رغم أنّ الحكم على المسلسلات الرمضانية لا يزال مبكراً، إلا أنّ الإنتقادات بدأت تطال فراس إبراهيم الذي يجسد شخصية محمود درويش في مسلسل "في حضرة الغياب". منذ المشاهد الأولى، ابتعد الممثل السوري عن شخصية الشاعر الفلسطيني ولم يبدُ مقنعاً بأدائه، ولا بحضوره. وفي حين اشتهر "شاعر الأرض" بنحافته وطوله، كان فراس قصيراً وبديناً، إضافةً إلى تصنّعه في الأداء وافتعال الرومانسية والهدوء في حديثه.


لكنّ الصدمة الكبرى لعشّاق هذا الشاعر المنبري الذي تميز بطريقته الساحرة في إلقاء قصائدها، كانت في طريقة إلقاء فراس إبراهيم لـ"الجدارية" في الحلقة الثانية. إذ بدا الأمر هزلياً، أفقد القصيدة الكثير من جمالياتها وسحرها الذي كان يضيفه إلقاء محمود درويش وصوته. ولم يعرف لماذا لم يقم مخرج العمل نجدت أنزور بالإستعانة بصوت درويش وهو يلقي قصائده ليعوّض بذلك عن فشل ابراهيم في استحضاره.


من جهة أخرى، أصدرت "مؤسسة محمود درويش" بياناً تبرّأت فيه من العمل جملةً وتفصيلاً. وورد في البيان: "يهم مؤسسة محمود درويش أن تؤكد أن لا علاقة لها بهذا العمل أو بالقائمين عليه، وأنّها ترى فيه إساءة للشاعر وصورته وحضوره في الوعي الثقافي العربي والإنساني. وهو الموقف الذي قامت المؤسسة بإبلاغه بوضوح للقائمين على إنتاج المسلسل، وتعود لتأكيده عبر دعوتها الى وقف عرض حلقات العمل المذكور".
وتابع البيان: "إن غياب القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية وضعف العمل في التشريعات المتعلقة بالحقوق الثقافية، والارتجال والخفّة في تناول حياة ومنجز أعلام الفكر والثقافة في منطقتنا، إضافة الى أسباب أخرى، هو الذي سمح بتجرّؤ البعض على إرث الراحل الكبير سواء عبر انتحال حضوره على الشاشة أو من خلال الالتفاف على إسمه وموقعه بالوسائل المكتوبة والمرئية والمسموعة، وهو ما ستعمل مؤسسة محمود درويش على التصدي له في إطار القوانين والأعراف المرعية".


يذكر أنّه منذ إعلان فراس ابراهيم نيته تقديم شخصية الشاعر الراحل، خرجت الكثير من الأصوات التي عارضت ذلك، وشنت عليه الكثير من الحملات على "فايسبوك"، والمواقع الإلكترونية التي طالبت بمنعه من ذلك. فيما طالب العديد من النشطاء أن يجسّد بسام كوسا شخصية درويش بسبب براعة الممثل السوري وقدراته التمثيلية. إلا أنّ فراس ابراهيم فرض نفسه كونه المنتج للعمل.


وكانت حملة مطالبة بإيقاف المسلسل انطلقت على "فايسبوك" تحت عنوان "معاً لإيقاف المسلسل التافه: في حضرة الغياب". وقد عبّر فيها محبّو محمود درويش عن استيائهم من وزارة الثقافة الفلسطينية، واتحاد الكتاب الفلسطينيين بسبب صمتهما إزاء هذا التطفل على سيرة محمود درويش، وجاء في حملتهم: "يبدو أن اتحاد الكتاب الفلسطيني و"مؤسسة محمود درويش" ووزارة الثقافة، وغيرهم قد غضوا البصر عن المسلسل الذي قامت عليه ثلة من الفنانين المتسلقين على شاعرنا محمود درويش.


وهذا الذي لا نقبل به أبداً، فمسلسل "في حضرة الغياب" لا ينصف الشاعر الفلسطيني محمود درويش أبداً، إنما يشوّه صورته ويقلل من قيمته. وما يؤكد ذلك السرعة في إنتاج العمل وإخراجه الى النور، كأننا في حلبة سباق لنيل شرف تجسيد شخصية محمود درويش.


سنقف جميعاً رافضين لهذه التفاهات التي تحصل بحق الشاعر محمود درويش. لا أحد من محبي محمود درويش الأوفياء يقبل بأن يكون مصير الشاعر وحياته الشخصية سلعة بين أيدي ممثل، همُه الأساسي استخدام الشاعر في سوق التنافس التجاري القائمة في الفضائيات العربية اليوم".

 

للمزيد:

ما الذي أراده محمود درويش من هيفا وهبي؟

عائلة محمود درويش تعترض على فراس ابراهيم

الشعب يريد إسقاط... فراس ابراهيم!

صور:رمضان أكثر أناقة مع Noosh

فيديو:خريف وشتاء الموسم القادم من Chanel