رغم الصعوبات التي واجهها منذ أكثر من أربع سنوات، إلا أنّ هذه العقبات زادت من إصراره على تقديم مسلسل «في حضرة الغياب» الذي يتناول سيرة الشاعر الكبير محمود درويش. إنّه الفنان السوري الذي يعتبر نفسه الأنسب والأحق لتقديم تلك الشخصية التي استحوذت على وقته وحياته. «أنا زهرة» التقته لتحاوره في العمل الذي يعرض بدءاً من الغد:


ما الذي حمسك لتقديم مسلسل عن الشاعر محمود درويش بالتحديد؟
أعلنت عن المشروع منذ وفاة الشاعر الكبير كوني تربيت على أغنيات مارسيل خليفة الذي لحّن كلماتها. وقررت الإقدام على تلك الخطوة بعدما حصلت على جائزة أفضل ممثل عربي في دور أول من «مهرجان القاهرة للإعلام العربي» عام 2008. بعدها قررت أن أكافئ نفسي كممثل ومنتج، وأقدم عملاً يتناول سيرة محمود درويش.


إلى أي مدى استفدت من الموسيقار مارسيل خليفة في العمل؟
فور اتخاذي القرار، اتصلت بمارسيل خليفة بسبب العلاقة الوطيدة التي كانت تجمعه بالشاعر الراحل. واستفدنا من تلك العلاقات في بعض المعطيات عن محمود درويش. كما أنّ خليفة يقدم أغنيات المسلسل في شكل جديد ومختلف. وستكون مفاجأة للمشاهد. واللافت أن علاقتي بمارسيل توطدت بعد الحادث الذي تعرضنا له خلال تحضير المسلسل، مما حمسنا أكثر على العمل.


لماذا لم يظهر مارسيل خليفة ضمن الأحداث؟
رفض بشدة كونه لا يميل إلى التمثيل. لذلك، تمت الاستعانة بممثل يقدم دوره.


هل هناك أي اعتراضات من قبل أسرة الشاعر الراحل؟
على العكس، أسرته وأصدقاؤه رحبوا بالعمل. وقد تلقيت موافقة عائلته عبر الهواء مباشرة خلال أحد البرامج. وهو عكس ما حدث معي في مسلسل «أسمهان».


كيف يتناول المسلسل محمود درويش؟
المسلسل يعتبر رحلة بعيون درويش يتنقل خلالها في مختلف الدول العربية، ويرصد محطاته ورؤيته للأشياء. العمل ليس سيرة ذاتية بل اجتماعي ورومانسي ثري. ورغم أن أغلب جمهور درويش من النخبة، إلا أن المشاهد العادي سوف يستمتع بالعمل كونه يتطرق لأكثر من جانب في حياة الشاعر الراحل.


إلى أي مدى يشبه فراس ابراهيم محمود درويش شكلاً؟
العمل يعتمد على روح درويش وليس تقليده في الحركات. لكن الشكل هنا يتطابق مع شاعر الأرض بنسبة مقبولة. العمل يعتمد على الأداء الذي يصل إلى روح الشخصية.


وماذا عن طريقة إلقائك للنصوص الشعرية؟
أقدمها بشكل عاطفي أكثر من الشكل الذي كان يقدمه درويش على المسرح. ركزت على العاطفة بشكل أكبر حتى لا يمل الجمهور.


هل فكرت في الاستعانة بممثل آخر لبطولة العمل؟
كما قلت، أحضّر للعمل منذ أكثر من 4 سنوات، إلى درجة أنني ذبت في الشخصية بعدما بحثت واطلعت على كافة ما كتب عنه. لذلك أرى أنني الأحق والأنسب لتقديمها.


كيف يتناول المسلسل الأحداث السياسية التي عاشها درويش؟
يتناولها بشكل بريء لكنه لا يغفلها بل يرصدها من وجهة نظر درويش. أي أننا نقدم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعيون درويش. كذلك الأمر بالنسبة إلى الشخصيات التي عاصرها الشاعر الراحل.


هل ترى أن توقيت عرض المسلسل مناسب هذا العام وسط الأحداث التي يمر بها الوطن العربي؟
عندما بدأنا التجهيز للعمل، لم نكن نعلم موعد عرضه. لكن أعتقد أنّ هذا التوقيت بالتحديد يتناسب مع المسلسل، فالجمهور يحتاج إلى هذه النوعية من الأعمال.


وماذا عن تسويق المسلسل خصوصاً أنّ هناك أزمة تسويقية؟
الحمد لله المسلسل تم تسويقه لأكثر من 10 قنوات، ولم نواجه أي مشكلة. لكن هذا لا ينفي وجود أزمة مالية، خصوصاً أنّ كلفة المسلسل عالية في حين أن هناك انخفاضاً كبيراً في أسعار التسويق.


حدثنا عن مشاركة سلاف فواخرجي في المسلسل، خصوصاً أنّه التعاون الثاني بينكما بعد «أسمهان»؟
مشاركة سلاف جاءت بالمصادفة. فقد التقيتها في مطار القاهرة، وتحدثنا عن المسلسل. وحكت لي أن درويش اتصل وأشاد بها، وطلبت مني أن أستعين بتلك المعلومة في المسلسل. وقتها، عرضت عليها المشاركة وسألتني عن شخصية «ريتا» وهي الفتاة التي ارتبط بها درويش بعلاقة حب.


بعيداً عن المسلسل، لماذا هاجمت أصالة بعدما أعلنت تأييدها للثورة في سوريا؟
لم أهاجم أصالة لأنني ببساطة من عشاقها. كل ما في الأمر أنه تم تحريف كلامي ليظهر كأنه هجوم على أصالة. لكني علّقت على رأيها وقلت إنّ أصالة كانت مدللة النظام، وقدمت أيضاً أغنيات له، فضلاً عن أنّ النظام عالجها على نفقته. لذلك كنت أنتظر أن تتفهم حقيقة ما يجري، وتقرأ الأحداث بطريقة متأنية، خصوصاً أن آراءها كانت مبنية على ما تبثه القنوات. وهي أدلت برأيها فيما هي خارج البلاد. ولو حكت وهي في سوريا، لكان الأمر مختلفاً وهذا بالتحديد ما أغضبني.


أين فراس ابراهيم من السينما؟
حالياً، السينما غير متاحة لكني أتمنى تقديم عمل سينمائي.


في مناسبة حلول شهر رمضان، أين تقضيه هذا العام؟
لدينا أيام عدة للتصوير في مصر. وأعتقد أنني سأقضي بداية شهر رمضان في القاهرة ثم أعود إلى سوريا.


وما هي الأعمال التي ستحرص على متابعتها؟
سوف أتابع «عابد كرمان»، و«الريان» الذي يقدمه خالد صالح كونه القضية التي عايشتها خلال تواجدي في مصر.


أخيراً، ما الرسالة التي تحب أن توجهها للأمة العربية؟
أتمنى أن تحقّق كافة الشعوب العربية طموحاتها وآمالها من دون المساس بوردة داخل تلك البلاد.

 

للمزيد:
جمهور أصالة يرد على فراس ابراهيم