثيل عطر «Ange ou Etrange le Secret Elixir» الحالي لأنني أحبه، فهو عطر أنيق وحساس ومكوناته أرضية، وهو كلاسيكي ولقد طوروه للأفضل.


في العادة ما الروائح التي تفضلينها؟
أحب العطور الوردية كثيراً، والأرضية المركبة من خشب وصندل مع الياسمين والورود البيضاء في أعلى الروائح وهذا ما هو عليه «Ange ou Etrange le Secret Elixir».


ما مشاريعك التالية؟
أخطط لقضاء صيف مسلٍّ ولتسلق الجبال، وأفضل فصل الصيف حيث أحب الناس والطبيعة، علماً بأنني لم أقرر المكان بعد.


وبعد الصيف ماذا ستفعلين؟
سنرجع إلى منزلنا في نيويورك والأولاد سيعودون إلى المدرسة، وقد أمثل فيلماً جديداً.


من هي مثلك الأعلى في الموضة؟

الممثلة الأميركية السابقة Katharine Hepburn.


أوما في سطور
ولدت عام 1970، وبدأت حياتها السينمائية عام 1988 حين ظهرت في أربعة أفلام دفعة واحدة، كان أهمها فيلم (علاقات خطرة - Dangerous Liaisons). بعد هذا الفيلم تم تأطير «أوما ثورمان» وحصرها في الأفلام ذات الأفكار الحساسة والجريئة، حيث ظهرت في أفلام قريبة من فلك فيلمها السابق «علاقات خطرة»، ومن ذلك الفيلم الذي قدمته عام 1990 بعنوان (هنري وجون-Henry & June) والذي يحكي اعترافات زوجة خائنة، وقد أدت فيه دور زوجة الكاتب المخادع «هنري».. ولم يكن دورها في هذا الفيلم إلا درجة تخطوها نحو الأمام، نحو القمة التي ستصل إليها بعد أربع سنوات من الآن، أي في عام 1994 حين تقدم دوراً كبيراً في فيلم عظيم اسمه (بلب فيكشين-Pulp Fiction).. لكن وحتى عام 1993 اكتفت بالظهور الخفيف في أفلام جيدة، كمشاركتها في فيلم (التحليل النهائي-Final Analysis) بدور فتاة مضطربة نفسياً يقوم بمعالجتها الدكتور الذي يؤدي دوره الممثل المعروف «ريتشارد غير»، أيضاً كانت هناك مشاركتها اللافتة مع النجم «روبيرت دي نيرو» في فيلم (Mad Dog and Glory) الذي أدت فيه دور فتاة تبغي الفكاك من صديقها المجرم، لكنها تجد صعوبة، لذلك تلجأ إلى المحقق «دي نيرو» الذي كان أجبن من أن يضطلع بمهمة كهذه، لكن الحب أحياناً أعمى.. وفي بعض الأحيان يورد المهالك.

إذن فعام 1994 كان عام الانطلاقة الحقيقية لهذه النجمة، خاصة أنها حازت في فيلم (بلب فيكشين) بطولة نسائية مطلقة، مشاركة مع نجوم كبار أمثال (بروس ويليس، جون ترافولتا، هارفي كيتيل، كريستوفر ووكن، سامويل جاكسون وتيم روث)، وطاقم مذهل كهذا يقف خلفه مخرج عبقري هو «كوينتين تارنتينو». الفيلم الذي يعتبر ثورة في السرد السينمائي كان التعاون الأول لها مع «تارنتينو» قامت فيه بأداء دور فتاة تائهة تجد نفسها وسط أكبر عصابات نيويورك وأكثرها إجراماً، وفي وسط هذا العالم المرعب، هي تحظى بحماية «جون ترافولتا». وقد نالت «أوما» عن أدائها الجميل ترشيحاً لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة.

بعد هذا الفيلم، وبعد الثناء الكبير الذي لقيته من الجمهور والنقاد على السواء، بدأت «أوما» مرحلة جديدة أصبحت فيها نجمة هوليوودية معتبرة تمتلك شعبية كبيرة، ومن هنا وجدناها تظهر في الأعمال الكبيرة مع النجوم الكبار مزاحمة لهم ومنافسة. ففي عام 1997 ظهرت في دور عالمة السموم ضمن الجزء الرابع من السلسلة الشهيرة (الرجل الوطواط) والمعنون بـ (باتمان وروبين- Batman & Robin) أمام النجم «جورج كلوني» وَ«آرنولد شوارزينيغر». أما قبل هذا العام فقد ظهرت في أربعة أفلام تتراوح بين الخفيف البسيط والنخبوي الجاد، وقد يكون الفيلم الرومانسي (حقيقة القطط والكلاب-The Truth About Cats & Dogs) أبرز أفلام تلك المرحلة. وفيه تؤدي دور شابة جميلة تحل مكان صديقتها متواضعة الجمال لتقابل صديق صديقتها الذي لم يرها، إنما اكتفى بسماع صوتها عبر الهاتف..والفيلم يحكي الإشكالية التي تقع بين الروح والشكل الخارجي للمرأة. أيهما الأجمل؟ وأيهما يبغي الرجل ويتمنى؟

«أوما ثورمان»، ورغم أنها قدمت العديد من الأفلام الجميلة، إلا أن مشوارها وقيمتها لا يمكن أن تتم دون الحديث عن دور المخرج «كوينتن تارنتينو» وأثره عليها من خلال ثلاثة أفلام عظيمة تعتبر نوارة حياتها السينمائية، الأول المذكور آنفاً (بلب فيكشين-Pulp Fiction)، والفيلمان الآخران هما جزءا فيلم الحركة والإثارة (اقتل بيل-Kill Bill) واللذان ظهرا عامي 2003 و 2004 على التوالي، وفيهما تألقت «أوما» وقد ساعدها النَّفَسُ المجنون الذي بثه «كوينتن تارنتينو» في ثنايا الفيلمين. والقصة تحكي الانتقام وروح الثأر التي تجتاح الشابة «أوما» بعد تعرضها لمحاولة اغتيال خلال حفل زفافها ذهب ضحيتها جنينها الصغير الذي كان يرقد في بطنها، وبعد الحادثة تبدأ رحلة من الجنون والقتل العبثي بطلتها هذه المرأة، فمن اليابان وعوالم الساموراي إلى أميركا وصحاريها يكون الإعصار الذي هبّ على المجرمين باغياً تصفيتهم وإفناءهم. وهكذا، ومع موسيقى خلابة، وجنون صارخ، نذهب في رحلة الموت والعبث مصحوبين بأداء جميل من «أوما ثورمان»..

الآن تقف «أوما» على قمة مجدها، ومن خلال مشوار قصير نسبياً، ظهرت في أدوار لافتة ومهمة كدورها في فيلم (البؤساء - les Misérables) الذي ظهر في عام 1998 وهو مأخوذ عن رائعة فيكتور هوغو الشهيرة، أيضاً ظهرت في فيلم تلفزيوني جميل اسمه (عمى هستيري - Hysterical Blindness) حازت عنه جائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثلة في عمل تلفزيوني عام 2002، وهي بعد هذه الإنجازات الشخصية، وبعد البصمة التي تركتها من خلال تعاونها مع «تارنتينو» تتطلع إلى المستقبل وإلى نجومية أكبر، ربما يضمنها ويؤكدها الاطلاع البسيط على قائمة أعمالها المقبلة.

 

للمزيد:

أفضل وأسوأ الإطلالات في حفل Teen Choice Awards 2011

أطباق رمضان

صور:عباءات الرويني لإطلالتك الرمضانية

فيديو:كنافة بالقشطة