وصلت إلى محطة ليون عصراً، وجلست في المقهى بانتظار أن تأتي السيارة لتقلنا إلى بيت الضيافة Prieuré des Sources. تأخرت السيارة أكثر بكثير من المفترض، وبدأ الملل يتسرب إليّ. بعد ثلاثة أرباع الساعة تلقيت الاتصال الذي كنت أنتظره. ووجدت مضيفتنا مع مجموعة من الصحافيات الجميلات، اللواتي أصبحن رفيقات السفر وعشرة ثلاثة أيام معاً. واكتشفت أن سبب التأخير أن ثلاثة منهن فقدن حقائبهن في المطار! ولكننا طردنا شبح سوء الحظ بأن تصادقنا وقضينا وقتاً رائعاً معاً.

هكذا بدأت رحلتنا في ضيافة L’Occitane، وصلنا إلى مكان من أجمل بقاع فرنسا, حيث الطبيعة تتقلب بكسل وترفل بهناء بعيداً عن التلوث وعلى أقرب مايكون من جنة صغيرة على الأرض. هنا التقينا مديرة الاتصال لدار لوكسيتان في منطقة البروفانس السيدة باتريشا مونتسينو.


السيدة اللوكسيتانية باتريشا مونتسينو

يمكنا أن نقول أن السيدة باتريشا تمثل الشخصية اللوكسيتانية، فهي امرأة مرتبطة بالطبيعة والهدوء. تتمتع بصفاء ذهن وهدوء طبيعي غير متكلف. وهذه هي طبيعة نمط الحياة أو اللايف ستايل الذي تسعى دار L’Occitane أن تجسده في مستحضراتها. لذلك نجد أن المستحضرات اللوكسيتانية كلها مستندة إلى مواد طبيعية. وكذلك ألوان المكياج التي تطرحها، فهي كل مرة أقرب إلى الطبيعة والتناغم معها، ليس فيها تكلف ولا مبالغة ولا تصنع أو بهرجة، بل محاولة مستمرة للتماهي مع البشرة، بحيث تشعر المرأة أنها خفيفة وليس ثمة مستحضرات تثقل على بشرتها طيلة النهار.

زهرة البيوني Pivoine

في صباح اليوم التالي لوصولنا كان علينا أن نستيقظ باكراً، سننطلق إلى حقول البيوني ومستنبتتات هذه الزهرة الغريبة والأخاذة. هناك التقينا بالسيد ريفييرا مالك هذه المستنبتات، وهو الرابع في جيل هذه العائلة التي أخذت على عاتقها زراعة البيوني. تعد هذه العائلة أكبر مزود لهذه الزهرة في أوروبا كلها. وهي في الأساس زهرة صينية المنبت جلبت إلى فرنسا وبدأ استخدامها في صناعة العطور. تحمل هذه الزهرة رائحة أخاذة ويجيء شكلها متكدساً ومكتنزاً بالأوراق، حتى لتبدو كأنها ثوب جميل لراقصة بالية. وكذلك تتسع ألوان الوردة وأطيافها لتشمل أطيافاً من البني الغامق أو الشوكلا إلى البنفسجي والوردي والأبيض، عشرات وعشرات الدرجات اللونية.

وهذه هي الزهرة التي اعتمدتها لوكسيتان أساساً في مجموعتها الجديدة من مستحضرات ومكياج وعطور. والتي حملت اسمها كذلك.


مجموعة مكياج Pivoine Flora

جاءت المجموعة مليئة بالمفاجآت. فألوان ظلال العينين وأحمر الخدود وأحمر الشفاه تتغير لدى تطبيقها أو خلطها وتعطي لوناً ثالثاً مدهشاً.

قدمت لوكسيتان هذه المجموعة بألوان في غاية الرقة ترتكز في أساسها إلى الوردي والموف. محققة بذلك رؤيتها لزهرة البيونيه التي تشبه في شكلها فستان راقصة باليه بطبقات كثيرة كما قلنا، ومن ثم ربط تلك الرؤية بعالم المرأة واستخدامها لإبراز جمالها. هذه هي الرؤية العامة التي انطلقت منها المجموعة، والتي تجمع الرائحة الجميلة والألوان الناعمة والمواد الخفيفة التي تنعش البشرة وتجدد الإطلالة.

تضم مجموعة  المكياج المستحضرات التالية:
1- لوحة ظلال العيون مع المرآة والفرشاة وتضم ألوناً عديدة وخيارات تسمح لك بالظهور بإطلالة ربيعية نهارية أو ليلية ثقيلة.
2- علب ظلال عيون متفرقة من الوردي وحتى البنفسجي وكل علبة في لونين إذا مزجت الاثنين تحصلين على لون ثالث.
3- أحمر الشفاه الوردي. لون طبيعي مع لمعة من الزهري. بالإضافة إلى الملمع الخالي من اللون والذي يعطي الشفتين الترطيب والبريق.
4- بودرة أحمر الخدود من الوردي والمشمشي.
5- كذلك بودرة الوجه مع البرونزر الخفيف.


إلى فوركالكيه

في عصر ذلك اليوم، وبعد أن تناولنا طعام الغداء ولعبنا بالكرات المعدنية معاً، توجهنا إلى بلدة فوركالكييه الساحرة. وهناك أقمنا في فندق بديع Couvent des Minimes. يقع الفندق على هضبة جميلة في قلب البلدة. أزهار البنفسج منتشرة في كل مكان والطبيعة الأخاذة والطقس الجميل جعل من أمسيتنا أمسية لا تنسى بمعنى الكلمة. كنا ننتظر النهار التالي بفارغ الصبر، سنتعلم كيف تصنع العطور ومن ثم ستصنع كل واحدة عطرها. ثم سنتعرف على مجموعة لوكسيتان الجديدة عملياً وقد نضع القليل من المكياج كمحترفات.


عطر "أنا زهرة" في جامعة العطور

التقينا سيدوني لانسيسور مبتكرة العطر الساحر الذي حصل على جائزة أفضل عطر في العام 2010. عطر Pivoine Flora والذي أصبح متوفراً الآن كماء تواليت أيضاً. وفي جامعة العطور تعلمنا كيفية صناعة العطر. واختارت كل واحدة منا نفحة تحبها. اخترت أنا لنفسي نفحة المندرين. وأسميت العطر "أنا زهرة".

وفي قلب الجامعة توجهنا إلى متحف الروائح ثم تعرفنا على الطريقة التقليدية لتقطير ماء الورد، وهي طريقة مأخوذة عن العرب القدماء.


جلسة مكياج

كان النهار قد انتصف وكنا مرهقات من كثرة التنقل بالسيارة بين الأماكن. وكانت كل واحدة منا تحتاج لجلسة إنعاش مكياج فعلاً. وبالفعل القينا خبيرة ومديرة تسويق لوكسيتان مارغريت لابورد التي حدثتنا عن مجموعة البيوني، وكيف استلهمتها لوكسيتان من الزهرة الرائعة التي لا تقدر بثمن كما قلنا لك من قبل. وهناك وضعت كل واحدة منا القليل من المكياج وعادت إطلالاتنا جميعاً إلى ألقها من جديد. أنا وضعت القليل من البودرة وأحمر الخدود من المجموعة وحصلت بالضبط على ما كنت أريد، بشرة متألقة وصحية وطبيعية! أليس هذا ماتريده كل امرأة!


للمزيد:

صور: مكياج العرايس

فيديو: نصائح لشعر أجمل