منذ سنوات، درجت العادة أن يستخدم الفنانون عدداً من الصحافيين لإرسال بيانات عن أنشطتهم وأعمالهم تحت مسمّى "المكتب الإعلامي".

ومن المعروف أنّ هذه البيانات الصحافية تتضمن عادةً نشاطات الفنان وأخباره. لكن في الفترة الأخيرة، حالت هذه البيانات عن هدفها الأصلي، وصارت مجرد حشو وتبجيل للفنان وتضخيم لنشاطه. حتى أنّ الكثير منها لم يعد يصلح للنشر بعدما روّج أخباراً تافهة لا تفيد القارئ. أكثر من ذلك، حوى بعضها أموراً عن حياة الفنان الخاصة والعائلية، وتبجيلاً مبالغاً فيه. فإذا أحيا الفنان حفلة أو أصدر عملاً، يتحول البيان الى معلّقة مدح، مورداً أنّ الآلاف زحفوا لمشاهدته مع إرسال صورة مع البيان تظهر جزءاً من الجمهور في الحفلة للتأكيد بأنّ الحضور كان غفيراً. منذ عامين، تحوّلت ولادة طفل جمال سليمان إلى رواية طويلة ضمّت وصفاً "دقيقاً" للمشاعر التي انتابت الممثل السوري أثناء وضع زوجته للطفل.

ومؤخراً، تحولت هذه الأخبار للترويج والدعاية لفنانين لا يتمتعون بتواجد حقيقي على الساحة على رأسهم ساندي.


ساندي... وجمهور بالملايين!
مؤخراً، بدأت مغنية تدعى ساندي ترسل يومياً عبر "مكتبها الصحافي" بيانات عن أخبارها وحفلاتها و"جمهورها" الذي يتهافت بالملايين لملاقاتها رغم أنّ أحداً لم يسمع بها سوى "مكتبها الإعلامي". هكذا، تارة يرد بيان كالتالي: "ساندي تشعل حفل "ميكا العجمي" بأحدث أغانيها، والجمهور يطالبها بإعادة "حصل خير". وطوراً يرد بيان يفيد بأنّ ساندي قدمت وصلة غنائية ساخنة وسط أكثر من 3 آلاف من جمهورها الذي حضر خصيصاً لها. ويضيف الخبر: "ساندي صعدت إلى المسرح في تمام الساعة السادسة، وأشعلت حماس الجمهور بأغنية "الحلم" التي افتتحت بها الحفلة، ثم قدمت وصلة غنائية طويلة استمرت أكثر من ساعة". كأنّ تقديم وصلة غنائية من ساعة أمر خارق، بل إنّه يدلّ على ضعف طاقات الفنان. أما أكثر بيانات ساندي غرابة، فكان الآتي: "رفضت المطربة ساندي الصعود إلى خشبة المسرح في نادي "هليوبوليس الشروق" أمس بعدما أخلت الشركة المنظمة للحفل x generation for music ببنود التعاقد المبرم بينهما. وأيضاً فوجئت بسوء التنظيم. لذا، فضّلت ساندي الاعتذار لجمهورها الذي حرص على الحضور خصيصاً قبل الحفل بساعات للاستمتاع بفقرتها الغنائية. لكنها حرصت على التقاط الصور التذكارية معه ووعدته بإحياء حفل آخر خلال الأيام القليلة المقبلة". إذاً، وصلت المبالغة في كتابة الخبر عن مغنية لا يتجاوز رصيدها أربع أغنيات، أن قيل إنّ الجمهور حضر قبل ساعات من موعد الحفلة للاستمتاع بغناء ساندي.


راغب علامة وبرقية تعزية لشاكر
يعتبر البيان الصحافي الذي ورد من مكتب راغب علامة سقطةً كبيرة لفنان بحجم "السوبر ستار". إذ تضمّن صورة عن الرسالة الخطية التي أرسلها الفنان اللبناني لنظيره المصري هاني شاكر يعزّيه فيها بوفاة ابنته، ولم يتضمن أي كلمة مكتوبة، بل صورة عن رسالة علامة. مما عرّضه لحملة من الانتقادات.

أما أكثر البيانات غير الصالحة للنشر، فهي بيانات جيهان علامة زوجة راغب التي تصر هي الأخرى على إقحام نفسها بين النجوم، فترسل عبر مكتب إعلامي أخباراً عن مجوهراتها "العالمية" تارةً، وطوراً عن مشاركتها في مهرجانات للمجوهرات. ولم يقف الأمر هنا. بل أرسلت منذ أشهر بياناً "عائلياً" بامتياز جاء فيه: "شارك خالد ولؤي ولدا النجم راغب علامة في المخيّم التدريبي العالمي لكرة القدم "آسي ميلان جونيور". وتقع الملاعب بين جبال الألب في إيطاليا حيث أمضى خالد ولؤي شهراً كاملاً من التدريب، الى جانب عدد كبير من الأولاد القادمين من جميع أنحاء العالم تحت إشراف مدرّبين عالميين. وقد سافرت جيهان علامة الى إيطاليا لملاقاة ولديها والبقاء الى جانبهما، حتى أنّها كانت تقوم بزيارتهما يومياً، وتستمتع باللعب معهما في ملاعب "آسي ميلان"، وتأخذ لهما الصور التذكارية مع أصدقائهما والمدرّبين".


شائعات وأكاذيب
وإذا كان بعض الفنانين يرسلون أخباراً لا تصلح للنشر، إلا أنّ آخرين استخدموا بياناتهم الصحافية للترويج لأخبار كاذبة وشائعات عنهم كتامر حسني الذي اختلف مع مسؤولته الإعلامية التي نفذت طلبه وأرسلت بياناً "تبشّر" فيه باختيار المغني المصري سفيراً للطفولة من قبل جامعة الدول العربية. ثم فُضح أمره واكتشف العالم أنّ الاختيار جاء من جمعية تشرف عليها جامعة الدول العربية. وعندما هاجمته الصحافة، اتهم المسؤولة الإعلامية بالترويج للخبر وطردها. وكذلك الأمر عندما روّج في بياناته عن نيله لقب جائزة" أسطورة القرن" من قبل "بيغ آبل أوارد". ثم اتضح لاحقاً أنّه ليس مرشحاً أصلاً للجائزة، بل إنّ المرشحّ كان الفنان عمرو دياب.

وليس بعيداً عن تامر وتوريط مسؤولته الإعلامية، قامت الممثلة المصرية إيمي منذ فترة بتوريط صحافي طلبت منه إرسال بيان كاذب يوحي فيه بأنّها تستعدّ للعودة لزوجها ملك جمال لبنان السابق غسان المولى. ووزّع الصحافي بياناً جاء فيه: "بعد انفصال استمر عامين، جاءت "ثورة 25 يناير" التي تسببت في انتقال الفنانة إيمي إلى بيروت مع نجلها يوسف. وتردّدت أنباء عن شرائها منزل استعداداً للاستقرار في بيروت. وجاء اختفاؤها الدائم عن القاهرة تأكيداً لتلك الأقاويل التي تناقلها البعض عن عودتها إلى زوجها الفنان غسان المولى بسبب نجلهما يوسف ثمرة هذا الحب الذي جمعهما". ثم خرج غسان المولى وكذّب الخبر جملة وتفصيلاً، فما كان من الصحافي الا أن أرسل بيان اعتذار جاء فيه: "رجاء تكذيب خبر رجوع الفنان اللبناني غسان المولى إلى الفنانة المصرية إيمي. في اتصال بيني وبين غسان، نفى الخبر وقال إنّه لا يعلم عنها شيئاً وكل ما يربطه بها هو يوسف فقط. وعن الخبر، فهو كانت خدمة أقدّمها لإيمي التي طلبتها عن طريق صحافية هي صديقتها. لذلك توجب الاعتذار حفاظاً على المهنية وحتى لا يتسبب الخبر في مشاكل نحن في غنى عنها".


ناتالي فضل الله وأسوأ خبر
أسوأ بيان صحافي وزّع حتى الآن واحد كُتب بلغة ركيكة وضعيفة وزعته عارضة الأزياء السابقة ناتالي فضل الله التي تحرص على التواجد بقوة تحت الأضواء رغم أفول نجمها منذ أكثر من 15 عاماً. لذا، وزّعت العارضة اللبنانية بياناً عن احتفالها بعيد ميلادها في المسبح وجاء فيه: "وسط حشد فني وصحافي وبحضور صاحب المشروع السيد ازاك، وقدم الحفل الصحافي جان فريسكور وامتدت السهرة الى ساعات الفجر. بعد قطع قالب الحلوى، قام السيد ازاك برمي السيدة ناتالي في حوض السباحة".

ازدياد ظاهرة البيانات لكل من دخل الوسط الفني باتت أمراً مستفحلاً، يشجّع على انتشارها إقبال عدد من المواقع الالكترونية عليها والتنافس على من ينشرها "أوّلاً" على اعتبار أنّها "سكوب" صحافي يستحق النشر من دون رقيب أو مراجعة لما تحتويه هذه البيانات من مبالغات وأخبار ليست ذات قيمة. في حين تغيب عن "لعبة" البيانات أسماء فنانين من الصف الأول منهم نانسي عجرم التي تكتفي بوضع أخبارها الجديدة على موقعها الرسمي على الانترنت، في حين يعتمد كاظم الساهر على محبيه عبر صفحته على "فايسبوك" ولو كانت طريقة تفتقر إلى الاحتراف، ولا تليق بفنان بمكانته أن لا يكون لديه مكتب إعلامي ذو حرفية عالية في إرسال أخباره للصحافة.


المزيد:

تامر حسني سفيراً للطفولة على طريقة عادل أمام

في زمن الموبايل... راغب يعزّي هاني شاكر برسالة خطية!

صور: مكياج ذو حدين

فيديو: تسريحة ملوكية للأعراس