للعام الثاني على التوالي، تغيب لورا أبو أسعد عن المشهد الدرامي التلفزيوني لتقتصر إطلالتها على الإذاعة. إذ يعرض للممثلة السورية حالياً "يوميات نور ومهند" الذي يُعد استكمالاً للمسلسل الشهير التي جسدت فيه شخصية "نور" وشكّل بوابتها لدخول مجال دبلجة المسلسلات في المنطقة العربية.
ممثلة ومنتجة ومشرفة على العديد من الأعمال المدبلجة، تملك أبو أسعد شركة "فردوس للإنتاج الفني". وعلى رغم أنّها مديرتها وصاحبة الكلمة فيها، إلا أنها لم تشارك في العمل الأول الذي أنتجته الشركة العام الفائت وهو مسلسل "قيود الروح".
في لقاء مع "أنا زهرة"، تحدثت أبو أسعد عن مشاريعها الفنية وذكرياتها في شهر رمضان وتقييمها لدراما هذا الموسم.


بدايةً، ما سبب اعتذاركِ عن عدم المشاركة في العديد من الأعمال هذا العام؟ وهل يمكن أن تخسري نجوميتك بسبب الغياب موسمين متتاليين؟
بدايةً، كان سبب اعتذاري عدم جدية الأدوار التي قُدِّمت لي. منذ أكثر من أربع سنوات وأنا أحرص على عدم تكرار الشخصيات التي تسند إليّ. لكنّني لم أعد قادرة نفسياً على التمثيل لاحقاً بسبب ما يحصل في بلدنا. في كل الأحوال، لا أخاف أن ينساني الناس بقدر ما أخاف أن أقدّم شيئاً لا يعجبهم ولا يلفت انتباههم.


هل سبب الغياب عملكِ في شركة "فردوس" التي تديرينها أو الأحداث التي تشهدها سوريا؟
على رغم أنّ إدارة شركة أمر صعب للغاية، حتى في وجود الشركاء المخلصين والعاملين الأكفاء، إلا أنّ الإحساس الزائد بالمسؤولية يدفعني إلى الاهتمام بكل التفاصيل. لكن هذا لا يمنعني في الوقت نفسه من أداء دور جيد على الأقل مرةً في العام، لكن المشكلة الفعلية أنني لم أجد هذا الدور طيلة العامين الماضيين.


يعرض اليوم مسلسلان إذاعيّان من إنتاج شركة "فردوس"، أحدهما من بطولتكِ والآخر يتحدث عن أغنيات فيروز تقدمه الفنانة القديرة منى واصف. حدّثينا عن هذه التجربة؟ وهل يعوّض تواجدك في الإذاعة عن غيابك في التلفزيون؟
كنت أفكر منذ مدة طويلة في مسلسل إذاعي عن نور ومهند. لكنّني كنت حائرة بين جعله عاطفياً ومطابقاً لقصة المسلسل الأصلية، أو كوميدياً. وبعدما طلبت من الكاتب الرائع خطيب بدلة كتابة حلقة كنموذج من كل نوع، وجدت النوع الثاني شيقاً أكثر. وفي الوقت عينه، عرض عليّ الأستاذ خطيب فكرة العمل الثاني عن أغنيات السيدة فيروز، وقد أعجبتني وتبنيتها على الفور لأنني أعشق أغاني فيروز وأعشق صوت منى واصف. وأعتقد أن الكثير من الناس يشاطرونني الرأي. لكنّ الإذاعة لا تعوّض غيابي عن التلفزيون لأنّ لكلّ مقامٍ مقالاً، وأتمنى حقاً أن لا أطيل الغياب.


هل سبق أن تواصلت مع أحد من عائلة فيروز لاستشارته في هذا الأمر أم أنّ الموضوع كان مبادرة شخصية؟
لا ليس بعد. سأسعى قريباً للتواصل وإهدائها نسخة من العمل بعد انتهاء بثه، وسيكون شرفاً كبيراً لي إذا أعجبها أو أعجب الفنان العظيم زياد الرحباني. أما المبادرة أو الفكرة بالأحرى، فهي من إبداع الكاتب خطيب بدلة.


كان يُفترض أن تقدّم شركتكِ هذا الموسم مسلسلين "أنا وصدام" الذي يخرجه الليث حجو، ومسلسل "سالب موجب" لمحمد أوسو... متى يبصران النور؟ وهل هناك احتمال لوقف التعامل مع أوسو بسبب تصريحاته الأخيرة تجاه ما يجري في سوريا؟
كلا، العملان تعثرا بسبب التشويش الذي حصل في المحطات. لقد انتظرت المحطات طويلاً لتقرر ماذا ستعرض. ولم يكن بالإمكان أبداً أن تغامر شركتنا في إنتاج أحد المسلسلين أو الاثنين، ثم انتظار فرصة التسويق. أما بالنسبة إلى الفنان محمد أوسو، فأنا لا أعرف شيئاً عن تصريحاته. لكن أنا من النوع الذي يحترم آراء الآخرين حتى لو اختلفت معهم.


هل سيبقى الفنان جمال سليمان بطلاً لمسلسل "أنا وصدام"؟
بالطبع، لكنني أتمنى أن يسمح برنامجه بذلك وأن تقبل المحطات عرض عمل مماثل سياسي وحسّاس في ظل الظروف التي يعيشها العالم العربي حالياً.


من البداية، حددت موقفكِ مما يجري في سوريا. لكنّ بعض النشطاء على "فايسبوك" أدرجوا اسمكِ على قائمة "العار" ما رأيكِ؟
ألوم بعض المعارضين وبعض المتشددين في آرائهم والرافضين للرأي الآخر لكن اللوم الأكبر يقع على المعارضين. كيف لنا أن نطالب بالحرية في الوقت الذي نحكم فيه بالخيانة على كل من يختلف معنا ولو في تفصيل بسيط؟ أريد لبلدي الخير والأمان والتطور والازدهار مثلي مثل أي مواطن صالح، فأين هو العار؟


ما رأيكِ بمواقف الفنانين السوريين كأصالة، ومي سكاف، وفارس الحلو؟
كما سبق ولفتّ، أحترم آراء الجميع لكنّني أتمنى فقط الهدوء والحكمة وعدم استفزاز أي طرف للطرف الآخر. الظروف باتت تتطلب الحكمة، وعلينا جميعاً أن نفكر طويلاً قبل اتخاذ أي قرار قد يأخذنا إلى المجهول.


كيف تقيّمن وضع الدراما هذا الموسم في ظل المطالبات الكثيرة التي تدعو إلى مقاطعتها؟
بغض النظر عن المطالبات بالمقاطعة لأنها أمرٌ عاطفيٌ طارئ، أظن أن العمل الممتاز سيفرض نفسه مهما كانت الظروف. لكن ما أراه حتى الآن أنّ بعض الأعمال وقعت في مطب التكرار لجهة المواضيع والشكل الفني والممثلين، وهذا لا يصبّ في صالح هذه الصناعة أبداً.


كونكِ صاحبة شركة دوبلاج أيضاً، هل قد تحلّ المسلسلات المدبلجة مكان المسلسلات السورية في حال امتنعت الفضائيات عن عرض الدراما السورية؟
لا أظن ذلك. هذا صعب جداً، فلكل نوع مريدون ومشاهدون. لكن من الأفضل أن نبدأ بالتفكير في كيفية تحصين هذه الصناعة وحمايتها من خلال إنشاء المحطات الخاصة وتنشيط سوق الإعلانات، وإلا سنكون كالقشة في مهبّ الريح. كلما عصفت بنا نسمة، وقعنا في رعب الزوال.


لنتتقل إلى أجواء رمضان، ماذا يعني لكِ هذا الشهر؟
هو شهر المغفرة والرحمة والمحبة والتسامح التي يجب أن نتحلى بها طيلة العام ونكثفها أو نحتفل بها في هذا الشهر الفضيل.


ما هي الذكرى التي تحملينها من هذا الشهر؟
أذكر أنني حُرمت من قضاء الشهر مع أسرتي لأكثر من خمس سنوات. كنت دوماً مرتبطة بمواعيد تصوير تمتد لما قبل نهاية الشهر بقليل. وهذا ما كان يتعبني نفسياً للغاية.


ما هي الطقوس التي تمارسينها خلال هذا الشهر (زيارات أو سفر...)؟
ليس هناك أحلى من رؤية الأسرة في هذا الشهر. إنّه شهر العائلة بامتياز.


ما هو طعامك المفضل في رمضان؟ والطبق الذي تبرعين في إعداده؟
هل يمكنك أنت تعيش في سوريا وتفضّل طبقاً واحداً؟ لدينا أنواع وأنواع من الطعام الشهي، لكنني من النوع الذي لا يسرف في الطعام. وهذه عادة لا أغيرها حتى في رمضان. أما بالنسبة إلى الأطباق التي أجيدها، فهي "المحاشي" و"الفتوش" و"فتة المكدوس"، و"صحتين" وعافية!


ما هي أمنيتك في هذا الشهر الكريم؟
أتمنى أن يعمّ السلام بلدي الغالي والرحمة لكل نقطة دم ذرفت. أرجو الخير لكل الشعوب العربية وللعالم، فالمجاعات والأعاصير والكوارث تعصف بنا. ولا يمكننا إلا أن نطلب الرحمة من الله والمغفرة.


كلمة أخيرة لـ"أنا زهرة"...
شكراً لكم ولكل من يتابعكم. أرجو أنني لم أطل عليكم.


المزيد:
لورا أبو أسعد تؤكد أنها تدفع أجور الفنانين
لورا أبو أسعد: أيها الفنّانون قاطعوا الفضائيات المغرضة