يهلّ هلال رمضان، فيُعلن دخولنا شهر الصيام. يتبادل الجيران وأهل الحي التهاني بزيارةٍ خفيفةٍ قبل نهاية اليوم.


ثم تعّلق الفوانيس الرمضانية المميزة، وتمتد السفرة الخاصة بالسحور والإفطار التي تعج بالأطباق العربية الخالصة التي تتنافس سيدات الحي على إعدادها بمهارةٍ . إنه رمضان حيثُ الخيام الرمضانية تؤنس أهل الحي حتى خيوط الفجر الأولى. إنه مشهد رمضان المعتاد، لكن رمضان لم يعد كذلك أبداً!


في أيامنا هذه، تغيّر المشهد الرمضاني. صار أفراد العائلة يتحلّقون حول التلفزيون لمتابعة المسلسلات المميزة والمقاطع الكوميدية المضحكة، ويجتمعون على مائدة إفطار حديثة تعج بالأطباق الإيطالية والمكسيكية والأوروبية، لينتهي اليوم بسحورٍ مميزٍ في أحد المطاعم الأميركية السريعة حيث الوقت لا يتسع لإعداد سحور منزلي.


المشهد الرمضاني بين الماضي والحاضر أصبح مختلفاً كثيراً. «أنا زهرة» رصدت آراء السعوديات حول ذلك:

شهر استهلاكي بامتياز

ترى لجين سعود أنّ رمضان تحول إلى شهر استهلاكي يعكس وجهاً واحداً «الازدحام». تقول: «رمضان لم يعد شهراً خاصاً بالعبادة والزهد. أصبح استهلاكياً بامتياز، وفقد رونقه بسبب الازدحام في الأسواق، وتكدس الأطباق بشكلٍ خرافي، وتكدس المسلسلات الرمضانية أيضاً التي تكرر نفسها بشكلٍ مميت». وتتابع: «في الفن مثلاً، لم نعد نميز الرديء من السيء بسبب كثرة التكدّس. حين كنت صغيرة، كان داود حسين يضحكني في برامجه. كان هو واثنان معه فقط على الساحة. أما الآن، فالجميع يتجه للإضحاك. أشتاق لرمضان الذي عشته في الزمن الماضي الذي كان يتسم بالبساطة في كل شيء وليس التكدس».


الحنين ليس إلا

هوازن عواد ترى أن رمضان لم يتغير أبداً بالنسبة إليها. تقول: «لا فرق بين رمضان الماضي والآن. العادات والتقاليد الرمضانية التي ما زلنا نتمسك بها، هي نفسها ونمارسها دوماً في كل رمضان. لكنّ مجتمعنا يردد دوماً «أن رمضان كان مختلفاً» لأن الإنسان يرى أن الماضي أجمل دوماً ويحن له باستمرار. مع أنّ الحياة اليوم صارت أكثر سهولة، وأصبحنا نحضّر الكثير من الأصناف على السفرة الرمضانية.أما في الماضي، فكنا نكتفي بصنفين أو ثلاثة بسبب مشقة التحضير. من أجمل اللحظات الرمضانية التي عشتها في الماضي كانت زيارتي للبحر مع عائلتي بعد الفجر».


الفرحة هي هي

أم محمد ترى أنّ رمضان لم يتغير كثيراً عن الماضي، بل إنّ طريقة التعبير عنه هي التي اختلفت. تقول: «مثلاً التهنئة برمضان صارت تتم عبر البريد الالكتروني. كذلك، صار كثيرون يطلبون الوجبات الجاهزة من المطاعم وتسخينها وقت الإفطار. ولم تعد زيارات الإفطار كثيرة بين العائلة الكبيرة نفسها. بل صارت تقتصر على زيارتين أو ثلاث في كل رمضان. في الماضي، كان تبادل الزيارات أمراً أساسياً. والأمر ذاته ينطبق على كل العادات الرمضانية التي اختلفت باختلاف العصر، لكن الفرحة بشهر رمضان المبارك تبقى هي نفسها في القلوب».


للمزيد:

صور: مكياج العرايس

فيديو: نصائح لشعر أجمل