لطالما كانت حفلات النجوم السوريين والعرب تلهب موسم الصيف في سوريا، خصوصاًً في السنوات الماضية. يومها، شهدت الحفلات إقبالاً غير مسبوق، خصوصاً أنّها كانت تتزامن مع عودة المغتربين والسياح. علماً بأنّ صيفي 2009 و2010 سجّلا العديد من المهرجانات والحفلات التي لم تكن موجودة سابقاً، كما اعُتبرا من أكثر المواسم نجاحاً على الصعيد السياحي. وهذا ما دفع المتعهدين إلى المغامرة واستقدام أهم النجوم والفنانين العرب للغناء في دمشق للمرة الأولى أو بعد غياب سنوات عنها. هكذا، جاءت فيروز، وفنان العرب محمد عبده، وكاظم الساهر، وشيرين عبد الوهاب، ومحمد حماقي، وماجد المهندس، وهيفا وهبي، إضافةً إلى الفنانين الذين اعتاد الجمهور حضورهم مع بداية كل موسم على رأسهم جورج وسوف، ونجوى كرم، وملحم بركات، ونانسي عجرم، ووائل كفوري، وفارس كرم، وتامر حسني...


لكن على رغم انحسار الموسم السياحي هذا العام، إلا أنّ الأحداث الملتهبة في سوريا أطاحت به نهائياً. وهذا ما جعل المتعهدين يتكبدون خسائر مالية فادحة. وبالتالي، فإنّ الفنانين أيضاً تكبدوا خسائر بسبب عدم إحيائهم أي حفل وسط الأجواء المشتعلة. لكن في المقابل خسر هؤلاء أيضاً بسبب مقاطعة الجمهور للمطربين ذوي المواقف "المتذبذبة" من أحداث سوريا. واعتبر الجمهور أنّ هؤلاء انساقوا وراء مصالحهم الشخصية وابتعدوا عن مطالب الشعب.


ويتربّع جورج وسوف على قائمة الفنانين الذين أطاحت الأحداث بحفلاتهم. إذ تكبّد "سلطان الطرب" خسارة مالية كبيرة هذا العام، خصوصاً أنه يعتبر الأعلى أجراً في سوريا ويقبض حوالي خمسين ألف دولار. إضافةً إلى ذلك، فإنّ "الوسوف" خسر أيضاً من شعبيته بعدما وصف المتظاهرين بأنهم "متأمرون". وهذا ما دفع المسؤولين عن قائمة "العار" السورية إلى إدراج اسمه ضمنها، معلّلين ذلك بوقوفه مع النظام ضد الشعب. علماً أن بعض النشطاء على "فايسبوك" أطلقوا صفحة بعنوان "وداعاً سلطان الطرب"، حيث هاجموا الوسوف بشدة. وبلغت درجة الهجوم حد شتمه وسبّه، ومطالبته باعتزال الفن. مما دفع أحد محبي الفنان إلى اختراق الصفحة، لتقوم بعد ذلك إدارة "فايسبوك" بإغلاق الصفحة نهائياً.


ومن بين الفنانات اللواتي أطاحت الأحداث بحفلاتهن وتكبدن خسائر مالية نجوى كرم التي تقارب الوسوف في أجرها. كما أنّ تقديمها أغنية "القائد" دفع بعضهم إلى اتهامها بأنّها تغازل النظام السوري. وهذا ما دفع المتعهدين إلى إعادة التفكير في استقدامها لإحياء حفلات بعدما تراجعت شعبيتها. وهي التي كانت حفلاتها في دمشق تشكل حالة أقرب إلى "الكرنفال".


إضافةً إلى جورج ونجوى، فإن ملحم بركات يعتبر أيضاً من أكبر الخاسرين هذا العام، خصوصاً أنّ سعر بطاقة حفلته كانت تصل في المواسم الفائتة إلى أكثر من 250 دولاراً للشخص الواحد.
أما وائل كفوري، وميريام فارس، وملحم زين، وأيمن زبيب الذين تتقارب أجورهم ويعتبرون من مطربي الأعراس والمناسبات الخاصة والمهرجانات، فقد تكبدوا خسائر مالية كبيرة. إذ كانوا يحيون في الموسم الواحد أكثر من ثلاث حفلات. وكان يصل دخلهم وفق بعض المتعهدين إلى أكثر من مئة ألف دولار. كما أنّ مواقف بعضهم مما يجري في سوريا، أفقدتهم شعبيتهم، خصوصاً أيمن زبيب الذي كان يقدّم العام الماضي أكثر من عشر حفلات.


ومن بين هؤلاء أيضاً تامر حسني الذي اعتاد الجمهور تواجده سنوياً في حفل استعراضي. لكنّ خسارته لن تقتصر فقط على مصر بسبب موقفه من "ثورة 25 يناير". إذ علمت "أنا زهرة" أنّ أحد متعهدي الحفلات كان ينوي استقدام "نجم الجيل" إلى سوريا قبل الأحداث، لكنّه غيّر رأيه بسبب موقف الفنان من الثورة المصرية.


المزيد:
أحداث سوريا تطيح بحفلات النجوم

صيف سوري حافل عكس "نظيره" اللبناني

صور: ميريام فارس في أسبوع باريس للموضة الراقية


فيديو: حجاب كلاسيكي فريد